علمت «اليوم السابع» أن القيادة العامة للقوات المسلحة تسعى لتطوير خطة حماية المنشآت والأهداف الحيوية على مستوى الجمهورية، خلال أحداث المظاهرات المرتقبة يوم 30 يونيو، من خلال الاعتماد بشكل أساسى على الوحدات الخاصة، والعناصر ذات الكفاءة الفنية والقتالية العالية لتنفيذ مهام محددة بكفاءة عالية، فى أقل وقت ممكن، بدلا من الوحدات والآليات العسكرية الثقيلة، التى يتطلب تحركها خططا معينة، حتى تنتقل من مقر الوحدات الرئيسية والفرعية فى الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية، إلى شوارع القاهرة والمحافظات.
وقال مصدر عسكرى، فى تصريحات خاصة، إن الاستعانة بالقوات الخاصة يأتى لما تتسم به من ميزات فى تحقيق عمليات الانتشار السريع، وإمكانية تنفيذ مهامها برا وبحرا وجوا، حيث توصف بشقيها «الصاعقة والمظلات» بأنها إحدى قوات النخبة داخل القوات المسلحة المصرية، كما تتمتع بسمعة دولية كبيرة، فيما يتعلق بمستوى الكفاءة القتالية، والتدريبات التى تتلقاها، إلى جانب اهتمام الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة بالعمل على رفع الكفاءة الفنية والمعيشية والإدارية لوحدات القوات الخاصة على مستوى مختلف تشكيلاتها ووحداتها.
وأضاف المصدر، أن زيارة الفريق أول السيسى خلال الأسبوعين الماضيين، لوحدات القوات الخاصة بمختلف تخصصاتها، كانت من أجل رفع الروح المعنوية لرجال تلك الوحدات، التى غالبا ما يتم تكليفها، بالقيام بمهام محددة خلال مظاهرات 30 يونيو، من أجل حماية البلاد من أى ميليشيات أو جماعات مسلحة قد تحاول استهداف الممتلكات العامة أو الخاصة، أو القيام بأعمال عدائية ضد المتظاهرين السلميين، فى ميادين مصر المختلفة.
ورجح المصدر أن يتم الدفع بعدد من وحدات القوات الخاصة فى نطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية، بمختلف التشكيلات البرية والأفرع الرئيسية على مستوى الجمهورية، لتحقيق الانتشار المناسب فى جميع المحافظات، خاصة المتوقع لها أن تشهد أحداث عنف أو تظاهرات غاضبة من قبل قوى المعارضة، أو أنصار النظام الحاكم، موضحًا أن القوات الخاصة المصرية تنقسم إلى فرعين أساسيين، وهما «وحدات الصاعقة» و«وحدات المظلات» ويعهد إليهما فى أوقات الحروب بتنفيذ أعمال خلف خطوط العدو، وتنفيذ خطط تكتيكية دقيقة، لتدمير مواقع حيوية مهمة، قائلا: الصاعقة البرية، بها وحدتان رئيسيتان، وهما الوحدة «777» والوحدة «999»، حيث تختص الأولى بمهام مقاومة الإرهاب الدولى الواقع ضد مصالح مصر، ويقع من ضمن مهامها الاقتحام وتحرير الرهائن فى المنشآت والسفن والطائرات وكل وسائل المواصلات، وهى مدربة ومجهزة للتصدى للمنظمات الإرهابية الدولية أو الاستخباراتية وأفرادها شديدى التدريب والاحترافية فى القتال المتلاحم والقنص والاشتباك المسلح داخل الأماكن المغلقة وتحت الماء، وفى مختلف الظروف البيئية والجوية.
