■■ إذا كان السباح الامريكي الأسطورة مايكل فيلبس قد حصل على لقب أفضل رياضي في دورة لندن الاولمبية ، ومعه لقب أفضل سباح وأفضل رياضي أولمبي في التاريخ ، حينما ودع الدورة رافعاً رصيده التاريخي إلى مجموع 22 ميدالية منها 18 ميدالية ذهبية وفضيتين وبرونزيتين ، فإن العداء الجامايكي يوسين بولت تسلم مشعل النجومية والتألق والأضواء بسرعة شديدة في لندن.
■■ إحتفظ بولت بذهبية سباق 100 متر عدوا ، في سباق رائع من أقوى السباقات في التاريخ ، ورغم بدايته البطيئة المعتادة التي كان حذرا فيها ، حتى لا يرتكب خطأ قد يخرجه من السباق ، كما حدث معه في بطولة العالم السنة الماضية، لكنه تقدم بثقة وثبات، ليسبق الجميع بمسافة تزيد عن المترين ، لينهي مسافة السباق في 9.63 ثانية ، محطما الرقم الاولمبي السابق الذي كان قد سجله بإسمه في اولمبياد بكين عام 2008 وقدره 9.69ثانية.
■■ بولت يمتلك أيضا الرقم العالمي للسباق وقدره 9.58 ثانية في بطولة العالم ببرلين عام 2009 ، وكان عامه الذهبي حيث حطم أيضا في نفس البطولة، الرقم العالمي لسباق 200 متر عدواً في زمن قدره 19.19 ثانية .. وبذلك يحتفظ بولت بلقب أسرع رجل في العالم وأسرع ويستحق أيضا لقب أفضل عداء في التاريخ ، متقدما على الاسطورة الامريكي كارل لويس ، وكلاهما نال شرف الاحتفاظ بذهبية سباق ال100 مترا لدورتين اولمبيتين متتاليتين، وبينما انتظر لويس سقوط الكندي بن جونسون في المنشطات في اولمبياد سيئول عام 1988 ، ليحقق لقبه الاولمبي الثاني ، فإن بولت حقق إنجازه بنفسه ودون مساعدة من أحد .. وحقق بولت ذهبيته الاولمبية الرابعة في تاريخه الرياضي في لندن ، وينتظر الخامسة في سباق ال200 متر عدوا والتي سبق له تحقيقها في بكين ، وربما يضيف ذهبية سادسة في سباق التتابع 4 في 100 متر عدوا .
■■ بولت كان في منتهى السعادة بعد فوزه ، وقام بالعديد من أشكال الاحتفال في المضمار، معبراً عن فرحته بالرد العملي على كل الشائعات التي تناولته وقللت من شأنه وإمكانية عودته بعد تراجعه في العامين الماضيين.. وأدهشني أنه سجد على الأرض، مثل الرياضيين المسلمين ، ولا أدري هل كان يقبل الأرض أو أنه قصد سجدة الشكر على الطريقة الإسلامية ولو على سبيل التقليد ! .. ولم يلفت ذلك نظر المعلقين على الحدث ، وحتى فريق التغطية المتألق في الجزيرة الرياضية والذي إنفرد بتصريحات نادرة مع عدد من المتوجين بذهب العاب القوى ومنهم بولت نفسه ، لم يفكروا في سؤاله عن تفسير هذه السجدة.