تقرير.. تريكة يواجه مصير "أيقونات" التغيير في الكُرة العالمية

تُلعب الكرة من أجل الجماهير الذين ينتظرون نجوما من العيار الثقيل يظهرون كل عدة أعوام ليصنعوا المجد ويساهموا في تغيير التاريخ.

وعندما تجد الجماهير هذه النوعية من اللاعبين الأفذاذ يحولونهم إلى أيقونات ثابتة مرتبطة بالنادي مثل اسمه وشعاره وألوانه مما يضع اللاعب وناديه في ورطة كبيرة عندما تحين لحظة الوداع.

النجم المصري محمد أبو تريكة الذي انتقل إلى النادي الأهلي في فترة الانتقالات الشتوية في يناير 2004، ليصبح خلال 8 سنوات أيقونة الأهلي ورمزه وصانع الفرحة لجماهيره، بعد أن استطاع أن يأسِر قلوبهم بأداءه الرائع داخل الملعب وخلقه الرفيع خارج المستطيل الأخضر.

وعلى مدار 8 سنوات تلقى تريكة عروضا مغرية من أندية عربية وأوروبية لضمه لكنه دائما كان يرفض وكذلك ناديه، حتى جاء عرض بني ياس الإماراتي الذي تحيط به ظروفا خاصة هذه المرة تجعل إمكانية قبوله وارده مما يضع اللاعب والنادي في ورطة مع الجماهير العاشقة لصانع السعادة وأسر القلوب الأهلاوية.

وبنظرة سريعة على اللاعبين الذين تشابه موقفهم مع موقف النجم المصري محمد أبو تريكة وكانوا علما لأنديتهم ومن أجلهم تزحف الجماهير ثم جاءت الصدمة برحيلهم المفاجيء، وجدنا أن هناك أسماء كثيرة لمعت في سماء كرة القدم ووصلت لأعلى المستويات مع أنديتهم واستطاعوا أن يصنعوا التاريخ لفرقهم ثم في النهاية جاء وقت الرحيل ليتركوا كل ما حققوه ويبدأوا من جديد مع نادي أخر.

ديل بييرو وخيارين كلاهِما مُر

أبرز هذه الأسماء اللامعة هو النجم الإيطالي أليساندرو ديل بييرو الذي لعب لمدة 19 عاماً مع اليوفنتوس حتى أصبح قائداً للفريق ورمزاً له، ثم في النهاية اضطر للرحيل وسط غضب جماهيري عارم ليتجه للدوري الأسترالي.

ديل بييرو لعب مع اليوفنتوس منذ عام 1993 واستطاع خلال هذه الفترة أن يسجل العديد من الأهداف ويساهم في بطولات محلية وقارية لفريق السيدة العجوز بالإضافة إلى إسهاماته مع المنتخب الإيطالي وحصده لقب كأس العالم 2006 بعد تركه بصمته الشهيرة في شباك ألمانيا في مباراة قبل النهائي.

"أليكس" كما يحلو لجماهير البيانكونيري مناداته انتهى تعاقده في عام 2012 وبعد الأعوام المديدة التي قضاها مع فريقه وعدم تخليه عنه عند هبوطه للدرجة الأولى حدثت مشاكل مع إدارة ناديه على تجديد تعاقده بعد بلوغه عامه السابع والثلاثين، ليجد أليساندرو أمامه خيارين كلاهما مر، فإما الإعتزال أو الرحيل عن جماهير يوفنتوس والانتقال لنادي أخر.

واختار ديل بييرو أن يرتدي قميص أخر غير قميص اليوفي الذي ترك ألوانه على جسد أيقونة اليوفنتوس بعدما ارتداه لمدة 19 عاماً، وبدأ قائد اليوفي رحلة تحدي جديدة في أستراليا مع نادي سيدني قبل أن يضطر لخيار أصعب وهو الإعتزال.

راؤول جونزاليس وتحدي الطبيعة

أما الهداف التاريخي لريال مدريد راؤول جونزاليس فقد قضى 16 عاماً بين جدران السنتياجو برنابيو نجح خلالها في تسجيل 323 هدفاً ليتخطى رقم الأيقونة الأخرى للريال دي ستيفانو ويصبح ثالث هداف في تاريخ الدوري الأسباني.

وجد راؤول نفسه أمام تحدي صعب بعد بلوغه عامه الثالث والثلاثين بعد عدم اتفاقه مع الريال على التجديد، نصحه البعض بالاعتزال وتولي منصب إداري داخل نادي العاصمة الإسبانية لكن رؤاول رفض واختار أيضاً أن يخلع قميص الفريق الملكي ويبحث عن نادي أخر يكمِل معه مسيرته الكروية، وقال وقتها: "لن أعتزل سوف ألعب كرة القدم مرة أخرى أشعر أن أقدامي تتحمل جسدي ولازلت قادراً على العطاء".

رحيل راؤول إلى شالكة في عام 2010 لم ينهي علاقته بالريال فقد صرح وقتها فلورنتينو بيريز رئيس النادي بأنه يرفض وداع راؤول ولكنه سيقول له إلى اللقاء مشيراً إلى أن مكانه في الريال موجود عندما يقرر الإعتزال، ليضع جماهير الريال أمام أمر واقع وهو تقبل رحيل أيقونة الفريق.

هِنري ورحيل ثم عودة

أما النجم الفرنسي تيري هنري الذي أصبح أسطورة الأرسنال في عصره الحديث فقد قرر أن يرحل عن المدفعجية بعد 7 سنوات فقط لينتقل إلى برشلونة وسط غضب جماهير عارم بين جماهير النادي اللندني الشهير.

أيقونة الأرسنال لم تستطيع أن تغيب عنه لفترة طويلة حيث عاد هنري بعد ذلك إلى الأرسنال معاراً من نادي ريد بولز الأمريكي وسط استقابل حافل في ملعب الإمارات ومع كل هدف يُسجله النجم الفِرنسي كانت قلوب مشجعي الأرسنال تخفق بالحب والتقدير لهذا النجم الذي منح أفضل ما لديه للمدفعجية.


محمد أبو تريكة والقرار الأصعب

وأخيراً مع النجم المصري محمد أبو تريكة الذي لايقل أهمية عن النجوم المذكورين بالنسبة لجماهير النادي الأهلي والذي وضعه نادي بني ياس الإماراتي في موقف لا يحسد عليه بعدما تقدم بعرض مغري له ولناديه.

العرض الإماراتي قيمته مليون دولار يحصل عليها أبو تريكة ومثلهم للنادي الأهلي، وهو ما يحِل ولو جزء بسيط من أزمة بطل أفريقيا المادية ويمنح نجمه تأمين مادي لمستقبله.

الأمر الذي يزيد من احتمالية قبول العرض هو أنه للإعارة فقط لمدة ستة أشهر وبعدها يعود أبو تريكة للأهلي ليشارك في دوري المجموعات بدوري أبطال أفريقيا في حالة تأهل الأهلي لهذه المرحلة.

وسواء رحل تريكة أو بقي مع النادي الأهلي فإنه لن يرحل عن تاريخ النادي بعدما ترك بصمته في خزينة بطولات النادي بالكؤوس والبطولات التي منحها للعملاق المصري بفضل مجهوداته وإسهاماته على مدار 8 سنوات.