بعد شهر من التفاوض والاتصالات بين الأطراف الدولية والعربية تم الاتفاق على الأخضر الإبراهيمى الدبلوماسى الجزائرى ووزير الخارجية الأسبق، ليكون مبعوثا خاصا مشتركا بين الجامعة العربية والأمم المتحدة لسوريا، خلفا لكوفى أنان الذى قدم استقالته فى أوائل الشهر الماضى بعد 6 شهور من تعثر مهمته لانتقال سلمى للسلطة فى سوريا.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تقديره العميق للأخضر الإبراهيمى الذى يعتبر عن حق أحد القامات العالية فى العمل الدبلوماسى العربى والدولى، كما أعرب عن أمله فى أن ينجح الإبراهيمى فى مهمته الدقيقة، بما يحمله من خبرة سياسية كبيرة فى التعامل مع القضايا والأزمات الإقليمية.
كما شدد العربى على أن نجاح الإبراهيمى فى مهمته بوقف العنف الدائر فى سوريا وحقن دماء الشعب السورى البرىء، وتحقيق مطالبه المشروعة بالانتقال السياسى السلمى إلى نظام ديموقراطى سليم، ينعم فيه بالحرية والعزة والكرامة، لن يتأتى إلا بتضافر جميع الجهود الإقليمية والدولية، وبخاصة فى مجلس الأمن، ودعمها الكامل لتلك المهمة.
وقالت الأمانة العامة إن العربى سيلتقى وبان كى مون سكرتير عام الأمم المتحدة مع الإبراهيمى قريبا للتباحث حول سبل إنجاح مهمته وضمان حشد الدعم اللازم له، للتوصل إلى حل سياسى للأزمة السورية، يضمن تحقيق انتقال سياسى سلمى، استنادا إلى القرارات ذات الصلة لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية والتوافق الذى تحقق على مستوى مجموعة العمل الدولية التى اجتمعت فى جينيف فى ٣٠ يونيو الماضى.
ومن ناحية أخرى، أعرب الدكتور نبيل العربى، عن جامعة الدول العربية، عن شكره العميق وتقديره الكبير للجهد الذى بذله السيد كوفى أنان الذى تولى منصب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية خلال الستة أشهر الماضية، مؤكدا أن أنان بذل أقصى طاقاته، بإخلاص تام، لإنهاء الأزمة السورية وإنقاذ الشعب السورى من الانزلاق إلى مزيد من العنف والدمار، ولتحقيق طموحاته وآماله المشروعة فى حياة حرة وكريمة.
والأخضر الإبراهيمى من مواليد عام 1934 فى جنوب الجزائر، وهو سياسى وديبلوماسى جزائرى، كان وزيراً للخارجية بين عامى 1991-1993، كما كان مبعوثا للأمم المتحدة فى أفغانستان والعراق.
بدء رحلته الدبلوماسية بتمثيل جبهة التحرير الوطنى فى جاكارتا مابين العام 1954-1961 أى إبان الثورة الجزائرية، ثم مسؤول سامى فى الجامعة العربية 1984-1991.
وهى ليست المرة الأولى التى يتولى فيها الأخضر مهمة مبعوثا فى أماكن صراعات، حيث كان مبعوث للأمم المتحدة فى لبنان 1989، ومبعوث الجامعة العربية إلى لبنان 1989-1992، مبعوث للأمم المتحدة فى العراق 2004، وهى كلها مهام منحته خبرة فى مثل هذه المهام المنوط بها الآن فى سوريا.