وتابع المصدر: أما الوحدة «999» قتال، وهى أكبر حجما وأكثر توسعًا من الوحدة 777، فتشارك فى الحروب، ويعهد إليها بمهام قتالية شديدة الخطورة والعنف على الجبهة وخلف خطوط العدو، وهناك مهام خاصة لها تتمتع بدرجة من السرية، وتعتبر من أقوى وأعتى الوحدات الخاصة فى الجيش المصرى، وغير معروف عدد أفرادها أو أطقمها القتالية، مشيرا إلى أن هناك مجموعات وكتائب من الصاعقة تتلخص أدوارها فى عمل الأكمنة والإغارة وتأمين الأهداف الحيوية والمطاردة الشرسة، ويتم تسليح أفرادها بعدة أنواع من البنادق الهجومية كالكلاشنكوف و«إم - 4» و«السيج - 552 كوماندو» و«إم بى - 5» والرشاشات المتعددة بخلاف المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، ويتميز أفراد الصاعقة بالقوة والكفاءة والقدرة العالية على التحمل فى مختلف الظروف، بخلاف قدرتهم على القفز من الطائرات والمروحيات والسباحة، لمسافات طويلة.
ولفت المصدر، إلى أن الجناح الآخر من القوات الخاصة، هو وحدات «المظلات» التى تتلخص مهامها فى عمليات الإنزال من طائرات النقل العسكرى والمروحيات والإغارة على وحدات العدو ومنشآته المهمة والحيوية، وبها العديد من كتائب العمليات الخاصة، التى تقوم بعمليات الاقتحام الجوى للمنشآت المعادية وتأمينها وتطهيرها والسيطرة عليها، بالإضافة إلى وحدات الخفاش الطائر، التى تتميز بالقدرة على التسلل من ارتفاعات منخفضة وشديدة الانخفاض، وكتائب أخرى متعددة للمظلات، مثل مدفعية المظلات المسلحة بالمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات ومدافع الهاون بأعيرة مختلفة والتى تتميز بالكثافة النيرانية العالية وخفة الوزن وسهولة الحركة.
وأوضح المصدر، أن وحدات المظلات تتسلح بالبنادق الهجومية «كالكلاشنكوف وإم - 4» والقناصات والرشاشات المتعددة، لافتا إلى أن أفراد المظلات يمتلكون نفس الكفاءة القتالية والبدنية لأفراد الصاعقة، مبينا أنه بالإضافة إلى الوحدات الخاصة البرية، هناك أيضا لواء كامل للوحدات الخاصة داخل القوات البحرية، يتكون من كتائب الصاعقة البحرية، والضفادع البشرية، وتعتبر تلك الوحدات من أقدم القوات الخاصة داخل الجيش المصرى، حيث تعتبر أسبق فى الوجود والتأسيس من الصاعقة البرية، وتختص بمهام الاقتحام والإغارة والتأمين والتطهير والسيطرة على السفن والغواصات والمنشآت البحرية والساحلية والتلغيم تحت الماء والاستطلاع داخل المياه، والبحث والإنقاذ، ويستطيع أفرادها القفز داخل الماء من الطائرات والمروحيات بخلاف الزوارق والسفن واستخدام العائمات الناقلة للضفادع البشرية وزوارق التدخل السريع، ويتميز أفرادها بصفات بدنية فريدة، من بينها القدرة على تحمل نقص الأكسجين تحت الماء لفترات طويلة والسباحة لمسافات والتلغيم فى فترات قياسية.
وأشار المصدر إلى أنه من المنتظر أن تشارك هذه الوحدات فى أعمال تأمين المنشآت الحيوية والدفاع عنها فى مختلف أنحاء الجمهورية خلال مظاهرات 30 يونيو المقبل، بالإضافة إلى عناصر من قوات الاستطلاع، التى تتبع إدارة المخابرات الحربية، التى يتميز أفرادها بالقدرة العالية على التسلل والعمل فى ظروف قاسية، لافتا إلى أنه من المنتظر أن يتم الدفع بعناصر من تلك القوات إلى داخل أراضى سيناء واتجاه الشمال الشرقى، من أجل تحقيق أعمال السيطرة على الأوضاع هناك، ومواجهة أى مخاطر محتملة، أو أعمال عدائية تقوم بها جماعات مسلحة خلال أحداث المظاهرات المقبلة.
