«فخورون أنه مات شهيدا وهو يخدم الوطن».. بهذه الكلمات بدأت أسرة الضابط الشهيد، النقيب وائل إبراهيم السعيد المر، 27 سنة، الضابط بالقوات الخاصة 999، حديثها لـ«الوطن» داخل شقتها القريبة من معهد سمنود الأزهرى، بعد ساعات من دفن جثمان الشهيد الذى لقى مصرعه إثر سقوطه من طائرة هليكوبتر أثناء سلسلة من المناورات العسكرية والتدريبية فى منطقة الهرم، استعدادا لإحياء ذكرى تحرير سيناء فى 25 أبريل.
زوجة الشهيد و أقاربه أمام مسجد الحرايرى قبل تشييع جنازته
نشأ الشهيد فى أسرة متواضعة تربوية؛ حيث يعمل والده موجه لغة إنجليزية بالتربية والتعليم، ووالدته موظفة بمدرسة السادات الثانوية، ولديه طفل صغير عمره 4 شهور.
وقال والد الشهيد، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، بعد دفن الشهيد فى جنازة شعبية وعسكرية شارك بها آلاف من الأهالى، إن نجله الكبير غادر منزل العائلة فجر يوم الأربعاء الماضى، بعد إجازة استمرت لنحو 4 أيام. وأضاف: «وائل قبل ما يسافر عشان يروح كتيبته العسكرية كان بيتكلم معايا عن ظروف البلد ومشاكلها وفترة تأمينه لمستشفى المعادى وحراسته للرئيس السابق حسنى مبارك، والحديث عن أوضاع الدولة اقتصاديا وسياسيا قبل وبعد الثورة».
وتابع: «ابنى لم يخشَ الموت، لكنه تمناه فى سبيل الله؛ لذلك تحقق له ما تمناه قلبه، وهو نيل الشهادة، وهى أعلى منزله»، ووجه والد الشهيد رسالة لنجله الراحل قائلا: «نام يابنى فى قبرك فى الجنة وانت غالى على بلدك وانت نايم فيها عشان رفعت علم مصر لإحياء ذكرى 25 أبريل واتكفنت فيه فى حفل زفاف إلى مثواك».
أشقاء الشهيد: «فرحانين إنك أخونا» ونحتسبك عند الله شهيداً.. واطمئن على ابنك «فى عينينا»
من جهته، قال أحمد، شقيق الشهيد، وهو ضابط بالقوات المسلحة، إن آخر مرة التقى بها شقيقه كانت يوم الثلاثاء الماضى قبل مغادرة شقيقه منزل العائلة، مضيفا أن شقيقه كالعادة قدم له النصائح حول عمله وضرورة التزامه بالانضباط.
وأوضح محمود، شقيق الشهيد، الذى يعمل بأحد البلاد العربية، أنه لن ينسى سلام ووداع وحضن أخيه الشهيد الأخير، وهو يغادر يوم رحيله إلى الوحدة العسكرية، وقال إنه احتضنه وكأنه كان يشعر بأنه لن يراه مرة أخرى، والتقط الشقيق الأصغر «محمد» خيط الحديث قائلا: «فرحان أوى إنك شهيد يا أخويا رغم ألمى، لكن أملى فى ربنا كبير فى إنك خير من مثلت مصر ورفعت علمها».
من جهتها، قالت والدة الشهيد موجهة حديثها لنجلها الراحل: «يا فلذة عمرى وزينة شباب البلد، خد بالك من نفسك ومستنياك تفرح قلوبنا وتسعدنا بوجودك معانا وريحتك العطرة ووجهك، وزوجتك وطفلها فى عيونى طول حياتى».