علاء محمد السيد أبوالقاسم بطل مصر الحاصل على فضية سلاح الشيش بأولمبياد لندن، جاء عام 1994 ليكون بداية لتغيير خريطة حياته، فقد ترك الجزائر التى ولد بها من أم جزائرية وأب مصرى وأتى إلى الإسكندرية، ليبدأ مشواره الرياضى بفشل فى لعبة السباحة، مروراً بالكرة الطائرة والكاراتيه اللتين لم يجد نفسه بهما، ليختار إشهار سيفه فى لعبة سلاح الشيش، ليبدأ مشوارا وضعه على منصة التتويج الأولمبية.
تصدرت صوره وأخباره الصحف العالمية فى الوقت الذى لم يكن أحد فى بلده يعرف شكله أو اسمه، واجه العديد من الصعوبات خاصةً بعد فصله من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، ووصولاً بوفاة والده التى كانت نقطة تحول حقيقية فى حياته ليصر على أن يصبح يوم 31 - 7 - 2012 يوماً تاريخياً فى حياته، كأول عربى وأفريقى يحصل على ميدالية فى سلاح الشيش ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
«الوطن» رصدت الجانب الآخر من حياة البطل الأولمبى من خلال يوم كامل مع أسرته بالإسكندرية.
المنزل يضم عائلة صغيرة تتكون من أم جزائرية بنكهة مصرية لا يوجد فى حياتها أهم من أبنائها، وشقيقتين تملأ الابتسامة وجهيهما دائماً هما نهلة وعبير وكانت هناك أخت ثالثة «أمل» التى رحلت بعد زواجها، أسرة رحل عنها الأب منذ خمسة أشهر، فى واجهة البيت صورة ضخمة للبطل الأولمبى وعلى «الترابيزة» المواجهة للباب ميداليات وكؤوس لا تعد ولا تحصى.
أبو القاسم يتحدث لـ الوطن
فى البداية تحدث لنا أبوالقاسم عن بداية مشواره الرياضى حيث الفشل فى لعبة السباحة ومنها إلى ألعاب لم يجد بها ذاته، كان يتمنى لعب كرة القدم التى يعشقها ولكنه قررالابتعاد خوفاً من مشاكلها، الصدفة قادته لحمل السلاح ليجد نفسه يشعر بقمة المتعة مثل أى طفل يتمنى حمل السيف وارتداء «الماسك»، اكتسب الخبرة فى سن صغيرة من رحلاته الخارجية وقضى على الخجل الذى كان يعانى منه.
الظلم دائم السيطرة على أبوالقاسم بطل يحقق بطولات عالم ولا يشعر به أحد، يدفع من جيبه الخاص ويواجه التحديات بلا أى مقابل، الأولمبياد كانت التحدى الأخير له، أو كما يقول: «الأولمبياد كانت بالنسبة لى «حياة أو موت»، إذا أخفقت كانت نهاية مشوارى مع سلاح الشيش».
علاء الدين لفت الأنظار إليه مبكرا بعد حصوله على العديد من الألقاب والميداليات، ليلعب لنادى «إيكس أن بروفينس» الفرنسى بجانب نادى السلاح، ليخوض تجربة جديدة من خلال السفر ثلاث مرات فى العام لخوض البطولة المحلية هناك، كما أنه رفض منحتين دراسيتين بأمريكا حتى لا يتشتت تركيزه، وقال: عرض علىَّ المنتخب الجزائرى أكثر من مرة أن أمثله إلا أننى رفضت وأصررت على اللعب باسم مصر.
«رايح الأولمبياد أجيب ميدالية وأرجع» كانت آخر كلماته قبل السفر إلى لندن ليشارك فى أول عرس أولمبى فى حياته، فقد كان يحلم بإهدائها إلى روح والده الذى لم يره قبل وفاته، خاطر بإصابته وخاض المباراة النهائية وهو مصاب، مؤكدا أنه كان سيلعب المباراة حتى وإن كانت قدمه «مكسورة» وقام بتجبيسها.
