شهران مرا على استلام الأخضر الإبراهيمى، المبعوث الأممى إلى دمشق، لمهمة حل النزاع فى سوريا، وحتى الآن لم تلح فى الأفق بوادر لانحسار العنف، بينما ناشد الإبراهيمى طرفى الصراع فى سوريا ضرورة وقف إطلاق النار على الأقل فى عيد "الأضحى المبارك، الأمر الذى أيدته الجامعة العربية والأمم المتحدة وتركيا وقابلته جهات معارضة باستنكار وأسمته "مضيعة للوقت" ومحاولة لإضفاء غطاء شرعى على جرائم الأسد.
ويرى الإبراهيمى الذى تولى مهمة التسوية السياسية فى سوريا خلفا للمبعوث الأممى السابق كوفى عنان، اقتراحه وقف إطلاق النار فى عيد الأضحى الذى يبدأ فى 26 أكتوبر الجارى، قد يشكل منطلقا لعملية سياسية تضع حدا للنزاع السورى المستمر منذ 20 شهرا، حيث يسعى الإبراهيمى الآن للقاء الرئيس السورى وعرض ما لدية من رؤى.
رياض غنام، المعارض السورى، يقول "لليوم السابع" إن سعى الأخضر الإبراهيمى إلى عمل هدنة لوقف العنف فى سوريا لمدة أربعة أيام فقط، هى فترة عيد الأضحى المبارك مجرد "مضيعة للوقت"، ورغم ذلك لا أعتقد أنه سينجح فى ذلك، لأنه لا يملك أدوات الضغط على النظام السورى، فضلا عن أنه حمل بأكثر من ورقة سياسية، من قبل إيران والعراق، وكلها تتحدث عن إجراء انتخابات فى ظل بقاء الأسد.
وأوضح غنام أن الموفد الدولى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى يحاول من خلال مهمته السياسية تقاربه وجهات النظر بين المعارضة السورية والنظام، ولكن البطء السياسى الذى يعانى منه الإبراهيمى، لم يظهر أى انفراجات حقيقية فى احتدام حالة القتال الدائر فى سوريا وتهجير شعبها.
كما يرى غنام أن عيد الأضحى القادم، لن يختلف كثيرا عن سابقيه منذ أن بدأت الثورة السورية، لكنه يرى أن هناك متغيرات على الأرض خاصة فى الجانب العسكرى، وكلها لصالح الجيش الحر، لافتا إلى أن هذه المتغيرات تضغط على النظام فى أكثر من مكان للاستغناء عن آلته العسكرية فى مواجهة المدنيين السوريين.
وكانت القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والثورية فى سوريا، قد أعلنت موافقتها على هدنة الإبراهيمى، لكنها اشترطت التزام النظام السورى بتنفيذ عدة نقاط هى: إطلاق سراح المعتقلين خاصة النساء منهم، وفك الحصار عن مدينة حمص، وعدم استغلال قوات النظام الهدنة لتعزيز مواقعها وإيقاف كافة الطلعات الجوية والسماح بزيارة الموقوفين فى السجون.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسى، قال فى وقت سابق، إن الجانب السورى بانتظار قدوم الإبراهيمى إلى سوريا، للاستماع منه إلى نتائج جولته الإقليمية، التى شملت السعودية وتركيا وإيران والعراق ومصر ولبنان، وعبر مقدسى عن أمله بأن يكون الإبراهيمى حمل من هذه الدول ما يؤدى إلى نجاح أى مبادرة بناءة، حسب تعبيره.
على صعيد آخر، باتت الحركة الاقتصادية فى سوريا شبه متوقفة، فالسياحة شلت تماماً ولم تعد تشكل أى عائد يذكر مع تصاعد أحداث الثورة السورية، كما أن الزراعة تتعرض هى الأخرى لظروف غير مواتية، ونحو67% من المنشآت الصحية توقفت عن العمل، وتم تدمير ألفى مدرسة بشكل كامل أو بشكل جزئى مما جعلها تتوقف عن تقديم أى خدمة تعليمية.
وأشار المنسق الإقليمى للشئون الإنسانية فى سوريا رضوان نويصر إلى أن نحو 300 ألف طفل سورى توقفوا عن الذهاب للمدارس، إما بسبب النزوح إلى مناطق أخرى، أو أن مدارسهم تم تدميرها، غير أن الأمم المتحدة ترعى نحو 350 ألف لاجئ سورى حتى الآن، يشكل الأطفال والنساء منهم نحو 70%، ويتوقع أن يصل عدد اللاجئين السوريين الذين ترعاهم الأمم المتحدة إلى نحو 750 ألفا بنهاية عام 2012.