قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن تحرير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للإنسانية من العبودية والاستبداد هو الذي أرسى قواعد الحرية والمساواة منذ أربعة عشر قرنًا.
وأضاف: لو قارنا بين ميثاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في خطبة الوداع وبين ميثاق الأمم المتحدة منذ أكثر من 65 سنة نجد أنَّ هذا الميثاق مليء بالافتراء على الأمم الشريفة، فأين هو الميثاق من الشعوب المستضعفة في أمريكا الجنوبية وأواسط إفريقيا وأطراف آسيا، والولايات المتحدة تحت نظر الأم المتحدة بنت حضارتها من سلب الشعوب المستضعفة؟! وأكد في برنامجه ـ "مع الطيب" الذي يبث بعد صلاة الجمعة على القناة الأولى ـ مشروعية الاحتفال بذكرى مولد النبي الكريم ردًا على ما يثار من جدل حول إقامة هذه الذكرى، قائلاً: "ولو سلَّمنا جدلاً بأنها بدعة فإنها بدعة حسَنة؛ فلا بد أن يكون مقام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاضرًا بين الأمة الإسلامية في كل حين".
وذكر الطيب نبذة عن حياة النبي تكلم خلالها عن حاجة الإنسانية في القرن السادس الميلادي إلى نبي يجدد دعوة التوحيد في العالم، ويُعيد البشرية إلى طريق الحق والعدل والصواب، ولولا إرسال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لظلَّ الإنسان في ضلال إلى يوم القيامة.
وأضاف: أن التردي الأخلاقي والتيه العقدي الذي كانت تعيشه الإنسانية آنذاك كانت بعثته ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي العاصم الذي عصَم الإنسان من كل الضلالات المنتشرة في بلاد العرب وفارس والروم وما إليهم. ويوافق بعد غد الخميس ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم. في سياق منفصل، استقبل شيخ الأزهر، جيمس وات، سفير بريطانيا بالقاهرة، والوفد المرافق له، وقد تناول اللقاء سبل تدعيم أواصر العلاقات والتعاون المشترَك بين مصر وبريطانيا بصفة عامة، وبين الأزهر الشريف والمؤسسات العلمية والثقافية والدينية ببريطانيا بصفة خاصَّة.
وأكد الطيب أهمية تدعيم سبُل الحوار ومد جسوره كركيزةٍ هامة للتعايش السلمي بين مختلف شعوب العالم بصفة عامَّة؛ باعتباره سمةً أساسيَّة ميَّز الله تعالى بها الإنسان عن سائر المخلوقات، مضيفًا أن تنوع واختلاف الحضارات الإنسانية على مَدار تاريخها الطويل هو مصدر إثراء لخير وتقدُّم البشرية، ولا ينبغي أن يكون سببًا لتصارُعها.
وحمل السفير رسالة من البارونة سعيدة وارثي، الوزيرة بالحكومة البريطانية ومسئولة حقيبة شئون الأديان وحقوق الإنسان ومنظمة التعاون الإسلامي، تشيدُ فيها بالدور الكبير الأزهر في نشر ثقافة الاحترام المتبادَل والتسامح الدِّيني بين الشعوب، وأبدَتْ رغبتها في إلقاء خطابٍ بجامعة الأزهر الشريف يتناول الحديث عن تلك القِيَم النبيلة.
وتطرَّق السفير في حديثه عن الأئمة البريطانيين والدورات التدريبية التي تلقَّوْها في الرابطة العالمية لخرِّيجي الأزهر؛ مما ساهم بشكل كبير في توضيح الصورة السمحة والمعتدلة للإسلام في عيون البريطانيين.
وأبدى الطيب استعداد الأزهر التام لتقديم المزيد من الجهود والدعم في هذا المجال، مضيفًا: أنَّ رسالة الأزهر ووسطيته واعتداله هي القادرة على بث روح السلام والأمن الاجتماعي والثقافي في الغرب.