نقلا عن اليومى..
بجوار الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، جلس الدكتور عصام الحداد، مستشار رئيس الجمهورية، فى جلسة المباحثات الرسمية للوفد الرئاسى فى الزيارة الأخيرة لباكستان والهند.. الحداد بدا فى المشهد بهيئة الرجل الثالث بعد «الرئيس» و«الفريق» فى جلسة تومئ بطبيعة وحجم الدور السياسى للرجل المشارك والفاعل فى عملية صنع القرار للسياسة الخارجية المصرية، وترتيب وتحديد أجندتها وأولوياتها فى الفترة الماضية، وهو الدور الذى حامت حوله الظنون والشكوك، ودارت حوله تساؤلات كثيرة أعادت من جديد مخاوف الزواج بين رأس المال والسلطة. فالدكتور الحداد السياسى هو فى الوقت ذاته أحد رموز العائلة ذات الباع الطويل فى مجال «البيزنس».
المشهد فى باكستان والهند زاد من الشكوك، والمقعد الثالث على يمين الرئيس كانت له دلالاته وتفسيراته لعملية الصدمة والترويع، وبزوغ «رأسمالية الكوارث» الجديدة، وبدء عملية الإحلال والتبديل لنجوم المال والأعمال القدامى بأصحاب رؤوس الأموال والتجار الجدد فى زمن الإخوان. فالقدامى والتقليديون خرجوا أو أخرجوا بفعل الصدمة والترويع، والأرقام الرسمية تؤكد ذلك، والرأسماليون الجدد من الجماعة يستعدون لوراثة التركة بعد كارثة خروج رأس المال والأصول الاستثمارية للمصريين والعرب والأجانب.
فهل كان وجود الدكتور عصام الحداد مع الوفد الرسمى فى باكستان والهند وجودا سياسيا خالصا؟ أم أنه وجود لا يتعارض وطبيعة رجل الأعمال الناجح الذى ينتهز الفرص، ويحقق الصفقات للمجموعة والعائلة؟
حسب المعلومات المتاحة لنا، فإن المجموعة العربية للتنمية التى يترأسها الآن مجدى الحداد، شقيق الدكتور عصام، توسعت مؤخرا فى النشاط التجارى، ولم تعد تكتفى بنشاط المعارض فى الشرق الأوسط فقط، بل بدأ نشاطها يمتد إلى عمليات تجارية أخرى، ومنها الاتجاه إلى استيراد القمح من الخارج، فى ظل الغطاء السياسى الجديد لـ«بيزنس» العائلة وتوسعاته. وفى وجود الدكتور عصام الحداد، كبير العائلة، مع الوفد الرئاسى يصرح وزير الاستثمار أسامة صالح لصحيفة «ذا هندو بيزنس» بأن مصر تدرس شراء القمح الهندى كوسيلة لتنويع مصادرها، وذلك فى إطار سعى أكبر بلد مستورد للقمح فى العالم لتأمين الإمدادات فى ظل أزمة اقتصادية. وأضاف أن تعديل قانون سلامة الغذاء المصرى سيسهل على المصدرين العمل مع مصر. وفى تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية، فإن إجمالى استيراد مصر من القطاعين الحكومى والخاص من القمح العالمى سوف يصل إلى 10 ملايين طن على الأقل خلال العام الحالى، . التقرير الأمريكى يشير إلى أن الاستيراد الحكومى ربما يقل العام المقبل، نتيجة رفع الحكومة المصرية سعر توريد القمح المحلى، لكن هذا النقص سيعوضه القطاع الخاص المصرى الذى سيزيد الاستيراد والشراء من الأسواق الخارجية ليبقى معدل استيراد مصر العالمى عند إجمالى 10 ملايين طن.
قصة الصعود السياسى الذى اقترن بالمال والأعمال لـ«آل الحداد» بدأ من مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، ومنه انتقل الدكتور عصام إلى موقع مساعد الرئيس المصرى للشؤون الخارجية فى 27 أغسطس 2012، والرجل المولود بالإسكندرية عرف بعلاقاته القوية بقيادات الإخوان خارج مصر، ولم يسبق له الترشح فى الانتخابات النيابية قبل الثورة أو بعدها، كما لم يسبق له أن تعرض للاعتقال مثل غالبية قيادات الجماعة، وكان قد تم تصعيده عضواً بمكتب الإرشاد خلال ثورة 25 يناير، وتحديداً فى 8 فبراير 2011.
