الدكتورة منار الشوربجى عضو «التأسيسية» لـ«الوطن»: نعم توجد خلافات داخل «الجمعية».. لكنها لم تصل لحد المشكلة

قالت الدكتورة منار الشوربجى، عضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الخلافات التى تحدث داخل اللجان النوعية فى «التأسيسية» دليل على الحالة الصحية والديمقراطية الموجودة بين الأعضاء، وأشارت إلى أن لجنة الصياغة تعكف الآن على الصياغة القانونية لأبواب الدستور، ومن المنتظر عرضه للحوار المجتمعى قبل عرضه للتصويت فى الجلسة العامة للجمعية، وشددت على أن نجاح الدستور لن يحدث إلا بتفعيل القوانين المرتبطة بأبوابه.

* بعد أن انتهت لجنة الصياغة بالجمعية من صياغة باب الحقوق والحريات، ما الاختلاف الذى تحمله هذه المواد عن «دستور 71»؟

- المسألة لا تقاس بهذا الشكل، يمكن أن تكون المواد المصاغة فى الدستور الجديد أقرب لما كانت عليه فى «دستور 71»، ولكن العبرة بترجمة هذه المواد الموجودة فى هذا الباب إلى قوانين تحقق الحريات العامة للمواطنين.

* البعض يرى أن هيمنة التيار الإسلامى على تشكيل الجمعية التأسيسية يؤثر على كتابة دستور لكل المصريين؟

- كتابة دستور مصر والحفاظ على روح وهوية الدولة المدنية، دافع أقوى وأهم من مجرد الحديث عن هيمنة تيار بعينه على أعمال الجمعية التأسيسية، ومن يتحدث فى هذا الشأن، فهو بعيد عما يدور من توافق بين القوى المشاركة فى صياغة هذا الدستور.

* كلامك يعنى أن الخلافات بين أعضاء التأسيسية محدودة أو منعدمة؟

- من الصعب أن نتخيل أن 100 عضو فى التأسيسية، يتحدثون فى نفس الاتجاه، نعم توجد خلافات، ولكنها لم تصل إلى حد المشكلة، لأن جميع الأعضاء يسعون إلى إخراج دستور لكل المصريين، يحقق مبادئ «ثورة يناير» وأهمها الحرية والعدالة الاجتماعية، وهو ما تعمل عليه الآن لجنة الصياغة، وحالة الخلاف هذه دليل صحى على نجاح الجمعية وعدم هيمنة فصيل بعينه على أعمال التأسيسية، ما يعنى كتابة دستور لكل المصريين.

* لكن بعض الأعضاء اعترضوا لأنهم لم ينضموا إلى لجنة الصياغة بالجمعية، على الرغم من خبرتهم القانونية فى هذا المجال؟

- لست طرفا فى هذا الموضوع، والمستشار حسام الغريانى، رئيس الجمعية، ويليه الدكتور عمرو دراج، الأمين العام، صاحبا الاختصاص الأصيل فى هذا الشأن، ومن حق العضو المعترض أن يرفع شكواه لهما، ولو فتحنا الباب على مصراعيه لضم أعضاء التأسيسية إلى لجنة الصياغة لن ننتهى من كتابة هذا الدستور.

* ما أكثر المواقف الصعبة التى واجهتك خلال عملك بالجمعية التأسيسية؟

- أزمة انعقاد اجتماعات اللجان التى أشارك فيها فى توقيت واحد، وهذه مشكلة عامة وليست خاصة، وربما يرجع ذلك إلى حرص جميع الأعضاء على الانتهاء من صياغة الدستور، وعرضه للحوار المجتمعى فى أقرب فرصة.

* ومتى تنتهى الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور من أعمالها؟

- معظم اللجان النوعية بالجمعية، قاربت على الانتهاء من أعمالها، وما ينتهى منه يجرى إرساله إلى لجنة الصياغة التى تعكف على صياغته قانونيا لعرضه بعد ذلك للتصويت وبالتالى الأيام المقبلة ستشهد طرح ما جرى الانتهاء من صياغته إلى الحوار المجتمعى للوصول إلى أفضل النتائج، وهذا ما تعكف عليه لجنة المقترحات والحوار الآن.

* ماذا لو صدر حكم ببطلان أعمال الجمعية التأسيسية؟

- من الصعب حدوث ذلك، لأننا بهذا الحكم سنعود للوراء بالدولة جميعا، وما جرى من إنجاز داخل لجان التأسيسية يؤكد على أن هذا الدستور سيكون لجميع المصريين، القبطى قبل المسلم، فضلا عن أن القرار الآن فى يد الدكتور محمد مرسى بعد إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، فإذا صدر قرار ببطلان أعمال التأسيسية، يحق له تشكيل جمعية جديدة دون إملاءات أو حسابات بعينها.

* بعد انتهاء عملك فى الجمعية، ما السؤال الذى يدور فى ذهنك؟

- لا يوجد سؤال بعينه، ولكن كل ما أتمناه أن يخرج هذا الدستور للنور ويلقى تأييدا وترحابا من جميع طوائف المجتمع المصرى، لأن المجهود الذى بذل فى هذا السياق كبير، والجميع كان يعمل لمصلحة الوطن فى المقام الأول.