فتحت زيارة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية إلى إيران الباب للحديث عن طبيعة العلاقات السياسية بين القاهرة وطهران فى المستقبل، وعن جهود التقريب بين المذاهب الإسلامية وأسباب توقف هذه الجهود وعرقلتها، عن هذه الأمور وغيرها كان هذا الحوار مع الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق الذى دعا إلى ضرورة وضع شروط من جانب القيادة السياسية لإتمام التواصل والتقارب بين المذاهب الإسلامية، وتحديدا بين الأزهر والشيعة، من أهمها عدم تدخل إيران فى شئون بلادنا من خلال نشر التشيع وأفكاره فى مصر وبلاد السنة، وطالب واصل مسئولى وعلماء إيران بضرورة محاسبة كل من يتطاول على الصحابة وأمهات المؤمنين أو ينشر أفكارا منحرفة تؤذى أهل السنة بتوقيع عقوبة ازدراء الأديان عليه.
* كيف ترى التقارب بين المذاهب حاليا؟
- التقارب بين المذاهب الإسلامية مطلب يحث عليه الدين لأن من شأنه تحقيق التوافق والوحدة ولم الشمل، ومصر دولة كبيرة ولا بد أن تتمتع بعلاقات طيبة مع كل دول العالم.
* هل لدى الأزهر أى أزمة فى التقارب؟
- الأزهر سياسته قائمة على الوسطية والاعتدال فهو يدعو إلى التقارب منذ عقود على يد شيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت، وبالتالى لا توجد مشكلة لدى المؤسسة الدينية فى التواصل مع أتباع كل المذاهب الإسلامية لإقامة علاقات إسلامية قوية بين الدول لمواجهة المخاطر المحدقة بالإسلام والمسلمين.
* ما أسباب تجميد عملية التواصل والحوار بين الأزهر وإيران؟
- عملية التواصل عرقلتها فى السنوات الماضية الخلافات السياسية بين مصر وإيران، فمصر كان تحكم بضغوط من بعض الدول تحديدا أمريكا وإسرائيل لضمان التبعية لهما، وبالتالى كانت القطيعة إرضاء للغرب.
* إذن التقارب ليس من مصلحتهم؟
- نعم، ليس من مصلحتهم التقارب بين مصر وإيران.
* هل توجد شروط لعودة العلاقات مع طهران؟
- لا بد أن تضع مصر وقيادتها السياسية ضوابط وشروطا وخطوطا حمراء لعودة العلاقات المصرية الإيرانية وتدعيمها فى المستقبل، من أهمها عدم التدخل فى سياسة الدولة، ووقف المد الشيعى فى بلاد السنة وتحديدا فى مصر بلد الأزهر، مع ضرورة احترام الصحابة وتوقيرهم وعدم التطاول مرة أخرى على أمهات المؤمنين، لأن الإساءة لكبار الصحابة تؤذى كل أهل السنة والجماعة.
* هل يستجيب النظام الإيرانى لذلك؟
- النظام الشيعى الإيرانى يحاول الهيمنة وبسط نفوذه على منطقة الخليج تحت غطاء دينى، لأن إيران دولة دينية ونظام حكمها لايتفق مع البلاد السنية التى ترفض الدولة الدينية، فالإسلام دولته مدنية.
* ماذا عن إقامة علاقات سياسية واقتصادية؟
- نحن لا نرفض العلاقات السياسية والاقتصادية التى تجلب المصلحة لبلادنا، أما محاولة استغلال تلك العلاقة فى إقامة حسينيات أو نشر التشيع فهذا مرفوض تماما، ولا بد من التصدى له، وعلى القائمين على عودة العلاقات مع إيران إدراك أن نظام الحكم هناك يدعو للتوسع وبسط النفوذ من خلال نشر المذهب الشيعى.
* ما مدى الحاجة لعودة الحوار السنى الشيعى؟
- الواقع المحيط يدعونا إلى نبذ الخلاف، والشقاق ورأب الصدع وتوحيد الصفوف، لأن هناك حربا شعواء ضد الإسلام حيث يتهم المسلمون بالإرهابيين، والرموز الدينية للأسف مثل بابا الفاتيكان تسىء للإسلام عن عمد، وغيرها من الأمور التى لايمكن السكوت عليها، ولا بد من اعتذار بنديكت السادس عشر لإنهاء تجميد الحوار من جانب الأزهر مع الفاتيكان، وكل هذه الحروب ضد الإسلام لايمكن مواجهتها بشكل منفرد، وإنما بتوحيد الجبهات والصفوف، ولم شمل الدول الإسلامية لأن الآخر يلعب على وتر تمزيق وتفتت الأمة الإسلامية.
* ما توقعاتك لزيارة الدكتور محمد مرسى إلى إيران؟
- أتمنى أن تأتى زيارة الرئيس بنتائج إيجابية، ونحن من جانبنا ندعو للتقارب.
* بم تنصح العلماء من الجانبين؟
- أدعو العلماء من الجانبين السنى والشيعى، إلى الدعوة للتواصل والتقارب بين الدولتين، وأن يقفوا بالمرصاد لأى محاولات من شأنها تعكير الصفو مثل محاولات نشر التشيع فى بلاد السنة أو العكس أو الطعن والتشكيك فى معتقدات أهل السنة فهذا مرفوض تماما.
* كيف تتم مواجهة ذلك؟
- على المسئولين والعلماء الإيرانيين رفض تلك التصرفات المشينة، والتصدى لها من خلال تحذير من يتطاول على الصحابة أو أمهات المؤمنين أو يحاول نشر أفكار مضللة تسىء للإسلام وأهل السنة، بأن ذلك يؤدى للمساءلة والمحاكمة بتهمة ازدراء الأديان.
* توجد انتقادات لزيارة الرئيس إلى إيران فى وقت يدعم نظام طهران الرئيس السورى ضد شعبه الأعزل؟
- كل العالم العربى والإسلامى والمجتمع الدولى مقصر تجاه الأزمة السورية فالدماء تراق بشكل بشع ونحن نكتفى بالشجب والمشاهدة فقط دون تحريك ساكن، وأتمنى أن تنهى زيارة الرئيس الدعم الإيرانى لنظام بشار المتغطرس، وفى هذا الإطار طالب الرئيس بتكوين لجنة منبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامى من تركيا والسعودية وإيران ومصر لحل مشكلة سوريا، كما أعلن مرسى دعمه للشعب السورى فى مواجهة نظام الطاغية.