يلتقى الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية عصر اليوم الخميس، بعدد من أعضاء الجبهة الوطنية والقوى السياسية وممثلى حركة شباب 6 إبريل، للتشاور حول القرارات التى اتخذها الدكتور مرسى مؤخرا، وللاستماع لمطالب القوى الوطنية خلال الفترة القادمة، وذلك فى إطار حرص الرئيس على التوافق الوطنى فى إدارة شئون البلاد.
وتأتى هذه الدعوة وسط تكتم شديد من مؤسسة الرئاسة والقوى الوطنية المشاركة فى الاجتماع، حسبما أكد مصدر لـ"اليوم السابع"، مضيفا أن مؤسسة الرئاسة طلبت من الشخصيات المدعوة للاجتماع عدم التحدث لوسائل الإعلام أو الإدلاء بأى تصاريح صحفية حول أسباب الاجتماع وميعاده إلا بعد انتهاء الاجتماع.
وعلم "اليوم السابع" أن دعوة الرئيس مرسى للحوار مع الجبهة الوطنية تأتى كمصالحة بعدما انتقدت الجبهة التشكيل الوزارى الأخير، واتهمت الرئيس بتجاهل ترشيحات ومقترحات أعضاء الجبهة وانعدام التواصل بينها وبين مؤسسة الرئاسة وعدم مشاركتها فى أى من قرارات الرئيس، وهو ما يحاول الرئيس أن يتفاداه بعدما كانت للجبهة دور قوى فى الوقوف وراء الدكتور مرسى قبيل إعلان، نتيجة الانتخابات ورفض أى محاولات لتزوير النتائج لصالح الفريق أحمد شفيق.
وأشار مصدر إلى أن الدكتور سيف عبد الفتاح الأمين العام للجبهة الوطنية وافق بشكل نهائى على أن يكون مستشارا للرئيس، كما أن الأديبة سكينة فؤاد عضو الجبهة فى طريقها للموافقة وذلك وسط تكنهات بإعادة عرض منصب مستشار الرئيس على أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 إبريل، بعدما أبلغ مؤسسة الرئاسة عن اعتذاره بشكل رسمى، وكذلك اعتذار إنجى حمدى عضو المكتب السياسى للحركة، على أن تكون ضمن الفريق الإعلامى لمؤسسة الرئاسة.
واجتماع اليوم مع القوى الوطنية نواة لحوار وطنى موسع مع القوى السياسية المختلفة وشباب الثورة، وسيناقش الرئيس محمد مرسى عددا من القضايا الهامة، وسيطرح رؤيته للفترة القادمة خاصة بعد سلسلة الإقالات والتغييرات داخل المؤسسة العسكرية، بالإضافة للتشاور حول أعضاء فريقه الرئاسى.
وسيحضر الاجتماع عدد من أعضاء الجبهة الوطنية أبرزهم الدكتور سيف عبد الفتاح وحمدى قنديل والدكتور حسن نافعة ومحمد السعيد إدريس وسكينة فؤاد، والدكتور عبد الجليل مصطفى وأحمد ماهر المنسق العام لحركة شباب 6 إبريل، وإنجى حمدى عضو المكتب السياسى للحركة، وعدد من رموز القوى الوطنية والسياسية.
ويذكر أن دعوة الرئيس محمد مرسى للجبهة الوطنية و6 إبريل كان بناء على دعوة وجهتها إنجى حمدى العضو مؤسس لـ6 إبريل، وعضو المكتب السياسى للحركة أول أمس، حيث طالبت الرئيس محمد مرسى بدعوة القوى الثورية والجبهة الوطنية للحوار الوطنى والتشاور لإيجاد مخرج مؤقت لممارسة السلطة التشريعية إلى حين الانتهاء من صياغة الدستور وانتخابات مجلس الشعب وإيجاد سلطة تشريعية حقيقية منتخبة تقوم بدورها، وذلك احتراما لمبدأ الفصل بين السلطات.
وأكدت إنجى فى تصريحات صحفية "لا نشعر بقلق من عبارات خلق فرعون أو ديكتاتور جديد، وذلك لأننا نثق فى أنفسنا وفى أن شعبنا الذى ثار وتحدى جبروت مبارك وأسقطه وحاكمه، لن يسمح ولن يقبل بخلق أو انتاج فرعون جديد، كما أننا ندعم قرارات الرئيس الأخيرة بتطهير البلد ومؤسساتها من عواجيز وفكر مبارك، ونطلب منه مزيداً من التطهير لمؤسسات الدولة ومحاكمة القتلة والإفراج عن المعتقلين".
وأكدت إنجى على أن بناء دولة ديمقراطية لا يأتى من خلال الاحتفاظ بالسلطات التشريعية والتنفيذية معا حتى ولو بصفه مؤقتة، ولذلك حان وقت التشاور مع القوى الوطنية والثورية لإيجاد حل للخروج من هذه الأزمة بشكل مؤقت ولوضع خارطة طريق تساعد على بناء هذا الوطن عن طريق المشاركة الحقيقية لجميع أبنائه من مختلف التيارات والاتجاهات السياسية.