أكد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المستبعد من الترشح للانتخابات الرئاسية، مساء اليوم، أن الأشخاص الذين دعوا إلى مظاهرات يوم 24 أغسطس أساءوا لشخص الرئيس محمد مرسي، ولكنه عاد ليؤكد أن الأمور عادت لطبيعتها.. قائلاً: "أتمنى أن ما يحدث الآن هو المصالحة مع القوى السياسية".
وأضاف أبو إسماعيل في حوار له في برنامج «90 دقيقة» على فضائية «المحور»: "مظاهرات 24 أغسطس كانت تطالب بتقنين جماعة الإخوان، ولكن هذا خطئ لأن الجماعة واجهت ظروف صعبة مع النظام السابق، مستطرداً: "لابد من تغير قانون إشهار الجمعيات أولاً، قبل أن نطالب بتقنين جماعة الإخوان".
وتابع: "عار علينا وعيب أن نترك قوانين النظام المستبد ونطالب حركات مثل حركة 6 أبريل وكفاية أو تهديدهم بمحاسبتهم".
وتساءل أبو إسماعيل: "هل يعلم الشعب المصري أن أمريكا بها جماعة الإخوان المسلمين مشهرة؟"، عائداً بالقول "هذا لأن دول العالم المتقدم تسمح بالعمل الحر، بينما نحن نتبع قوانين مستبدة".
وفي سياق أخر، دافع المرشح السابق لرئاسة الجمهورية عن التيارات الإسلامية، بالقول: "أقول لليبراليون واليساريون أن التيار الإسلامي هو الذي يعيشنا لأنهم عندما يتحدثون يثيرون مشاعر المسلمين الذين هم بطبعهم خائفون على عقيدتهم".
وطالب أبو إسماعيل التيارات الإسلامية أن تخرج ببيان صريح توضح موقفها حول تطبيق الشريعة والدين في الدولة، قائلاً: "بعدها سيتحول خلافتنا مع المعارضون إلى خلافات سياسية واقتصادية".
وتمنى أبو إسماعيل أنه لا يجبر على الترشح لرئاسة الجمهورية القادمة، قائلاً: "أنا لم أدخل للرئاسة إلا عندما وجدت أن النظام السابق يحاول التهام الدولة من جديد بعد نجاح الثورة"، مستكملاً: "إذا اضطرتني الظروف للدخول في الانتخابات من جديد فإن لله وإن إليه راجعون".
وعن القيود التي منعته من الترشح، قال حتى وأن لم يتغير قانون الترشيح للانتخابات فأني إذا أجبرت على ذلك سأترشح، قائلاً: "في المرة الأولى أنا كنت أمام لجنة كان يملي عليها القضاء الدستوري ما يجب أن تفعله".
مؤكداً أنه لم يبتعد عن مؤسسة الرئاسة الآن بل ركز عمله على بناء الأمة قائلاً: "حاشى لله أن أكون انتهازي، فأنا أدعوا للرئيس أن يوفقه الله في اتخاذ الصواب فيما فيه الخير لمصر"، رافضاً أن يجيب عن تساؤل حول صدق الإدعاءات التي أكدت الاتصال به ليكون ضمن الفريق الرئاسي، قائلاً: "أرفض أن أجيب عن هذه الأسئلة ولكن اعتبروني الآن أعمل من أجل الدولة".
وفي نفس السياق، أعلن أبو إسماعيل غضبه من الفريق الرئاسي المساعد، قائلاً: "أن التشكيل به تخبط كبير في قراراتهم وإتجاهتهم تعيق عمل الرئيس"، مضيفاً "أن مرسي عندما اختار 4 مساعدين كان مكروماً في تنفيذ وعوده، ولكنه أخطأ عندما وزع السلطات على أكثر من شخص".
وأستطرد: "كنت أتمنى أن يجلس الرئيس ويمسك بورقة ويختار الأشخاص الصالحين للبلد، ولكن ما حدث هو أن مرسي حاول اختيار الأشخاص الذي يرضى عنها القوى والتيارات السياسية".
ولكنه عاد ليشيد بأعضاء الفريق الرئاسي قائلاً "بهم أشخاص رائعين لا غبار عليهم"، "ولكني خائف من أن لا يحدث تجانس بينهم".
