فيما يشبه سيناريو مساء يوم 28 يناير 2011، انسحبت قوات الشرطة من مدينة بورسعيد، بعد أيام من العصيان المدنى واشتباكات دائمة، احتفل أهالى بورسعيد اليوم الجمعة، بانسحاب الشرطة من المدينة، وتسلم رجال القوات المسلحة تأمين منشآت المدينة.
وأنزل المتظاهرون فى بورسعيد علم مديرية الأمن لإعلان نهاية سيطرة الشرطة على المديرية، بعد أسبوعين من العصيان المدنى، وصعد عدد من المتظاهرين على جدار المديرية لإنزال العلم وسط هتافات من الجماهير.
وهتف المواطنون ضد جماعة الإخوان المسلمين، ورفضوا إخلاء ميدان المسلة، وأصر عدد منهم على البقاء، واصفا الدعوات بإخلاء الميدان وفض الاعتصام والعصيان المدنى، هى خيانة لدماء الضحايا الذين سقطوا خلال أعمال العنف فى محيط سجن بورسعيد، بعد النطق بقرار إحالة أوراق 21 متهما إلى مفتى الجمهورية.
سحب الأمن المركزى من بورسعيد، بحسب مصدر عسكرى، جاء كمحاولة للتخفيف من حدة الاحتقان بين الأهالى وقوات الأمن، على مدار الأيام الماضية، مؤكدا أن قوات الجيش تؤمن مديرية الأمن بشكل كامل، وتسيطر على الموقف فى ظل تفهم ووعى أهالى مدينة بورسعيد بالدور الوطنى الذى تقوم به القوات المسلحة، فى حفظ الأمن وحماية الأهداف والمنشآت الحيوية.
من جابها أكدت وزارة الداخلية، أنه فى ظل ما تشهده مدينة بورسعيد من أحداث استمرت معها أعمال التعدى على القوات والمنشآت، وحرصاً من الوزارة على تخفيف حالة الاحتقان وما يسفر عنها من أعمال عنف، فقد تقرر إسناد مهام تأمين مديرية أمن بورسعيد للقوات المسلحة التى تولت حمايتها.
وناشدت وزارة الداخلية، أبناء مدينة بورسعيد الباسلة، العمل على تهدئة الموقف والحرص على سلامة كافة المنشآت الحكومية والخاصة.
من جانبه قام اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، بجولة فى مديرية أمن بورسعيد والشوارع المحيطة بها، وتفقد خلالها قوات تأمين مديرية الأمن وديوان عام المحافظة.
وعقد وصفى، لقاءً مع عدد من المواطنين المتواجدين بالميدان، وأبلغهم أن انسحاب الأمن المركزى من المديرية حقنا للدماء بعد سقوط قتلى ومصابين، جراء الاشتباكات فى الأيام الخمسة الماضية.
وطرد عشرات المتظاهرين محافظ بورسعيد، اللواء أحمد عبد الله، خلال لقائهم بقائد الجيش الثانى الميدانى اللواء أركان حرب أحمد وصفى أثناء جولته بالمدينة.
وحاول المحافظ التحاور مع المواطنين، إلا أنهم رفضوا، ما أدى إلى مغادرته مبنى المحافظة.
وقال العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى الرسمى للقوات المسلحة، إن عناصر تأمين مدينة بورسعيد التابعة للجيش الثانى الميدانى تقوم بتأمين المحيط الخارجى لمنطقة ديوان عام المحافظة ومبنى مديرية الأمن، مع ضم مبنى المديرية للمحافظة كهدف حيوى واحد.
وأوضح المتحدث العسكرى أن القوات المسلحة لن تقوم بالمهام الشرطية بالمدينة، لافتا إلى أن الأهالى ينظمون اللجان الشعبية لتنظيف المدينة الباسلة وتأمينها بالتعاون مع القوات المسلحة.