انطلقت أمس الأول أولى الرحلات النيلية الطويلة التي تصل من القاهرة إلى أسوان، مرورا بمحافظات الصعيد، وعلى متنها سياح وممثلو وسائل إعلام أجنبية ومصرية، من أجل الدعاية لهذه الخدمة السياحية.
وقال مصطفى عبد الخالق، مدير إدارة الإعلام بهيئة تنشيط السياحة، في تصريحات لـ"الوطن"، إن هذا النوع من الرحلات يقدم لأول مرة، وهي خدمة سياحية غير مسبوقة طولها 800 كيلو مترا في النهر، تروي قصة الحضارة المصرية، نافيا أن تكون هذه الخدمة كانت موجودة من قبل وتوقفت منذ 15 عام بسبب الحوادث الإرهابية ووضع محافظة المنيا على خريطة الإرهاب الدولي والمناطق المحرمة سياحيا.
وأضاف أن الرحلات النيلية الطويلة تعتبر منتجا سياحيا هاما يتنظر منه أن يؤدي لإنعاش حركة السياحة، موضحا أن التحضير لهذه الخطوة سبقه الكثير من الدراسات منذ تولي منير فخري عبد النور وزير السياحة السابق، حيث تم دراسة المجرى الملاحي لتأهيله، نظرا لكثرة ما به من سدود و قناطر وخزانات، علاوة على عدم تناسق عمق المجرى الملاحي، وهو ما كان يؤدي إلى تكرار حوادث "شحوط" السفن النيلية، كما أن السفن نفسها لم تكن مؤهلة للقيام بهذه الرحلات.
وأكد مصطفى عبد الخالق على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتنسيق مع الجهات الأمنية لتأمين المحافظات التي تمر بها الرحلة النيلية، والتي تم إنشاء مراسي لها وتجهيزها بالوقود اللازم، وتم تحسين البنية التحتية فيها لتكون صالحة لاستقبال الوفود السياحية، كما تم التنسيق مع شرطة المسطحات المائية.
وأشار إلى أن حوادث اختطاف السياح وقطع الطرق لم تحدث بنسبة كبيرة مقارنة بدول أخرى، كما أنها لم تكن تستهدف السياحة، ولكنها تحدث نتيجة المطالب الفئوية، وأكد على ترحيب أهالي المحافظات التي تمر بها الرحلة النهرية، والتي تعتبر فرصة لدخولها إلى خريطة السياحة العالمية وتوفير فرص عمل لأبنائها.
من ناحية أخرى أكد الخبير الأمني اللواء فؤاد علام على أن الرحلات النيلية الطويلة لم تتوقف بسبب الحوادث الإرهابية، وإنما جاء قرار إيقافها لأسباب اقتصادية، وقرار عودتها راجع لرجال السياحة وقدرتهم على الترويج للخدمة، مؤكدا على قدرة الداخلية على وضع خطة لتأمين هذه الرحلات، ونفى وجود مخاوف أمنية من عودتها، وأضاف أن الاختطاف يعتبر أمرا وارد حدوثه في الأيام الحالية، نظرا لحالة الاضطراب الأمني التي نعيشها، ولكنه سرعان ما يختفي مع الاستقرار الأمني.