فهود الكونغو تأمل في استعادة بريقها في القارة السمراء عبر نسخة 2013

يعتبر الكثيرون منتخب الكونغو الديمقراطية الملقب باسم منتخب "الفهود" من أخطر فرق المستوى الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم التي تنطلق بجنوب أفريقيا في 19 يناير الجاري ، والتي تتنافس فيها الكونغو ضمن المجموعة الثانية مع منتخبات غانا ومالي والنيجر.

ويتوقع البعض أن يشكل المنتخب الكونغولي ، الذي يحمل تاريخا مشرفا في البطولة الأفريقية التي توج بلقبها مرتين ويضم بين صفوفه عددا من اللاعبين البارزين ، فريق المفاجآت في النسخة المقبلة ، ربما لأنه يخوضها تحت قيادة مدير فني مخضرم في المنافسات الأفريقية وهو الفرنسي كلود لوروا الذي يحقق رقما قياسيا بالمشاركة في كأس أفريقيا للمرة السابعة خلال مسيرته التدريبية.

فالكثير من المؤشرات ترجح تأهل المنتخب الغاني (النجوم السوداء) من صدارة المجموعة الثانية ودخول المنتخب الكونغولي في منافسة شرسة مع نظيره المالي لانتزاع بطاقة التأهل الثانية ، لتستعيد الكونغو بريقها الكروي في القارة السمراء بعد أن أخفقت في التأهل للنهائيات في البطولات الثلاث الماضية أعوام 2008 و2010 و2012 رغم وصولها لدور الثمانية في 2006 حين خسرت أمام المنتخب المصري ، تحت قيادة لوروا.

انطلاقة سريعة

انضم اتحاد الكرة في الكونغو الديمقراطية للاتحاد الدولي (فيفا) عام 1962 ثم انضم للاتحاد الأفريقي (كاف) عام 1963 ، وحقق أول ألقابه في البطولة الأفريقية عام 1968 عندما تغلب على نظيره الغاني 1/صفر في نهائي البطولة التي أقيمت في إثيوبيا.

منتخب زئير

وبين عامي 1971 و1997 ، عرفت الكونغو الديمقراطية باسم "زئير" ، وتوج منتخب زئير بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية في عام 1974 بمصر ، حيث تعادل مع المنتخب الزامبي 2/2 في النهائي ثم أعيدت المباراة بعدها بيومين وفازت زائير 2/صفر وحقق لاعبها مولامبا نداي رقما قياسيا في تاريخ البطولة بإحراز تسعة أهداف.

وبعدها كان فريق زئير أول منتخب من دول أفريقيا بجنوب الصحراء الكبرى يتأهل لنهائيات كأس العالم ، حيث شارك في مونديال 1974 لكنه لم يسجل أي أهداف وإنما لا تزال هزيمته أمام منتخب يوغوسلافيا صفر/9 تشكل ربما قياسيا في كأس العالم.

وفي كأس أفريقيا 1976 لم يحقق منتخب زئير أي انتصار ليخرج من دور المجموعات ثم أخفق في التأهل لنهائيات البطولة الأفريقية بين عامي 1978 و1986 كما انسحب من تصفيات مونديال 1978 ، ثم عاد لنهائيات البطولة الأفريقية من جديد في عام 1988 لكنه خرج من دور المجموعات.

بعدها حقق منتخب زئير صحوة وتأهل لدور الثمانية ببطولة كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية بين عامي 1992 و1996 ، قبل أن يعود اسم الكونغو الديمقراطية من جديد في عام 1997 .

مشاركات متتالية ونتائج متباينة

وتذبذبت نتائج المنتخب الكونغولي بعدها في البطولة الأفريقية حيث أحرز المركز الثالث في 1998 وخرج من دور المجموعات في 2000 ومن دور الثمانية في 2002 ثم مني بثلاث هزائم متتالية وخرج من دور المجموعات ببطولة 2004 .

