أثار انتقال مجلس القضاء الأعلى بكامل هيئته إلى رئاسة الجمهورية، ولقاؤه مع الرئيس غضب جموع القضاة، خاصة أن اللقاء تم فى حضور من يمثلون القضاة وهم المستشارون هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، وحسام الغريانى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وناجى دربالة، نائب رئيس محكمة النقض، شقيق القيادى بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.
وقالت لجنة شباب القضاة وأعضاء النيابة العامة فى بيان لها: «للمرة الثالثة تخطئ الرئاسة وتحاول حل أزمة القضاء من خلال الاجتماع مع من لا يمثلون القضاة باستثناء مجلس القضاء الأعلى وقطعاً مؤدى ذلك أن أى اتفاقات ستتم، لن تنهى الأزمة».
من جانبه، قال المستشار محمد ممتاز، رئيس مجلس القضاء الأعلى إن ما ورد ببيان رئاسة الجمهورية عقب انتهاء لقاء المجلس معه، أرضى أعضاء المجلس، وكان يمثل حقيقة ما دار بينهم فى اللقاء مع الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية.
ووصف ممتاز فى تصريحات خاصة لـ«الوطن» غضب القضاة من ذهاب مجلس القضاء بكامل تشكيله، بمن فيهم النائب العام المستشار طلعت عبدالله إلى رئاسة الجمهورية للمرة الرابعة بقوله: «نحن شيوخ القضاة ونتعامل على هذا الأساس ولا ننظر إلى أى كلام يقال».
وأضاف رئيس مجلس القضاء الأعلى أن المجلس وجه الدعوة لرئيس الجمهورية لحضور مؤتمر حاشد يضم جميع الهيئات القضائية أملاً فى إنهاء الأزمة بينهم، مؤكداً أنه لبى هذه الدعوة، مشيراً إلى أنها ستكون فى القريب العاجل حتى يتم الإعداد لها جيداً.
وشدد ممتاز أن الحديث عن قيام المجلس باختيار النائب العام سابق لأوانه، مؤكداً أن المجلس سبق أن أكد أنه ينتظر حكم القضاء سواء بحصول المستشار عبدالمجيد محمود على الصيغة التنفيذية لحكم بطلان قرار رئيس الجمهورية بتعيين النائب العام الحالى، أو حكم محكمة النقض فى الطعن على الحكم، مؤكداً أن المجلس لم يتطرق فى اجتماعاته الماضية إلى ترشيح أو اختيار أسماء معينة لتولى المنصب.
من جانبه، وصف المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، بيان رئاسة الجمهورية الذى صدر عقب لقاء الرئيس بمجلس القضاء الأعلى بأنه «لا يسمن ولا يغنى من جوع»، مشيراً إلى أن البيان أكد حرص الرئيس على مبدأ الفصل بين السلطات، وحث القضاة على الابتعاد عن السياسة والظهور فى وسائل الإعلام، ودعوة القضاة إلى عقد مؤتمر للعدالة.
وأضاف الزند أن بيان الرئاسة لم يتضمن كلمة اعتذار واحدة عمن هاجم القضاء فى مظاهرات نقلتها وسائل الإعلام الدولية، مؤكدا أن «مرسى» لم يستفز أو يلفت نظره ذلك، رغم أن الداعين للمليونية هى جماعته، موضحاً أن القضاة كانوا يأملون من الرئيس أن يعنف من دعا إلى تلك التظاهرات، ويطيب خاطر القضاة بكلمة واحدة فى البيان «نحن آسفون عما حدث» ولكن ذلك لم يحدث.
وشدد رئيس نادى القضاة على أنه لن تعقد مؤتمرات للعدالة قبل الحصول على حق القضاة كاملاً فى الداخل أو الخارج، مؤكداً أن القضاة هم من سيقررون ذلك فى جمعيتهم العمومية التى تنعقد اليوم بدار القضاء العالى.