علاء أبوالقاسم أهلاوى يعشق كرة القدم، ويقول: «قاطعت كرة القدم بعد مجزرة بورسعيد، ولم أتخيل يوما أن تتحول متعتى بمشاهدة كرة القدم إلى أبشع منظر رأيته فى حياتى».
ويزيد أبوالقاسم: أنه لا أحد يأخذ حقه فى هذا البلد وأن الدم المصرى «بقى رخيص أوى».
نعيمة مختار والدة البطل الأولمبى التى يعتبرها نموذجا للأم المثالية، تفضفض وتؤكد أنها لم تتدخل مطلقاً فى حياته، ولكنها كانت تقدم النصائح باستمرار للمحافظة على صحته وتحمل مسئولية نفسه، ورغم فصل ابنها من كلية الهندسة بسبب المعسكرات والسفريات فإنها صمدت وصممت على استكمال نجلها لرياضته التى تفوق بها، بل إنها تحاملت على نفسها من أجل التماسك وقت وفاة والده لاقتناعها بأن الصدمة لا تهدم بل إنها تصنع أبطالاً.
عبير الأخت الصغرى للبطل الأولمبى التى تدرس فى السنة الأولى بكلية الصيدلة كما تروى لنا تحملت مسئولية إخباره بوفاة والده خلال وجوده بأحد المعسكرات بألمانيا، لم يستوعب فى بداية الأمر، ولكنه تماسك وكان قوياً، وتتوقع عبير أن يصبح شقيقها فى يوم من الأيام أسطورة وأنه لا يقل عن باقى الأبطال العالميين بل تراه أفضل منهم لأنه يواجه ظروفاً وصعاباً لم يواجهها أى منهم.
جيران البطل أبوالقاسم أشادوا بأخلاقه قبل إنجازاته، وأصدقاؤه يعتبرونه «بطل» بالفطرة، وعده عم «أبوالدهب» متخصص تجهيز أدواته بأن يعلم نجله رقصة «السامبا» حتى يحتفل بذهبية فى أولمبياد البرازيل 2016 التى يثق فى تحقيق البطل لها، ويؤكد أبوالقاسم أنه لا يحتاج سوى لمزيد من الاهتمام واستكمال مدربه الأجنبى المشوار معه.
انتهى اليوم مع البطل وأسرته فى نادى السلاح السكندرى الذى يبعد خطوات عن بيته، حيث يحتفل النادى بالبطل الأولمبى بطريقة خاصة من خلال وضع صورة ضخمة للاعب فى مدخل النادى ولافتة كبيرة مكتوب بها «الشعب المصرى يهنئ البطل المصرى علاء أبوالقاسم على فضية الأولمبياد».
البطل يقول:
أدين بالفضل للكابتن عبدالرازق الشرقاوى أول مدرب قام بتدريبى، وكابتن محمد السيد الذى مكننى من الحصول على أول ميدالية فى بطولة العالم للناشئين.
رفضت الانتظار فى لندن حتى العودة مع المسئولين فى اليوم الأخير رغم عرضهم علىَّ بقاء أصدقائى معى، كانوا يريدون عمل «شو» إعلامى على إنجازى.
حاولت الاتصال بـ«ماما» بعد المباراة ولم أتمكن. ووصلت لها على الهواء من خلال برنامج.
سافرت ذات مرة على حسابى.. وفى هذه الرحلة تأخرت حقيبتى ولعبت بحذاء أصغر من مقاسى برقمين.. فحصلت على أول بطولة عالم فى حياتى.. مش مرتبط وأبحث عن بنت الحلال.
فى طابور العرض البعثة المصرية كانت بـ«تتخانق» تقف فين عشان تطلع فى التليفزيون، وقفت فى الآخر وأنا الوحيد اللى ظهرت من صحابى.. يجب وضع قانون يجبر الشركات ورجال الأعمال على دعم الرياضات الفردية الأولمبية من أجل مزيد من الميداليات.
فيليبس أسطورة الرياضة.. وبحب نادال فى التنس
لو لم أكن لاعب مبارزة.. لوددت أن أكون لاعب كرة قدم.