أكد الدكتور عصام شرف أن مشروع تنمية محور قناة السويس يمثل أمل مصر الجديدة قائلا: "بلاد الحضارة تنتج منتجا ولا تدعى أنها تملك حضارة وأن القيمة المضافة هى التى تقيم العمران والقيمة المضافة هنا هى التى تساعد على تطوير قناة السويس".
وأشار "شرف"، فى المؤتمر الذى عقد اليوم بكلية الهندسة جامعة القاهرة تحت عنوان: "تنمية محور قناة السويس"، إلى أن مصر يجب أن تستعيد حضارتها وأن رأس المال الأجنبى له مصلحة من مصر، ولكن هذه المصلحة لن تحقق لوطننا النتيجة المرجوة لتطويرها على صعيدها الداخلى والخارجى.
وأضاف أن مصر يجب تفكر فى المشاريع ذات التأثير العالى، وأن المشروع الحضرى لها يجب أن يستخدم فيه أفضل ما لديها من وسائل فالعالم يقدر حجم مصر.
وأكد أن سبيل مصر الوحيد للدخول للتجارة العالمية هى استغلال النقل البحرى عن طريق قناة السويس، فالنقل البحرى يمثل 80% من قيمة التجارة العالمية، وأن الموانى البحرية الجيدة لا تكفى للتنمية والحصول على النتائج، ولكن يجب العمل على تحسين الخدمات التى تقدمها هذه الموانى.
وتابع: "مصر تعد الدولة رقم 90 من أصل 132 دولة فى مدى سهولة مرور البضائع عن طريقها، والعالم معترف بموقع مصر المميز الذى يجب استغلاله ومصر عضو فاعل فى منظومة النقل البحرى، لذلك يعد النقل البحرى هو الوجه الآخر للتنمية".
وأشار إلى أن بعض الموانى المصرية ترتيبها أعلى من موانى أوربية وأن أهم نتائج الاقتصاد العالمى على المستوى الاستراتيجى الآن هو بدء التحرك القطبى فى مسارات التجارة العالمية بعيداً عن الباسفيك والأطلنطى، مما سيعطى أهمية لموقع قناة السويس كملتقى لحاويات العالم.
وشدد "شرف" على أهمية إنشاء مناطق صناعية ومراكز لوجستيه على موانى قناة السويس والإقليم المحيط بها ومنه منطقة بور سعيد لأن أهمية الموانى تزيد بوجود هذه المراكز وأن محور التنمية فى قناة السويس يكمن فى ثلاثة أصول طبيعية وبشرية ومصنعة.
وأقر رئيس الوزراء الأسبق بأن أهم التحديات التى تواجه مشروع التطوير والتنمية فى قناة السويس هو خط السكة الحديد التى تحاول إسرائيل إنشاء من إيلات إلى أشدود ولكن ما وصلت فى تنفيذه حتى الآن هو مركز لوجستى فقط، وذلك فى محاولة منها لأخذ مكانه قناة السويس، مشيرا إلى أن هناك تحديات داخلية تكمن فى محاولة مصر اتخاذ دورها الرائد مرة أخرى، وأن الكثير من الدراسات أثبتت أهمية موقع مصر المميز وحثوا مصر على ضرورة تنمية هذا الموقع عن طريق تطوير محطات الترانزيت على موانى قناة السويس، حيث أوضحت بعض الدراسات أن مصر استقبلت أكثر من 36 مليون حاوية فى عام 2012 ومحتمل وصلهم 95 مليون حاوية فى عام 2030.
حضر المؤتمر الذى نظمته الكلية بالتعاون مع نادى أعضاء هيئة التدريس جامعة القاهرة، الدكتور شريف أحمد مراد عميد الكلية، والدكتور مجدى يوسف سكرتير عام نادى أعضاء هيئة التدريس والدكتور محمد سامح هلال رئيس النادى.