فى اليوم الثانى للمنتدى العربى الديمقراطى الاجتماعى الذى ينظمه الحزب المصرى الديمقراطى بأحد الفنادق الشهيرة بالقاهرة، أكد حمدين صباحى زعيم التيار الشعبى وعضو جبهة الإنقاذ الوطنى، أن 15% من المصريين يعانون من مرض التهاب الفيروس الكبدى الوبائى، داعيا الأوربيين لمساعدة مصر فى التخلص من هذه الأزمة، كما أنه أكد أن الأوربيين قاموا بعمل عظيم فى مساندة مرضى الإيدز فى أفريقيا.
وأضاف صباحى أنه على عكس المعارضة، فنحن فى مصر لا نطلب من أصدقائنا فى خارج مصر شيئا حينما يكون هناك خلاف بيننا وبين السلطة، ولكننا لا نريد أن يكون هذا الخلاف سببا فى منع أى معونات اقتصادية تأتى لمصر من الخارج حتى لو استفاد منه النظام الحاكم فهو سيفيد الفقراء أيضا.
وأكد صباحى أننا سنسير فى اتجاهين لا ثالث لهما خلال الفترة المقبلة، الأول يتمثل فى مسار المقاومة الميدانية بكافة أشكالها، والثانى هو استكمال الثورة عبر صندوق الانتخابات على أن تتسم بالنزاهة والشفافية.
وأضاف صباحى أن الجمعة القادمة تمثل الذكرى الثانية للثورة، داعيا المصريين للخروج فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر بعدما ثبت أن ما يجرى فى مصر الآن لا يليق بثورة يناير العظيمة، لافتا إلى أن الشعب المصرى متمسك بأن الدستور الذى فرض عليه لا يعبر عن توافق المصريين ولم يكن انتصارا للمبادئ التى ترعى حق الفقراء من الشعب.
وأضاف صباحى أن مصر التى أنجزت منذ قرابة العامين ثورة 25 يناير لم تستطع أن تجنى ثمار ثورتها حتى الآن.
ولفت صباحى إلى أن قانون الانتخابات الجديد لبى بعض المطالب وتجاهل باقى المطالب، مؤكدا أن الشعب المصرى على استعداد تام لمواصلة الثورة عن طريق انتخابات حرة، وإذا أغلق الطريق فميدان التحرير كان وسيظل إرادة شعب سينتصر على المهانة والتبعية فى مصر فى لحظة حاسمة وصعبة وستكون مفترق الطرق.
وطالب صباحى العرب والأوربيين بتبنى نظام اقتصادى جديد ليس رأسماليا أو اشتراكيا، بل نظاما مختلطا بعيدا عن آليات السوق المفتوح التى تنهش حقوق الفقراء، على أن يكون سوقا اجتماعيا يتبنى التزام الدولة والمجتمع باستيفاء شروط الكرامة والعدالة الاجتماعية، لافتا إلى أننا فى مصر الأكثر فقرا والأكثر احتياجا للعدالة الاجتماعية.
وأكد صباحى أننا كعرب نحتاج إلى مضاعفة الجهد، لأننا من المؤمنين بالعدالة الاجتماعية، لافتا إلى أن تشكيل جبهة واحدة تجمع الأحزاب الاجتماعية على مستوى الدول العربية فى بوتقة واحدة هو إنجاز يجب أن يتبناها الجميع ويسير على شاكلة ما أنجزه الاتحاد الأوروبى، لافتا إلى أن الوحدة العربية تحتاج لأن تكون ديمقراطية وأن تبنى من أسفل وبدعم شعبى واحد.
وقال صباحى، إن أوروبا التى استعمرت العرب لسنوات استطاعت أن تشكل اتحادا أوربيا ونحن كعرب أولى بذلك من الجميع، ونحتاج إلى شراكة حقيقية وتعاون حقيقى من أجل تحقيق ذلك.
وأعلن الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب عن إنشاء منظمة عربية جديدة تشمل كل الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية فى العالم العربى، حيث تشمل كل الدول العربية فى تحالف واحد.
وأكد أبو الغار أن هناك صراعا دائرا الآن بين قوى رجعية تحاول تحويل النظم الديمقراطية إلى نظم فاشية، ونظم أخرى ديمقراطية تنادى بالحرية والعدالة الاجتماعية.
وأشار أبو الغار إلى أن الجميع يؤمن بأن الدين جزء هام من الموروث الثقافى والوطنى، ولكننا يجب أن نجد صيغة تجمع بين احترام الدين وتحقيق الحرية والديمقراطية والمعاملة الإنسانية.
وتعهد أبو الغار بأن تظل الأحزاب الديمقراطية على وفاء لمبادئ العدالة الاجتماعية تسمح للدولة بالتدخل لصالح المواطن البسيط، لافتا إلى أن الأحزاب الاجتماعية من كل الدول العربية ستجتمع اليوم للتنسيق حول هذا التحالف الجديد، فيما تقدم بالشكر لكل الأحزاب الأوروبية التى ساعدت على نجاح هذا المؤتمر من خلال حضورها له والمشاركة بفعالية.
وقال نبيل شعث القيادى بحركة فتح الفلسطينية، إننا نرى الربيع العربى بوجهيه الفلسطينى من جهة والذى كان له تأثير كبير على العرب خلال القرن الماضى، والربيع العربى وأصدقاؤنا الأوربيون قادرون وراغبون فى مساعدتنا وتخطى مرحلة البناء التى نمر بها فى كل أقطارنا العربية، ومن الظلم الفادح الكلام أن الثورة فى مصر وتونس حرمتهم من التنمية الاقتصادية، ولا أتصور كيف يمكن إحداث هذا التغيير الهائل فى كل شىء دون أن يحدث "لا استقرار" خلال هذه الفترة.
وأشار شعث إلى أن المهم الآن هو دراسة الموقف لتقليل الفترة الغيرة مستقرة والمرور بها إلى فترة الاستقرار من أجل بناء شىء جديد بكل مكوناته فى الوطن العربى، ومن هنا تكمن رؤيتنا أن الديمقراطية هى مشاركة وطنية شعبية وأيضا هى فرصة للتعددية السياسية الديمقراطية.
وتابع شعث: "أتيتكم من غزة وشاهدت فى غزة تظاهرة حضرها مليون و200 ألف فلسطينى رفعوا أعلام فلسطين وأعلام فتح، ويقولون للعالم نحن نعتز بحركتنا الوطنية ولكننا نريد الوطنية، وتم رفع علم فتح ولم يحرق علم واحد لحماس، لأننا ندرك التعددية والحرية، ولكن فى إطار الوحدة الوطنية.