وفي إطار أخر، أعرب الشيخ عن حزنه وحصرته من دخول الطائرات الحربية المصرية لضرب مناطق في سيناء دون معرفة الطرف المتسبب في مقتل الجنود المصريين، قائلاً: "تحليل الجثث التي اُتهمت بأنها قتلت شهداء رفح أثبتت بأنهم غير مصرين ولا ينتمون لتيار واحد، ولذلك بناء على أي شيء يقوم الجيش المصري بضرب مناطق معينة في سيناء".
وأضاف: "لا يجب على العاطفة أن تغلب علينا، لا بد أن نعرف الأطراف الإرهابية قبل الضرب، لأننا بغير ذلك نتحول لدولة بدون قانون"، ليؤكد بعدها رغبته في أن يذبح من قتل جنودنا ولكن بعد الكشف عنهم.
وفي سؤال أخر عن إقالة طنطاوي وعنان، قال أبو إسماعيل: " إحالة طنطاوي وعنان أفرغ شحنات كبيرة للشعب، وهي قرارات رائعة، وأتمنى أن لا يشعل القضاء من جديد مصر بعد أن استقرت".
وبدد أبو إسماعيل المخاوف التي سادت بأن الرئيس مرسي أحال أعضاء المجلس العسكري للتقاعد للاستحواذ على السلطة التشريعية قال: "نحن نعيش في زمن الثورة لذلك فالقرارات ثورية، والرئيس أخذ السلطة التشريعية ليسلمها للبرلمان".
ودعا الشيخ حازم لعودة البرلمان المنحل، حتى تتوفر لمصر أكبر قدر ممكن من الاستقرار، قائلاً: "أتمنى أن يكون الانتخابات البرلمانية بعد سنتين أو ثلاثة حتى يتوفر الاستقرار فمجلس به عيوب أفضل من حالة الاضطراب".
وهاجم الشيخ حازم المجلس العسكري بالقول: "المجلس تعمد إدخال مصر في العديد من المشاكل لذلك كنت أفضل عدم تكريمه، ولكن الرئيس ربنا يكرمه فضل الحفاظ على صورتهم والحفاظ على الاستقرار، فمرسي فعل مثل الرسول صلى الله عليه وسلم حينما فعل أشياء جميلة لعكرمه أبن أبو جهل على الرغم من كل ما فعله مع نبي الله".. «حد قوله»
وفي خضم كلامه ضحك أبو إسماعيل وقال ساخراً: "قطع النور مثلاً انتهى مع رحيل المجلس العسكري".
وأنتقل أبو إسماعيل لقضية الضغط الخارجي على الرئاسة المصرية، قائلاً بالطبع مصر بعد الثورة ما زالت تتعرض للضغوط الخارجية كما كان قبلها".
ليجيب وفق لذلك على سؤال حول الاقتراض من صندوق النقد الدولي وهل هو ضغط خارجي أم لا، قال بالطبع هو ضغط خارجي، مستشهداً بالقول "عندما كنت مرشحاً للرئاسة، طلبت أمريكا مني الاقتراض منهم ولكنني رفضت"، وعن موافقته من عدمه على القرض، أشار أن ذلك يتوقف على الغرض من استخدام هذا القرض، والعائد الذي يأتي من استخدامه".
وشدد أبو إسماعيل عن أنه كان سيرفض القرض إذا كان رئيساً قائلاً "عندما كنت مرشحاً أمريكا قالت لي أقترض مننا ولكنني رفضت وهذا يدل على أن مصر ما زالت تتعرض للضغوط".
وعن سؤال عن كيفية تعويض الإنفاق أشار أبو إسماعيل: "يمكن أن استخرج من الميزانية شروط معينه وبنود مثل الإنفاق الطرفي أو الإنفاق الاستهلاكي نستطيع أن نوفر نسبة، سواء من الرياضة أو الفن"، ولكنه نفى أن يكون طالب بإلغاء الفن أو الرياضة، قائلاً: "أنا طلبت إيقافه لمدة 6 شهور حتى نتحكم في الإنفاق".
وأختتم أبو إسماعيل تصريحاته بالقول: أتمنى أن لا يخاف الشعب من هذا القرض لأنه في الحقيقة ليس قرض، بل هو تخصيص من البنك الدولي لمصر فإذا أرادته تأخذه وإذا لم ترده فهو موجود ومحجوز لها وقت الأزمة، فهو ما نجح الرئيس مرسي والدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء في التفاوض من أجله".