قال الشيخ سعيد عبد المحسن، خطيب مسجد الفاروق فى حضور الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، بصحبة ولديه عبد الله وعمر، إن شجرة الإسلام أصلها ثابت وفرعها فى السماء، أصلها العقيدة فى الله، وفروعها العبادات وثمرتها الأخلاق، ومن لا خلق له لا دين له، وقال بعض السلف: "الدين كله خلق ومن زاد عليك فى الخلق زاد عليك فى الدين"، مضيفا أن أزمة أمتنا ليست أزمة انفلات أمنى وإنما انفلات أخلاقى، وبالتالى أزمة انفلات فى دين الله العظيم.
أضاف الخطيب: "أين الجود والكرم أين الإيثار واحتمال الأذى، أين العفو والصفح، أين رد السيئة بالحسنة أين حسن معاملة الزوجة وحسن تربية الأبناء؟!، إن كثيرا منا حين يعامل غير المسلمين فى بلاد الغير يعامل بمعاملة جيدة حتى أن البعض يقول، "عاملنى معاملة إنجليزى" وهذه أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم.
وأوضح الخطيب، أن رسول الله حصر وقصر دعوته على إتمام مكارم الأخلاق، لأن العربى القديم كانت عنده أصول الأخلاق، موضحا: "أبو سفيان وهو كافر كان لا يريد أن يقال عنه كذاب"، إن الأمة الآن تحتاج إلى إحياء الأخلاق من جديد، وهذه مهمة رعاة الأمة "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
وطالب الخطيب، أن يرعى الجار جاره وأن يهتم الأب بدين ابنه كما يهتم بدنياه، قائلا: "دستور دساتير الدنيا كلها لا تساوى قطرة فى بحر دستور الأخلاق فى الإسلام"، موضحا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا شهادة عملية للإسلام.
وتناول الخطيب الأخلاق فى أركان الإسلام الخمس، موضحا أن شهادة أن لا اله إلا الله تعنى أن لا نعبد إلا الله، وأعلى العبادات حب الله، وأضاف، إذا أحببت الله أحببت ما يحبه الله، فالله محسن غفور جميل نظيف شاكر، وجاء فى الأثر "تخلقوا بأخلاق الله عز وجل"، أما "أشهد أن محمدا رسول الله"، فتعنى التخلق بأخلاق النبى صلى الله عليه وسلم.
وفى حديثه عن الصلاة، استشهد الخطيب بقوله تعالى: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، قائلا: "ديننا لا يعرف الانفصال بين الدين والخلق، كما لا يعرف الانفصام بين الدين والسياسة، أما إيتاء الزكاة فليس معناه إخراج مال للفقير فقط، بل هى تطهير قلب الفقير من الحقد والغل وتطهير قلب الغنى من الشح، لذا يعلمنا الله: "قول معروف ومغفرة خير من صدق يتبعها أذى"، أما الصيام فهو جنة عن الأخلاق السيئة. فى حين يأمرنا الله بعدم الرفث والفسوق فى الحج ولا يعتدى الحاج على طير أو شجر.
وقال الخطيب، نحتاج من مؤسساتنا الإعلامية والدينية أن تعيد بناء صرح الأخلاق، فكثير من المسلمين يتورع عن السرقة وأكل الحرام ولكنه يأكل الميتة يقول تعالى: "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"، حرمة المسلم كحرمة ورقة المصحف.
أضاف الخطيب: "يقول صلى الله عليه وسلم من أشار إلى أخيه بحديدة لا تزال الملائكة تلعنه حتى يضعها"، موضحا أن للمسلم حرمة عظيمة عند الله، ودم المسلم من أكبر الكبائر، محذرا من التورط فى العون على قتل مسلم، موجها حديثه لمن يتصدر وسائل الإعلام ويحرض على العنف فيها، مضيفا "قصاص الدنيا أهون من قصاص الآخرة"
وعقب الصلاة، قال الخطيب، كنا نود أن نسمع كلمة من سيادة الرئيس إلا أنه أراد أن لا يثقل على المصلين، داعيا الله أن يوفق الرئيس ويرزقه الإخلاص والتوفيق.
15