■■ لم يكن أغلب الجماهير المصرية ولا حتى أطراف المنظومة الكروية في مصر ومنهم الإعلام الرياضي، يثقون في إمكانية عودة النشاط الكروي ممثلاً في الدوري الممتاز، في ظل أجواء الانفلات الأمني وعدم الإستقرار في ربوع مصر المحروسة ، وإنخراط الملايين في مظاهرات ووقفات احتجاجية وإعتصامات مشحونة بالعنف والغضب والإحتقان .
■■ وحتى اللحظات الأخيرة قبل المباراة الأولى من دوري الموسم الجديد بين الأهلي وغزل المحلة ، كان الشك قائما ، في أن يتم إلغاء المباراة وتأجيل المسابقة من جديد لأجَل غير مسمى وربما إلغاء الدوري بشكل نهائي .
ورغم ذلك فقد حدث غير المتوقع ، وأقيمت المباراة الأولى ، عصر أمس السبت الثاني من فبراير 2013 ، وبدأ الدوري المصري بشكل رسمي ، وبدأ معه الأمل في إنتظام المسابقة وربما إنتظام الحياة العامة في مصر وعودة الهدوء والاستقرار.
■■ ليس المهم نتيجة المباراة ولا الفائز ولا الخاسر ، وإنما كان الأهم هو إقامة المباراة ، وقد فاز الاهلي بطل مصر وافريقيا ورابع العالم على غزل المحلة المكافح على استاد الدفاع الجوي ، أحد الملاعب التابعة للقوات المسلحة المصرية التي ستستضيف كافة مباريات الدوري بدون حضور جماهيري ، وبنظام المجموعتين ، وبعد هذه المباراة مباشرة وعلى ملعب عسكري آخر، أٌقيمت المباراة الثانية في اليوم الإفتتاحي بين الزمالك والإتحاد السكندري وبدون جمهور أيضا، وفاز الزمالك بهدفين في مباراة إنتهت سالمة أيضا بصرف النظر عن تفاصيل النتيجة والعرض والمستوى الفني .
■■ قطار الدوري المصري إنطلق أخيراً بعد طول إنتظار في محطة الإنفلات والحرية الهوجاء غير المسئولة، وأوهام بعض التجمعات، أوالأفراد، أو الأحزاب ، بأن كل منهم "رئيس جمهورية نفسه "، وهو ما لم يتحقق حتى في "اليوتوبيا" أو المدينة الفاضلة لجمهورية "أفلاطون" نفسه !
■■ الدوري المصري بدأ أمس بمباراتين للعملاقين الأهلي والزمالك .. و نرجو لهذا الدوري الإستمرار والإنتظام والإستقرار، وهي الأمور نفسها التي نتمناها لمصر والمصريين في ظل عصر ما بعد ثورة 25 يناير.. وعند حدوث هذا سيكون الدوري المصري فعلاً، عنواناً ورمزاً وبشارة، لما هو أكبر وأشمل وأهم من كرة القدم أو النشاط الرياضي .