تجمهر العشرات من أهالى قرية «المراشدة»، التابعة لمركز «الوقف» بقنا، من المسلمين، أمام كنيسة «أبوفام»، بعد اتهام والدَى طفلة مسلمة لتاجر خردوات قبطى بالاعتداء عليها جنسياً، وحطم أهالى المنطقة باب الكنيسة وسيارة أسقفها، بالإضافة لتحطيم متجر المتهم، و3 محال تجارية أخرى يملكها مسيحيون.
وقال الشيخ صابر، شيخ الناحية بالمنطقة، إن الهدوء عاد للقرية بعد تدخل الأجهزة الأمنية، موضحاً أن المتهم معروف بلعبه وضحكه مع الأطفال، ومعروف بأنه رجل طيب، وليس من المعقول أن واحداً فى هذا العمر يفعل ذلك. فيما اتهم الرزيقى أسطفانيوس، من أهالى المنطقة، وجوهاً «ملتحية» بأنها دخلت القرية، لتشعل الفتنة، لافتاً إلى أن الأقباط فى حالة رعب.
وقال اللواء صلاح مزيد، مدير أمن قنا، لـ«الوطن» إن القوات ألقت القبض على التاجر المتهم، وعرض على النيابة، التى طلبت تحريات الشرطة حول الواقعة، لافتاً إلى محاصرة المنطقة التى تشهد الاحتقان بالعديد من التشكيلات الأمنية، وفرض كردون أمنى حول الكنيسة، ومحلات الأقباط، بالإضافة لوجود قوة شرطية قرب كل مسجد بالمنطقة، وقال: «سيطرنا على الموقف منذ الساعات الأولى»، نافياً وجود إصابات من الطرفين.
كان مدير الأمن تلقى إخطاراً بتجمهر عشرات المسلمين أمام الكنيسة، بعد اتهام مزارع وزوجته لتاجر الخردوات نادر عطية مسود «60 سنة»، باغتصاب طفلتهما البالغة من العمر 6 سنوات، الأمر الذى أثار غضب الأهالى فتجمهروا أمام الكنيسة، وحطموا المحلات.
من جانبه، دعا الشيخ أحمد رسلان، إمام مسجد على بن أبى طالب بقرية المراشدة، إلى وأد الفتنة، قائلاً: «المراشدة من يومها لم تشهد فتنة». وقال لأهالى القرية: «العفو عند المقدرة، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها»، مطالباً الأهالى بعدم الانسياق وراءها.
وتمكنت الأجهزة الأمنية، المتمركزة أمام كنيسة «أبوفام» من فض تجمهر الأهالى، عقب صلاة الجمعة، بالقنابل المسيلة للدموع، فيما أكد الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى، أن المتجمهرين حاولوا اقتحام الكنيسة، وحطموا دراجة بخارية، يملكها قبطى، إضافة لنهب وحرق محلات يملكها أقباط، موضحاً أن بعض المسلمين المعتدلين بالقرية استطاعوا إقناع المتجمهرين أمام الكنيسة بفض تجمهرهم.