ذكرت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أن قطر تسعى إلى أن تحل «الموزة الإخوانية» مكان الهلال الشيعى الإيرانى، لتشمل سوريا وغزة ومصر وليبيا وتونس، ما ظهر جلياً فى زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة لكسر حصار غزة الثلاثاء الماضى.
وقالت المجلة، فى مقال لنائب مدير المعهد الملكى لدراسات الدفاع والأمن بالدوحة، ديفيد روبرتس، إن قطر تسعى لتنمية علاقاتها مع الأحزاب الإسلامية المعتدلة والمؤثرة، كى تكون إيران الخاسر الرئيسى فى دراما الزيارة القطرية.
وأضافت أن الزيارة تعد جزءًا من سياسة قطرية أكبر لإسقاط نفوذ إيران وإعادة توجيه حلفائها بالشرق الأوسط، حيث إن أمير قطر أراد بالتواصل مع حماس بتر أحد أطراف السياسة الخارجية الإيرانية فى المنطقة.
ورأت أن الزيارة تكشف للعيان دعم قطر لصعود جماعة الإخوان المسلمين بالعالم العربى، فى حين أنها كانت تسعى جاهدة لإخفاء جهودها فى التعامل مع الحركة الإسلامية فى مصر وتونس وليبيا وسوريا والآن مع حماس.
ولفتت المجلة إلى أن الزيارة وفرت لحماس مزيداً من القوة أمام منافسيها الفلسطينيين على رأسهم السلطة الفلسطينية، وأثبتت لإسرائيل أنها فقدت التأثير على قطر.
وتابعت «فورين بوليسى» أن إيران انضمت إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية فى مشاهدة ما يحدث بغزة، وأن مسئولى طهران تذكروا الأوقات السعيدة التى كانت فيها جماعة حزب الله اللبنانية تدافع بالوكالة عن طهران ضد الكيان الصهيونى، ما سمح لها بكسب قدر كبير من التأييد العربى، فى الوقت التى لجأت فيه حماس للاستعانة بطهران، وكانت سوريا لا تزال حليفها المستقر بالشرق الأوسط.
وأوضحت أن السياسة الجديدة التى انتهجتها قطر تظهر جلياً فى ثورة سوريا، التى دعمتها قطر صراحة ودون حياء بالمال والعتاد وحتى الأسلحة الخفيفة، فى أقل ما يوصف بأنه إعلان حرب ضد الرئيس بشار الأسد الحليف الرئيسى لإيران.
وخلصت المجلة إلى أن قطر تقلب العقائد الأساسية فى سياساتها الخارجية وتستعدى إيران، ما يعد خطوة صريحة ومثيرة للدهشة من جانب الصفوة القطرية، التى يبدو أنها لا تقبل الحدود التقليدية بما هو ممكن أو غير ممكن فى الشرق الأوسط.