الحداد أدار الحملة الدعائية لمرشحى جماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات الرئاسية، خيرت الشاطر، ثم محمد مرسى، ومع نجاح الأخير فى الفوز بالمقعد الرئاسى بعد جولتين انتخابيتين تصاعدت التوقعات بتولى الحداد موقعا مؤثرا داخل دائرة صنع القرار الرئاسى، وبدأت التوقعات بإسناد منصب رئيس الديوان الرئاسى له، لكن بدا أن مرسى - أو الحداد نفسه - فضل مواصلة دوره فى ساحة العلاقات الخارجية، فتم اختياره لمنصب مساعد الرئيس للشؤون الخارجية.
يرى كثيرون أن الحداد لا يستمد نفوذه من كونه قادما من مكتب إرشاد الإخوان، لكنه يستمده بالأساس كونه واحدا من أقرب الشخصيات لرجل الجماعة القوى خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، فالاثنان تشاركا فى لقاءات مع كثير من السفراء و المبعوثين الأجانب داخل مصر، فضلا على لقاءات مع مسؤولين أجانب فى خارج البلاد، وبدا واضحا أن غالبية هذه اللقاءات كانت من ترتيب الحداد، استنادا إلى خبرة وعلاقات خارجية واسعة، استمدها من إقامة طويلة فى بريطانيا كان خلالها أحد قيادات التنظيم الدولى للإخوان هناك، كما كان مسؤولا عن ملف إخوان البوسنة والهرسك، وكذا كان مستشارا للرئيس الشيشانى السابق على عزت بيجوفيتش. لا يعمل الحداد فى مجال السياسة والعلاقات الخارجية فقط، لكنه صاحب باع طويل فى مجال المال والأعمال، فهو صاحب المجموعة العربية للتنمية «إنتربيلد» لتنظيم المعارض، ونائب جمعية تنمية الأعمال «ابدأ» التى يترأسها حسن مالك، كما أن شقيقه مدحت الحداد، من أبرز رجال أعمال الجماعة بعد خيرت الشاطر وحسن مالك، وصاحب عدد كبير من الشركات فى مجالات المقاولات، والاستثمار العقارى، والتصدير والاستيراد، إلى جانب تنظيم المعارض، مثل الشركة العربية للتعمير، والشركة العربية للاستيراد والتصدير، والجمعية التعاونية للأعمال الهندسية.
لا يعمل الحداد وحده فى القصر الرئاسى، لكنه يحمل امتدادا عائليا داخل الدائرة الرئاسية، حيث إنه والد المهندس الشاب جهاد الحداد، المسؤول عن ملف العلاقات الخارجية، كبير مستشارى مشروع النهضة، كما يتمتع الحداد الابن أيضا بنفوذ عائلى كبير داخل الجماعة، بحكم مصاهرته عضو مكتب إرشاد آخر هو الدكتور محمود أبوزيد، كما أن هناك صلة نسب أخرى بين جهاد الحداد، وعضو مكتب إرشاد ثالث هو محمد إبراهيم، زوج خالته.3
عصام الحداد فى سطور
من «مواليد محافظة الإسكندرية» قيادى بارز فى جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، حيث كان عضوًا فى مكتب الإرشاد حتّى تعيينه مساعدًا لرئيس جمهورية مصر العربية «للشؤون الخارجية» يوم 27 أغسطس 2012.
نال البكالوريوس من كلية الطب بجامعة الإسكندرية قسم التحاليل الطبية. انتخب رئيسًا لاتحاد طلاب كلية الطب. سافر إلى إنجلترا للحصول على الدكتوراه فى الطب. حصل على ماجستير إدارة الأعمال بجامعة أستون بإنجلترا.
له خمسة من الأولاد وبنت واحدة. اعتقل من مايو 2009 إلى نوفمبر 2009. وهو شقيق مدحت الحداد المحكوم عليه بـثلاث سنوات فى المحكمة العسكرية الأخيرة للإخوان.