بعد فضيحة مركز الطب النفسى وعلاج الإدمان، التى انفردت «اليوم السابع» بتفاصيلها على مدار الأسبوع الماضى، والتى مثلت فضيحة طبية مدوية، أرسل أحد المرضى السابقين بالإدمان، ممن تخطى مرضه، وشفى منه، شهادته على مركز آخر لعلاج الإدمان بمنطقة المقطم، يدير حفلات جنسية يتم خلالها الاعتداء على نزلائه بصور بشعة، ومرضية.
«وليد» صاحب الشهادة الجديدة، التى تفجر فضيحة مدوية أخرى على مركز جديد من مراكز علاج الإدمان، هو شاب من طبقة راقية فى المجتمع مر بحالة نفسية «اكتئاب» ألقته فى عالم المخدرات وانتشرت فى جسمه، مما غير سلوكه فى البيت فحاول شقيقه مساعدته فى الخروج من عالم الإدمان والشفاء منه فتوجه به لمراكز طبية ولكنه سرعان ما خرج منها عائدا إلى الإدمان حتى استقر به الحال فى مركز لعلاج الإدمان بالمقطم.
وأقام وليد بالمركز فترة 13 يوما مر خلالها بما يعرف فى عالم الإدمان بمرحلة «الدوتكس» وهى مرحلة خروج المخدرات من الجسد المريض، والمركز يملكه شخص يدعى «أحمد. ع» وأثناء تلك الفترة شعر بآلام شديدة دون علاج من مشرفى المركز ونتيجة لصراخه أجبره مشرفو المركز والطبيب المعالج على تناوله كمية كبيرة من عقار «الهالونيز» الذى يشل حركة المريض ويبطئ من حركة جسمه وبعد انتهاء الـ13 يوما فترة خروج المخدرات من جسمه خرج من المركز فى أول أيام عيد الفطر وعقب خروجه لم يصدق شقيقه ما حدث له داخل المركز من انتهاك لآدمية الإنسان وأن مشرفى المركز كانوا يقيمون «حفل استقبال» للمريض من ضرب بأبشع الطرق وإهانة وتجريده من ملابسه حتى يتم كسر نفسه، وفوجئ أنه لم يتلق برنامجا علاجيا لشفائه من الإدمان وعاد إلى الإدمان مرة أخرى.
وأضاف الشاب فى شهادته لـ«اليوم السابع» أن شقيقه لم يصدقه وظن أنه يدعى ذلك لعدم استكمال فترات العلاج ومن خوفه عليه ورغبته من اكتمال شفائه، واتفق مع صاحب المركز على «شحنه» بلغة الإدمان أى اختطافه وإجباره على دخول المركز بالقوة وذكر الشاب أن عالم علاج الإدمان به فرق شحن أى علاج المدمن بالقوة عن طريق اختطافه فى سيارة وإجباره على الدخول داخل المركز.
ويشير وليد فى شهادته إلى أن صاحب المركز ومعاونيه، مافيا حولوا التراب إلى ذهب من تلك التجارة وكانوا فى الأصل مدمنين وتعافوا ووجدوا طريق الثروة فى تلك المشاريع ويستعينون بطبيب يشترون منه اسمه لإنهاء التراخيص الوهمية مقابل عمولة.
وتابع وليد قصته: أثناء سيرى مع شقيقى فوجئت بصاحب ومشرف المركز يحاولون اختطافى من الشارع بعدما اتفق شقيقى معهم على ذلك، وحاولت الهروب منهم لكنهم لاحقونى، وظللت أستغيث بالمارة وأصرخ فى وجوههم: «الحقونى» حتى مرت سيارة شرطة لكن صاحب المركز والمشرفين أوهموا الضابط أننى مدمن مخدرات وأرغب فى الهروب من العلاج فانصرف الضابط بعدما أيد كلامهم شقيقه.
وأشار وليد إلى أن المشرفين توجهوا به إلى المركز بعدما طالبوا شقيقه بالانصراف وعقب دخوله أقاموا له حفلة تعذيب وتعدوا عليه بالضرب بأبشع الطرق، وقالوا له «إنت مشرف هنا لحد ما تموت والنهاردة هتمسح وتنظف المركز وتعملنا شاى» وأجبروه على تناول عقار «الهالونيز»، ولفت إلى أنهم حقنوه بمخدر، ومرت فترات زمنية، قدرها بحوالى شهر، تعرف خلالها على مريض اسمه «محمد. ت» واتفقا معا على الهروب من جحيم المركز، لكن أحد المشرفين عرف بالأمر وبلغ أصحاب المركز وعند علمهم بمحاولة هروبه وزميله أقاموا لهما حفلة تعذيب وجردوهما من ملابسهما وقيدوهما من الأرجل والأيدى ومارسوا معهما كل أنواع التعذيب من سكب الماء المغلى وجلدهم بالكرباج وانتهاك آدميتهما ومعهم نزيل آخر ظنوا أنه شارك معهم فى التخطيط للهروب من المركز، واستمرت حفلة التعذيب 6 ساعات متواصلة حتى ملوا من الضرب وفقد الضحايا وعيهم وأيقظهم المشرفون بالصواعق الكهربائية وكان ذلك طوال فترة إقامته داخل المركز التى استغرقت 3 شهور.
