عاد الإعلامى يسرى فودة، أمس الاثنين لتقديم برنامجه "آخر كلام"، بعد انقطاع امتد لعدة أسابيع، لإجرائه عملية جراحية بلندن فى الفترة الأخيرة.
وحرص الإعلامى فى مقدمته بحلقة أمس على ربط الأحداث التى سبقت الثورة والتى تلتها، مؤكدا على أنه رغم مرور عامين على الثورة، إلا أن المواجهة مازالت قائمة بين الشعب والسلطة وكأن شيئا لم يحدث.
وبدأ يسرى فودة الحلقة قائلا: "من مبارك إلى العسكر إلى الإخوان، من خالد سعيد إلى ست البنات إلى حمادة، من "خليهم يتسلوا" إلى "إيه اللى جابها هنا؟" إلى "أنا معرفش بس أنا متأكد"، عامان على التخلى، من إصبعٍ إلى إصبعٍ إلى إصبع، وبينها جميعاً دمٌ يُراق وكرامةٌ تُستباح وحلم ينتهك وجيلٌ يجر فى إثره جيلاً من الإصرار والجلد، كبروا قبل الأوان، طيب الله أوقاتكم، وكبر معهم حلمٌ وكبر مع الحلم إحساسٌ ضاغطٌ يمر من خلال غمامة كثيفة من الإحباط إلى لحظة تعد بالكثير، أم أنها تنذر بالكثير، قوانين الطبيعة تقول إن الحلم لا يعْلق هكذا فى الهواء إلى ما لا نهاية، ولا المرارة تتجمع فى الحوصلة هكذا هى الأخرى إلى ما لا نهاية، شىءٌ ما لا بد أن يحدث".
واستكمل "أهلاً بكم، فى مثل هذه اللحظات قبل عامين بالتمام والكمال كانت حفنة قليلة من الثوار لا تزال تصر على البقاء فى ميدان التحرير حتى تتأكد من بقاء الثورة بين أيدى أصحابها الحقيقيين، لكنها فى النهاية رضخت لرغبة المجموع ولوعود المجلس العسكرى ولاتجاهات الإخوان المسلمين وسط نشوة غامرة وأمل فضفاض، فى مثل هذه اللحظات كان الهتاف الذى أودى بعرش مبارك بعد نحو ثلاثين عاماً من الفساد والظلم والمناداة بالـ عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية، اليوم، بعد عامين، يندمون، وينضم إليهم فى الندم آخرون، وقد تغيرت الخريطة السياسية إلى حد بعيد، بينما نتابع أحداث يوم كان من المفترض أن يكون احتفالاً سعيداً لشركاء الثورة جميعاً، نتابع انقساماً تزيد حدته يوماً بعد يوم، ونرى مواجهة لا تزال بين الشعب والسلطة، ونسمع فى مقدمة المشهد الهتافات نفسها التى قامت من أجلها ثورة حين قامت".