أكثر من خبر انتشر عبر النت يؤكد عودة ''شريهان'' إلى ممارسة الفن الذي غابت عنه نحو 15 عاماً.. الخبر مدعم بجلسات عمل تعقدها ''شيريهان'' مع كاتب السيناريو ''محمد الحناوي'' لم يتم الاستقرار على اسم المخرج ولكن اسم المسلسل هو ''دموع السندريلا'' وليس المقصود بالسندريلا حياة ''سعاد حسني'' كما يتبادر للذهن ولكن السيناريو يستلهم أسطورة السندريلا.. كان من المقرر عرض المسلسل في رمضان الماضي ولكن آثرت ''شريهان'' الانتظار لرمضان 2013.
السؤال هل تعود ''شريهان'' للاستديو؟ نعم الثورة أعادتها للأضواء وشاهدناها في ميدان التحرير مرات كثيرة أثناء ثورة 25 يناير وبعدها وأدلت برأيها في انتخابات الرئاسة الأخيرة وتابعتها أجهزة الإعلام والصحافة ولكن عودتها لممارسة التمثيل حكاية أخرى.
ورأيي الشخصي أن ''شريهان'' لن تعود للتمثيل ليس كما تردد قبل رمضان لأنها ترفض التصوير على الهواء لكي تلحق بالعرض الرمضاني ولكن لأنها لا تملك إرادة حقيقية في الوقوف أمام الكاميرا ربما أبدت ''شريهان'' في لحظة ما حماس وترحيب ولكنها في نهاية الأمر ومع الأسف لن تعود.
هي صحيح لم تعلن اعتزالها رسمياً ولكنها لم تشارك في أي عمل فني طوال تلك السنوات وأظنها أيضاً لن تشارك.. آخر فيلم سينمائي لعبت بطولته للراحل ''أشرف فهمي'' وعرض في مهرجان الإسكندرية السينمائي وهو ''العشق والدم'' وحصلت ''شريهان'' على جائزة أفضل ممثلة ولم تحضر حيث كانت قد أصيبت بالمرض وتعالج في الخارج وأرسلت كلمة للمهرجان تعتذر وترجو الدعاء لتعبر محنة المرض.
الفنان الذي ينسحب في هدوء بدون صخب هو حالة خاصة ولكن من تجاربي وخبرتي فإن من لم يعلن انسحابه يظل دائماً يتطلع لدور ما وكلما طال الغياب واتسعت المسافة بينه وبين ممارسة الفن يظل يداعبه الأمل لكنه في النهاية لا يعود.. ''نجلاء فتحي'' على سبيل المثال لم تعلن أبداً انسحابها وكثيراً ما يتردد اسمها في مشروعات فنية لكنها لن تعود.. ''نادية لطفي'' سبقت ''نجلاء'' في اختيار أسلوب الانسحاب الهادئ وهو ما يزيد من توقع الجمهور بالفنان العائد بعد غياب إلا أن الناس تنتظر أن تراه كما شاهدوه قبل الاختفاء.
هل نحن نحب الفنان كما هو الآن أم إنها الصورة الذهنية التي رسمناها وتراكمت هي التي تدفعنا لكي نستعيدها مرة أخرى.. الحقيقة هي أن الجمهور يتوافق مع ملامح للفنان التي تتغير أمامه من عمل فني إلى آخر وكلما طال الغياب يصبح الأمر أشد صعوبة.. الناس تفضل أن تحدد هي الملامح ولا ترحب في العادة بتغيير هم لم يكونوا شهوداً عليه.
تظل ''شريهان'' حالة استثنائية على خريطة الفن فهي في جيلها تمتعت بثلاث مميزات الأولى أنها تملك موهبة الاستعراض وكانت فوازير ''شريهان'' التي قدمتها مع المخرج الراحل ''فهمي عبد الحميد'' في التليفزيون المصري واحدة من رصيدنا الاستعراضي الاستثنائي الذي لا ينسى.. الثانية أنها نجمة شباك كثير من الأفلام والمسرحيات صنعت من أجلها وحققت إيرادات ضخمة.. ثالثاً قدرتها على الأداء الكوميدي فهي عندما تشارك فيلم مع كوميديان مثل ''عادل إمام'' لا تصبح مجرد نجمة حسناء ولكنها قادرة على أن تقف موازية لنجم الكوميديا مثل ''مين فينا الحرامي'' و ''خاللى بالك من عقلك'' وهكذا شاهدناها أيضاً على المسرح مع فؤاد المهندس ''سك على بناتك'' و فريد شوقى ''شارع محمد على''.
''شريهان'' تستحق التكريم والمرحلة الزمنية التي كانت فيها داخل البؤرة لم تكن أبداً قصيرة بدأتها وهي طفلة في عام 75 حتى احتجابها في السنوات الأخيرة أي أننا نتحدث عن ربع قرن من العطاء الفني ولكنها كثيراً ما رشحت للتكريم وكثيراً ما اعتذرت.
قبل أعوام قليلة اكتشفت وجهاً مميزاً لم أكن أعرفه عن ''شريهان'' ولا أتصور أن القراء يعرفونه وهو أن لديها روح أدبية في صياغة الرسائل التليفونية ولديها أيضاً مفردات خاصة بها عندما ألمت محنة المرض بالمسرحي الكبير ''سمير خفاجة'' كتبت لي رسالة بصياغة أدبية رائعة تتحدث فيها عن أفضال ''خفاجة'' في المسرح استأذنتها في النشر كما يقضي العرف الصحفي لأن هناك دائماً مساحة بين الخاص والعام هي كتبت الرسالة ليس باعتباري صحفي هي فقط اختصتني بها إلا أنها رفضت أن أنشر والتزمت بما أرادت.
هل تعود ''شريهان'' لممارسة الفن؟ ظني أنها لن تعود.. هل هي غادرت الفن؟ لا هي غادرته ولا هو غادرها ولكنها لن تعود برغم أنها تتوق للعودة والجمهور أيضاً يتوق ولكنه لن يراعي فروق التوقيت فهو يريد أن يرى ''شريهان'' كما كانت ''شريهان''.
شريهان تدرك كل ذلك ولهذا تتركهم يكتبون أخبارا عن عودتها كما يحلو لهم و تواصل فقط قرأة أخبار عودتها كما يحلو لها.. أنه خبر سيظل دائماً خبراً .
شريهان المؤكد أنها لن تغيب عن الحياة العامة سوف تدلى برأيها فيما يعيشه المجتمع ومن الممكن ان توافق على الظهور فى لقاء تليفزيونى ولكنها لن تركن للصمت إلا أنها مع الأسف لن تقف مجددا ممثلة أما الكاميرا . شريهان لن تراها الا فقط باعتبارها الانسانة شريهان.