وأشار وليد إلى أنه عند جلوسه مع الطبيب «محمد. ا» المشرف على علاجه كان يشتمه بأبشع الألفاظ ويجبروه على تناول عقار «الهالونيز» حتى آخر يوم له فى المركز فى 22 اكتوبر 2011 وكان شقيقه إسلام يظن أن مشرفى المركز يحاولون إعادة تأهيله للمجتمع وخروجه من الإدمان وهو ما جعله يصمم على بقائه فى المركز، لكنه عاد إلى الإدمان مرة أخرى لمدة 7 شهور، يضيف وليد: وفى شهر يوليو فى 2012 اتفق شقيقى مرة أخرى مع صاحب المركز على إجبارى على الدخول إلى المركز حتى فوجئت بالمشرفين يختطفونى ويجبرونى على الدخول فى سيارة وتوجهوا بى إلى نفس المركز بالمقطم، وأقاموا حفل التعذيب معه وأجبروه على ابتلاع مواد مخدرة بالإكراه وعندما قاومهم تعدوا عليه بالضرب وحقنوه بمخدر وتم حبسه فى الطابق الثانى «الحجز» ثم بدأت المساومة على دفع أموال لهم بالاتصال بشقيقه بإحضار أحد الأشخاص ومعه 500 جنيه يوميا بزعم مصاريف علاجه تحت تهديد التعذيب والضرب المبرح على يد مشرفى المركز وعندما يحاول الضحية الاستغاثة بشقيقه يتم خطف الهاتف منه ويتعدوا عليه بالضرب، أشفق عليه «حازم» مدير المركز وكان يفك الحبال من يده وقدمه ولا يعجبه تعامل المشرفين مع النزلاء.
وفى أحد الأيام أقام مشرفو المركز حفلة تعذيب خاصة به للانتقام منه لتحريض النزلاء على الهروب وجردوه من ملابسه وأدخلوا عصا فى موخرته واعتدى عليه جنسيا أحد المشرفين وشهرته «ليشع»، وقام بتصويره بهاتفه المحمول وهم فى قمة السعادة وكلما حاول المقاومة يتم جلده بالكرباج والتعدى عليه بالصاعق الكهربائى.
ويشير وليد فى شهادته، إلى أن «حازم» مدير المركز عاد من الإجازة وحاول مساعدة «وليد»، واتصل بشقيقه أكثر من مرة وأخبره بما يحدث «لوليد» داخل المركز لكن صاحب ومشرفى المركز أوهموا شقيق وليد بأنهم يعرفون شغلهم وفى طريقهم لاكتمال شفائه.
ولفت الشاب فى شهادته إلى أنه عندما علموا بأنه يشتكى لشقيقه، أقاموا له حفلة تعذيب وجردوه من ملابسه وسحلوه من غرفته إلى الطابق الثانى، وشعر وليد أن نهاية حياته ستكون فى تلك الليلة وظل مستقيظا يراقب العاملين والمشرفين بالمركز وقرر الهروب بأى طريقة من المركز حتى جاء وقت تناول الإفطار الساعة 10 صباحا، واستطاع وليد سرقة مفاتيح الطابق الثانى والثالث من الحارس أثناء انشغال العاملين ومشرفى المركز وتسلل وليد إلى سطح المبنى وفتح بابه بمعلقة وهبط مستخدما مواسير الحمام ونزل إلى الشارع وأوقف تاكسى واستقله إلى منزله بمصر الجديدة وشاهده مشرفو المركز أثناء استقلاله التاكسى، وما أن وصل وليد منزله حتى استغاث بوالدته وبكى فى حضنها حتى رن جرس الشقة وفوجئ بمشرفى وصاحب المركز يدخلون شقته، وأوهموا والدته بأن نجلها هرب من المركز ويجب إعادته إلى المركز وحاول وليد خلع ملابسه لمواجهتهم بما فيه من إصابات حتى تقتنع والدته بأنه يتم تعذيبه على يد المشرفين لكن صاحب المركز هدد والدته بأن نجلها إذا لم يعد معهم إلى المركز سيتم الإبلاغ عنه بقسم الشرطة وإذا رغبوا فى تسلمه فيجب أن يكون ذلك من المركز، وشعرت والدته بالخوف وصدقت كلامهم حتى قيدوه بالحبال من الأرجل والأيدى وسحلوه على سلالم العمارة وسط الجيران وأدخلوه السيارة بالإكراه وتوجهوا به إلى نفس المركز فى المقطم، وتجمع كل العاملين بالمركز على «وليد» وتعدوا عليه بالضرب بالعصا وجلدوه بالكرباج حتى كسرت قدمه وسط صراخه الذى ملأ المكان حتى فقد الوعى وعندما استقيظ شعر بأنه فقد السمع من كثرة الضرب على وجهه.