بدأ الرئيس محمد مرسى كلمته فى اللقاء الشعبي حول حقوق مصر المائية بالآية القرآنية "وفى السماء رزقكم وما توعدون، كما وجه تعازيه إلي أسرة الشهيد الراحل النقيب أبو شقرة ضابط الأمن الوطني في سيناء، وردد الحاضرون فى المؤتمر الوطني للحفاظ على حقوق مصر بمياه النيل، هتافات "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، وذلك أثناء تقديم الرئيس محمد مرسى لإلقاء كلمته، ورفع الحاضرون لافتات عليها صور الرئيس مكتوب عليها :"بنحبك يا ريس"، وأخرى مكتوب عليها "مياه النيل حق أصيل"، كما ردد الرئيس هتاف "ثوار أحرار هنكمل المشوار
ثم تطرق الى التأكيد على أهمية مياه النيل وضرورة الحفاظ عليه قائلا: إذا كانت مصر هبة النيل فإن النيل هبة الله إلينا، موضحا أن موقف أهل مصر وقواها السياسية هو موقف عظيم في حق مصر في مياه النيل لأني انظر إليه بكل معاني الإحساس والتواجد الفعال.
وقال مرسى " مسئوليتى تحتم على كرئيس للدولة المصرية إن أمن مصر لمائى الذى يحظى باهتمام وأولوية مطلقة لدى كل مصرى، فلا فرق بين الحكومة والعشب أو أقلية وأغلبية ولا رئيس ومواطن ولا قبطى ومسلم ولا رجل وامرأة".
وأضاف مرسى خلال كلمته فى اللقاء الشعبى حول حقوق مصر المائية بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، أن أمن مصر المائى لا يمكن تجاوزه أو المساس به، ولا نسمح على الإطلاق بأن يمس أمن مصر المائى، وأن جميع الخيارات أمامنا مفتوحة فى التعامل مع هذا الملف، فأكدنا عشرات المرات بأن المصريين بثورتهم جاءوا برسالة سلام إلى هذا العالم، فلسنا دعاة حرب، ولكننا لا نسمح أبدا بأن يهدد أمننا بأى كان أو غير ذلك.
وأضاف أن قضية مياه النيل تتجاوز كل الخلافات السياسية والحزبية، مشيرًا إلى أن هذا الشعب الذى أسهم بإبداعاته وإنجازاته فى حضارة العالم على مر العصور وحتى اليوم.
وتابع : "أتحدث إليكم عن قضية مصيرية تتجاوز كل الاهتمامات وتتخطى كل المصالح الشخصية، وهى قضية نهر النيل، الذى ترتبط به حياتنا جميعا، التى تتشابك حوله مصائر أبناء مصر كشعب واحد عظيم"، مؤكدا أن الشعب المصرى ينتصر اليوم رغم كل هذه التحديات، وما قيل الآن من نظرات حولنا وفى إقليمنا وعالمنا وداخلنا وما وقع لنا فى سنوات ماضية فى محاولات مستميتة فى إخراج مصر من معادلة التأثير فى هذه المنطقة.
وقال،" هذا النخيل الذى يروى بماء النيل، إن نقصت مياهه بقطرة واحدة فدماؤنا هى البديل".
وأشار الى أن من يتصور أن مصر أو شعب مصر يمكن أن ينشغل بتحدياته أو ما يواجهه بعد الثورة من مشاكل أو تحديات اقتصادية أو غيرها، وأن ينشغل عن حماية حدودنا ومائنا وأرضنا فهو واهم، مشيرًا إلى أن الكثيرين داخليا وخارجيا يساعدون تهميش مصر والتآمر على شعبها لكنهم فشلوا وسيفشلوا، لآن ذكاء الشعب وبصيرته ضامنة له وحافظة لاستقراره.
وأضاف "لن تقر عيوننا ولا يرتاح لنا بال لو أن قطرة ماء واحدة نقصت، ليس ماء هو وإنما هو وريد الحياة وشريانها، وإنما جعل الله منه كل شئ حى"، والأحياء نحن جند الله الذين أبدا لا يلهيهم كيد كائد أو تآمر أحد من هنا أو هناك عن أصل مشكلة يمكن أن تهددنا، من هنا أو من هناك، من شرق أو غرب أو شمال أو جنوب.
قال رئيس الجمهورية "يسعدنى كثيرا ما أسمعه وأتلقاه يوميا من مساهمات بالرأى والنصيحة فى هذا الموقف، ولابد من المضى بالإرادة الواضحة بأننا كلنا صف واحد، مضيفا: ورغم اختلافى مع بعض الآراء التى تنقصها بعض المعلومات أو الرؤية أقدرها رغم اختلافى معها، ومستعد للذهاب للجميع من أجل مصلحة الوطن".
وأضاف أن إطلاق الحريات قيمة من قيم الثورة نحرص عليها، والاختلافات السياسية وتباين الرؤى ظاهرة صحية فى ديمقراطية واضحة لا زالت تتشكل، وإزالة التحديات الكبرى التى تواجه الوطن، وعلى رأسها نهر النيل.
ودعا مرسى إلى تناسى الخلافات الحزبية والسياسية فى هذه المرحلة لتخطى التحديات وبما يدفعنى مرة أخرى والذى يدفعنى لذلك، وأدعو الجميع إلى مصالحة وطنية شاملة تنطلق من الرؤية الموحدة.