من ناحية أخرى، قال اللوء مختار قنديل، الخبير الاستراتيجى والعسكرى، إن عملية تحريك الدبابات والمجنزرات، من الوحدات العسكرية إلى مناطق فى قلب القاهرة الكبرى أو المحافظات أمر فى غاية الخطورة والصعوبة، ويحتاج إلى خطط جاهزة للتحرك والانتشار، مشيرا إلى أن ذلك ما تم التدريب عليه فى أوقات سابقة، وأن الاتجاه نحو تحريك الوحدات الخاصة بدلا من الآليات الثقيلة خلال مظاهرات 30 يونيو المقبلة، يعتبر تطويرا أفضل لخطة حماية المنشآت الحيوية.
وأكد اللواء قنديل، أن القوات الخاصة المصرية تتمتع بقدرات ومهارات عالية، يمكنها حماية الأهداف والمنشآت الحيوية فى أقل وقت ممكن، حيث يتم الدفع بها لفض الاشتباكات أو تأمين الأهداف المهمة، التى قد تتعرض للتخريب أو التدمير، مثل المحطات الرئيسية للكهرباء والمياه، والبنوك العامة والخاصة، ومحطات السكك الحديدية، وتتحرك من خلال عربات مدرعة سهلة الحركة، بدلا من المجنزرات والآليات الثقيلة، التى تحتاج إلى طرق ممهدة، إلى جانب صعوبة تحركها من مكان لآخر.
وكشف اللواء قنديل، أن القوات المسلحة لديها خطط متنوعة وجاهزة للتعامل مع الموقف فى 30 يونيو، وأن مختلف وحدات الجيش على الاتجاهات الاستراتيجية كافة مستنفرة لجميع الاحتمالات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، مضيفا: «القوات المسلحة لديها ما يعرف بـ«بحوث العمليات» التى تقوم على توفير البدائل المناسبة حال حدوث تغيرات مفاجئة فى المواقف العسكرية المختلفة، وطرح كل التفاصيل المتوقعة، أو التى قد تظهر خلال مراحل التنفيذ».
وأشار إلى أن القوات المسلحة سوف تتولى حماية جميع المعسكرات والوحدات الخاصة بها، داخل القاهرة أو خارجها خلال أحداث 30 يونيو، مثل مبانى أجهزة القيادة العامة والأفرع الرئيسية، وكذلك الإدارات والهيئات التابعة للمؤسسة العسكرية، إلى جانب مسؤولية حماية الحدود.
وبدوره، يؤكد اللواء جمال مظلوم الخبير الاستراتيجى والعسكرى، أن القوات الخاصة المصرية تتمتع بمميزات متعددة، فى القدرة على مواجهة أى أخطار محتملة تستهدف الوطن، نظرا للياقة البدنية العالية التى يتمتع بها رجالها، والقتال تحت ظروف صعبة، والانطلاق المباشر فى أقل وقت ممكن منذ سماع صافرة الإنذار حتى التحرك والتجهيز.
وأشار اللواء مظلوم إلى أن القوات الخاصة سهلة التحرك، بالإضافة إلى أن المجموعات القتالية الخاصة بها محدودة العدد بما يحقق لها المرونة فى اتخاذ القرار، والدقة فى تنفيذ الهدف الموكل إليها، بالإضافة إلى قدراتها فى عمليات فك الحصار أو تحرير الرهائن والمختطفين، وتسلق الجبال والمبانى الشاهقة بدرجة عالية من الكفاءة، فيما أكد اللواء مظلوم أن زيارة الفريق أول السيسى لوحدات القوات الخاصة على مدى الأسبوع الماضى، كانت تحمل رسالة محددة لكل أبناء الشعب المصرى، مفادها أن القوات الخاصة للجيش المصرى قادرة على حماية الأهداف الحيوية للدولة، وتأمين المظاهرات السلمية التى يقوم بها المواطنون، خلال أحداث 30 يونيو المقبل، خاصة فى ظل ما تردد عن نزول ميليشيات مسلحة تستهدف قمع المتظاهرين السلميين، مضيفا أن الفريق السيسى أراد توجيه رسالة تحذير إلى تلك الميليشيات، ورسائل طمأنة للمواطنين بأن القوات المسلحة قادرة على حماية الأمن والانضباط داخل البلاد، مشيرا إلى أن القوات المسلحة دائما تنحاز إلى الشعب.