أثار الخبر الذى نشرته صحيفة ديلى ميل البريطانية، بشأن العمل على إقامة عيادة للصحة العقلية فى البرلمان البريطانى لمساعدة النواب الذين يعانون مشاكل نفسية، بعد تزايد حالات المعاناة من الاكتئاب والقلق بين صفوفهم، حالة من الشغف داخل الكويت.
ونشرت صحيفة السياسة الكويتية تقريرا قالت فيه "إن الصحة النفسية للنواب باتت الشغل الشاغل لبعض برلمانات العالم، خاصة بعد تزايد حالات الاكتئاب أو إصابة بعضهم بجنون العظمة، أو الهلوسة أو انفصام الشخصية، ولذلك بدأت بعض مجالس النواب تأسيس عيادات نفسية خاصة للعناية بالأعضاء، وربما كان ذلك دافعاً لخمسة نواب فى مجلس الأمة الكويتى لتقديم اقتراح، قبل بضعة أيام، لسن قانون يمنع ترشح المدمنين على الكحول والمخدرات للانتخابات فى الكويت، وأن يرفق المرشح موافقة خطية منه يسمح بموجبها لإدارة الانتخابات بطلب شهادة من مستشفى الطب النفسى تثبت خلوه من الأمراض النفسية".
وكانت صحيفة ديلى ميل أوضحت، فى تقرير لها أمس الخميس، أن الأطباء فى مجلس العموم (البرلمان) أكدوا أن عدداً متزايداً من النواب يعانون القلق والاكتئاب، ووافق مسئولو البرلمان على تخصيص 25 ألف جنيه استرلينى سنوياً لتمكين النواب من الحصول على علاج متخصص، بعد أن اشتكى عدد منهم من أن التمييز حيال الصحة العقلية يجعل من الصعب عليهم التحدث إلى الأطباء فى دوائرهم الانتخابية.
من جهتها قالت "السياسة"، فى تقريرها اليوم، إن الاقتراح الكويتى سبقه إقرار مجلس العموم البريطانى (تأسس فى القرن الرابع عشر ويضم 650 نائبا) إنشاء عيادة صحة عقلية فى المجلس، لمساعدة النواب الذين يعانون من مشكلات نفسية، بعد تزايد حالات المعاناة من الاكتئاب والقلق بين صفوفهم.
وكانت لجنة التقدير البرلمانية المشرفة على ظروف عمل النواب فى بريطانيا وافقت على تمويل علاج النواب من أعراض ما يسمى "السلوك المعرفي"، وسيزور دوريا أطباء متخصصون من مستشفى "سانت توماس" فى لندن العيادة فى البرلمان لتوفير العلاج للنواب المرضى.
ويأتى هذا التطور بعد أن أصدر البرلمان البريطانى تشريعاً، الاثنين الماضى، أبطل بموجبه العمل بقانون يقضى بعزل النواب عن عملهم فى حال انقطعوا عنه أكثر من 6 أشهر، ونسبت "الديلى ميل" إلى النائب العمالى كيفين جونز، الذى كشف أخيرا عن أنه عانى من اكتئاب عميق، قوله إن: "إنشاء عيادة للصحة العقلية فى البرلمان ليس معاملة تفضيلية بل لمنح النواب الفرصة من أجل إيجاد حلول للمشكلات الصحية التى يعانون منها، وإيصالهم إلى الخدمات الطبية المتاحة فى دوائرهم الانتخابية".
وأضاف "جونز": "نحن فى السياسة نميل إلى الاعتقاد بأن ناخبينا وأقراننا سينظرون إلينا باستخفاف حين نقر بالخطأ أوالفشل غير أن الاعتراف بالحاجة إلى المساعدة فى بعض الأحيان لا يمثل علامة ضعف".
وأنهت "السياسة" تقريرها بالتساؤل "هل يسير مجلس الأمة الكويتى الذى يتألف من خمسين نائبا، وعمره لم يتجاوز 53 عاما، على خطى نظيره البريطانى العريق الذى يضم مئات النواب، ويتطور اقتراح القانون ليضمنه أيضا عيادة للصحة النفسية تقام فى مقره من أجل معالجة بعض النواب الذين يصابون بجنون العظمة فور فوزهم بالانتخابات، وتتضخم الـ"أنا" عند بعضهم إلى حد لا يعود فيه يرى من حوله، أو أنه واحد من خمسين نائبا وليس هو الأمة كلها؟".