في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
عندما تشاهد عزيزي القارىء تحليلا لمباراة الأهلي ووادي دجلة فهو بالتأكيد أقرب للخيال لإن مباراة الأمس لم تكن تستحق التحليل أو حتي المشاهدة إذا كنت تبحث عن المتعة ولكنها عامرة بالأشياء التكتيكية والتي نستطيع فيها الرد بموضوعية على كل من إنتقد البدري في تغييراته أو في إنتقاد البدري نفسه والرد نيابة عن المحللين والذين فشلوا في مجابهة أرائه بعد المباراة وكأن الإنتقادات محفوظة.
تكتيك المباراة
- الاهلي لعب 4-2-2-2 من بداية المباراة بالإعتماد على شديد و نجيب وجمعة وصديق امامهم عاشور وشهاب ثم السعيد ودومنيك وفي المقدمة عماد متعب والسيد حمدي.
- في الخطة القديمة التي إعتمدها البدري كان تقدم حسام غالي هو حجز الزاوية في صناعة اللعب من العمق ومع تواجد طرفين وثنائي هجوم كانت المحصلة ممتازة ولكن أن تظل علي نفس التكتيك وأنت بدون حجر زاويتك وبدون لاعب يقوم بنفس الدور فأنت تخلق فيروسا داخل الفريق.
- الكثير بح صوته وتسائل كيف يلعب البدري بربيعه ويبقي علي صديق ولم أرد أن اشير إلي هذه النقطة في التحليل السابق حتي نري ماذا سيفعل في باقي المباريات بالرغم من أنني لدي أسباب تكتيكية متفق فيها مع البدري في الدفع بربيعة ( على الأقل في هذه الفترة ) سيتم ذكرها في تحليلات قادمة.
- الدفع بصديق ثم شريف في تغيير الجبهة اليمني لم يعطي حلولا هجومية مثلما رأينا من ربيعة أمام المحلة والسبب لا يرجع إلي اللاعبين بقدر التكتيك المستخدم لإيصال الكرة بسهولة لهم من لاعبي الوسط.
- لاعبي الوسط .. قدم ثنائي إرتكاز الأهلي أمس أسوا مباراة لهم على الإطلاق خاصة شهاب الذي يبدو متأثرا بأسلوب لعب جوزيه .. النقل العرضي الكثير واللعب من الثبات والدوران للخلف.
- الجرافيك التالي يوضح كيف أن لاعبي الأهلي مفتقدين لدور صناعة اللعب من العمق مع التغييرين الثاني والثالث اللذان كانا مؤثرين بدرجة إيجابية وسلبية في نفس الوقت.
- التغيير الأول بدخول بركات بديلا لدومنيك لم يكن بسبب سوء مستوي الموريتاني السنغالي فالأخير يقدم اداء تعاونيا كبيرا في المباراتين ويكفيه إهدائه فرصتين لمتعب في قلب الستة ياردات ولكن ضرورة أجراء تغيير في شكل الخطة اطاح بدومنيك.
- 4-2-3-1 مع دخول بركات وتواجد عبدالله السعيد كصانع للعب وهنا تنفس الأخير الصعداء لإنه يقدم الأداء الأفضل له عند اللعب في عمق الملعب وليس الطرف وإذا كان مقبولا ان تحسن من قدرات الفريق الهجومية بإعطائه دور الجناح إذا كنت تمتلك لاعبا وسط مدافع بإمكانيات غالي ولكن في ظل غيابه لا بد أن تغير من التكتيك.
- المفترض أنه مع تواجد لاعبا مثل عبدالله السعيد أن يتقدم أحد لاعبي الإرتكاز لتكرار جملة ( واحد –اتنين ) ومن ثم الإختراق مع طرفي الملعب ولكن كان يحدث هذا على فترات متباعدة وكأن ذاكرة اللاعبين مؤقتة.
- التغيير الكارثي من وجهة نظر البعض ولكنهم لم يستطيعون أن يقدموا الحل التكتيكي الذي يردون به على البدري فالكل أجمع على أن تغيير متعب كان خاطىء وأنا منهم فمتعب قدم اداء نموذجيا مع حمدي والسعيد وحتي مع دومنيك وبركات أي أن المجموعة الهجومية أدت دورها بشكل جيد وإن صادفهم سوء حظ وتوفيق من أمير توفيق.
- نعود لتغيير متعب .. دخول رامي ربيعة بديلا له .. كان من الأفضل اللعب بعبدالظاهر لو قام بالتغير وأن يخرج السيد حمدي لإعطاء فرصة لمتعب المجتهد .. كانت هذه تبريرات منتقدين البدري.
- البدري يقول أن التغيير من أجل دعم ثنائي الإرتكاز وحصد الثلاثة نقاط وهذا صحيح بنسبة كبيرة جدا فثنائي الإرتكاز كانا بحاجة إلي دعم لذلك أشرك البدري ربيعة وهنا أسقط في يدي المحللين.
- قبل أن تبحث بجانبك أنظر جيدا للملعب .. هذا بإختصار الرد على البدري ومنتقديه فإذا كان الهدف وهو متفق عليه دعم خط الوسط فأنت أمام بديلين فشلا الإثنان في إعطائهم لنا.
- عبدالله السعيد ومحمد بركات ..يعرف الكثيرين أنهم قادرين على دعم خط الوسط فإذا كان هدفك دعم الوسط من خلال ضغط المنافس فأنت تملك إخراج شهاب مثلا واللعب بعاشور كإرتكاز يعاونه من على الأطراف بركات و السعيد والإثنان يمتلكان قدرات دفاعية لا بأس بها مع الدفع بعبدالظاهر وإعطاء تعليمات لهما باللعب على الأجناب بالتناوب مع متعب 4-3-2-1.
- الحل الثاني هو إشراك ربيعة نفسه على حساب إرتكاز دفاعي وهو تغيير يهدف إلي تنشيط الجزء الدفاعي مع إعطاء تعليمات أيضا للسعيد وبركات بدعم الوسط واللعب 4-4-2.
- دخول ربيعه في خط الوسط امام ثنائي الإرتكاز وامامه عبدالله السعيد ويمينا بركات وفي المقدمة السيد حمدي .. السؤال أين اليسار ؟ .. أسوأ ما في تغير أن يدخل لاعب بدون تكليفات واضحة للفرد ..والمجموعة .. وهو ما وضح في عشوائية الدقائق الأخيرة والتي مرت فيها الكرة من لاعبي الأهلي ود