كل واحد او جماعة يريدون فرض رأيهم وموقفهم بلي الذراع وبالقوة، ولوكان رأيهم او موقفهم هذا مخالفا للقانون والنظام العام، و للمبادئ الديمقراطيات السليمة.
لا أتحدث عن الآراء والمواقف السياسية فقط، لكنني أتحدث اليوم- بكل أسف- عن المواقف الرياضية، بعدما أعلنت جماهير الالتراس الزملكاوي عزمها دخول (اقتحام) مدرجات ستاد الكلية الحربية لحضور مباراة فريقها اليوم امام فريق مازيمبي الكونجولي، والمقرر أقامتها بدون جمهور.
ماذا يعني هذا القرار سوي الاعلان عن مواجهة مع قوات الشرطة وربما الجيش، بدون مناسبة!! أرجو ان يعدل شباب ال وايت نايتس العزيز عن هذا القرار المتسرع، الذي لا يصب في مصلحة فريقه المفضل ولا في مصلحة اللعبة الشعبية الأولي -المنكوبة بمسؤليها- ولا مصلحة وطنهم وهي الأهم.. ثم انهم في نهاية الامر لن يتمكنوا من دخول المباراة عنوة، و اذا حدثت لاقدر الله مصادمات حول الاستاد وعلي مداخله، او بافتعالهم شغبا وإلقاء شماريخ من علي الكبري الملاصق للملعب، فسوف يتخذها الفريق الضيف ذريعة لاعتباره فائزا، مهما تكن نتيجة المباراة، وقد يتخذها الكاف ذريعة لعدم أقامة مباريات للمنتخبات والأندية في الملاعب المصرية.
وهكذا تنتهي اللعبة محليا ودوليا بالنسبة لنا، ونثبت للعالم كله اننا الشعب الوحيد الذي نال حريته علي حساب كرة القدم!! ومن سوء الطالع ان تتزامن الأوقات الصعبة التي نعيشها الآن، والتي يغيب فيها الانضباط عن الشارع المصري، مع وجود إدارة هزيلة علي رأس اتحاد الكرة، قرراتها تملي عليها من الخارج وتتحكم فيها الأهواء الشخصية، في الوقت الذي نسعي فيه لعودة النشاط الرسمي للعبة وهو امر يتطلب وجود قيادة إدارية وفنية خبيرة، تقود المسيرة الصعبة بحكمة وحزم ونزاهة، لكي تطمئن الحكومة والداخلية الي إدارة المسابقة الوطنية الكبري، بالاسلوب المنضبط الذي يضمن سلامة اللاعبين و الجماهير، بصرف النظر عن حكاية تجهيزات الملاعب وفق الاشتراطات الأمنية.. فهذه مجرد حجة!! ولهذا لم استغرب التحفظ الذي أبداه وزير الداخلية أخيرا علي موعد عودة الدوري الممتاز، لان قرار العودة في حد ذاته ليس هو المهم، فالاهم ان يعود الدوري ليستمر و يبقي منتظما، ولا يتوقف بعد حين، علي وقع مأساة اخري!!
نقلا عن صحيفة الأهرام