طرق كثيرة ومختلفة اقترحها «الدهابة»، لتأمين عملهم وتقنين أوضاعهم داخل الدولة، بعدما ضاق الحال بأكثرهم وفشلوا فى الحصول على وظيفة بعد اندلاع الثورة، كان بينها تجميع ما لا يقل عن 200 «دهاب»، لتدشين جمعية أطلقوا عليها «ذهبى من أجل مصر»، فى محاولة لتقنين أوضاعهم تارة وبيع ذهبهم للدولة بشكل رسمى تارة أخرى.
كمال عبده أحمد، صاحب فكرة الجمعية، قال لـ«الوطن» إنه طرح الفكرة على عدد كبير من العاملين فى مهنة «الدهابة» ولقيت استحسانا كبيرا بينهم، كما عرضها على الدكتور حسن بخيت، نائب وزير البترول لشئون التعدين، ونالت إعجابه، خاصة أن الهدف منها جمع كميات الذهب التى يستخرجها الدهابة، فى حضور مندوبين عن البنك المركزى والهيئة المصرية للثروة المعدنية ووزارة البترول، مقابل حصول الدهابة على مقابل مادى.
وأضاف عبده أن مقر الجمعية اختير فى منطقة «البرماية» بمحافظة البحر الأحمر وأنه بصدد التقدم لوزارة التضامن الاجتماعى، بعدما حصل على توقيع 200 عامل من الباحثين عن الذهب، خلال الأسبوع المقبل، لتتولى بعد ذلك وزارة البترول والثروة المعدنية الإشراف عليها.
ولفت صاحب فكرة الجمعية إلى أنهم لجأوا لتقنين أوضاعهم، بعدما تعرض عدد كبير منهم للموت أثناء تنقيبهم عن الذهب وتعرض أغلبهم إلى مخاطر، مؤكداً أن الجمعية ستعمل على وضع تأمين على الحياة، كنوع من أنواع الحماية على العاملين فى الصحراء، الذين يموت أغلبهم تحت الجبل، حسب تعبيره.
وحول شركة شلاتين التى دشنتها الدولة للتعامل مع «الدهابة»، قال عبده إنه لا يوجد بينه وبين الشركة أى تعاون، خاصة أن مجالهم مختلف، فالشركة دشنتها الدولة لتقسيم الصحراء الشرقية إلى بلوكات أو مربعات، يكون تركيز الذهب بها حوالى 10 جرامات فى الطن، وهى نسبة صغيرة لا يستطيع أحد استخراجها سوى الشركات الكبيرة العاملة فى هذا المجال، لذلك ستعمل الدولة على تخصيص هذه الأماكن لاستثمارات الشركات الأجنبية، لافتاً إلى أن الجمعية يمكن أن تساعد الشركة فى تعريفها بالأماكن التى تحتوى على عروق وتجمعات الذهب، خاصة أن «الدهابة» يستخرجون الذهب الموجود على السطح وليس العروق الموجودة على مساحات كبيرة.