وفي بطولة عام 2006 التي أقيمت بمصر ، قاد لوروا المنتخب الكونغولي للوصول إلى دور الثمانية قبل أن يخسر أمام نظيره المصري 1/4 ، ثم أخفق المنتخب في التأهل للنهائيات في النسخ الثلاث الماضية قبل أن يحجز مقعده في النسخة المقبلة التي تقام بجنوب أفريقيا والتي يخوضها تحت قيادة مدربه الفرنسي البالغ من العمر 64 عاما.

مدرب بقرار جمهوري

كان لوروا قد انتقل لتدريب المنتخب الغاني وقاده لإحراز المركز الثالث في كاس الأمم الأفريقية 2008 ثم تولى تدريب المنتخب العماني وقاده لإحراز لقبه الأول في بطولة كأس الخليج في النسخة التاسعة عشرة التي أقيمت في عمان ، قبل أن يقنعه الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا بنفسه بالعودة إلى منصب المدير الفني لمنتخب الفهود من أجل انتشاله من كبوته.

واجه لوروا العديد من المشكلات عند عودته للمنصب نظرا لتراجع المستوى الفني وعدم رغبة عدد كبير من اللاعبين في المشاركة مع المنتخب ، لكنه بذل جهود كبيرة من أجل إعادة الثقة للفريق من جديد والإعداد النفسي للاعبيه.

وأكد لوروا الذي قاد الكاميرون للتتويج باللقب الأفريقي في 1988 إن إمكانيات المنتخب الكونغولي لا تسمح إلا بتواجده ضمن أقوى المنتخبات في القارة الأفريقية ، وقد حقق الفريق نتائج رائعة في مشواره بالتصفيات حيث تغلب على منتخب السيشل بنتيجة إجمالية 7/صفر في مباراتي الذهاب والإياب بالدور الأول ثم فاز على غينيا الاستوائية بنتيجة إجمالية 5/2 في جولتي الذهاب والإياب بالدور الثاني.

منتخب أسمر بنكهة أوروبية

يضم المنتخب الكونغولي بين صفوفه عددا كبيرا من المحترفين في عدة دول مختلفة أبرزها بلجيكا وفرنسا وإنجلترا ، وتتمثل أبرز عناصره في النجم المخضرم زولا ماتومونا والقائد تريزور مبوتو مابي لاعب مازيمبي والمهاجم المخضرم لومانا لوالوا الذي شارك في كأس أفريقيا 2006 ، بينما كان ضم حارس المرمى بارفي مانداندا الشقيق الأصغر لحارس المرمى الفرنسي الدولي ستيف مانداندا أبرز المفاجآت في تشكيلة منتخب الفهود.

قائمة الفهود لكأس أفريقيا 2013

في حراسة المرمى : روبرت كيديابا (مازيمبي الكونغولي) وباكالا لاندو (إم.كيه الكونغولي) وبارفي مانداندا (شارلروا البلجيكي).

وفي الدفاع : جان كاسوسولا (مازيمبي الكونغولي) ولاريس مابيالا (كارابوك سبور التركي) وشانسيل مبيمبا (أندرلخت البلجيكي) وسيدريك مانجونجو (ايفيان تونون جايار الفرنسي) وإيساما مبيكو (فيتا كلوب الكونغولي) ولاندري موليمو (كورت ريجيك البلجيكي) وجابريال زاكواني (بيتربوروه الإنجليزي).

وفي خط الوسط : ديوكو كالوييتوكا (الخريطيات القطري) وديو كاندا (مازيمبي الكونغولي) وسيدريك ماكيادي (فرايبورج الألماني) وزولا ماتومونا (مون البلجيكي) وتريزور مبوتو مابي (مازيمبي الكونغولي) ويوسف مولومبو (ويست برومويتش ألبيون).

وفي الهجوم : باتو كابانجو (مازيمبي الكونغولي) ويفيس ديبا (الرائد السعودي) ودومي كومبيلا (آينتراخت برونزفيك الألماني) وتريزور لوالوا لومانا (كارابوك سبور التركي) ومانزيا بادجي وديوميرسي مبوكاني (أندرلخت البلجيكي) ولوفومبو انزينجا.