رغم أن اللجنة التأسيسية للدستور لم تنته من عملها بعد, ورغم أن قانون الانتخابات الجديد لم يتم وضعه ,إلا أن الساحة السياسية بدأت تتحرك بخطى واسعة استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة ,حيث أعلن حزب النور السلفي أنه لا يفكر في الاندماج مع أي أحزاب سياسية أخرى وسيخوض الانتخابات البرلمانية القادمة منفردا في حين قررت بعض الأحزاب الليبرالية التحالف ومنها حزب غد الثورة, كما أعلن عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية،أمس "الأحد " تدشين تحالف "الأمة المصرية"، الذي دعا إليه بالاتفاق مع الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد كشريك أساسي,خطوات عديدة على الساحة المصرية للوصول إلى الديمقراطية فأيتها أنجح وإلى أين نسير.
أكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية أن حدوث ائتلافات وتكتلات حزبية في مصر في الوقت الحالي أمر طبيعي نظرا لتغير وإعادة تشكيل الخريطة السياسية في مصر الآن
وأشار نافعة لـ "محيط" أن الحياة السياسية في مصر لن تكتمل ولن تأخذ شكلها النهائي إلا بعد وقت طويل فسيحدث ائتلافات وكذلك انشقاقات إلى أن تستقر الحياة السياسية وقد نحتاج لانتخابات تشريعية ثالثة لتستقر الأمور.
وأوضح بـ خلال المرحلة القادمة ستختفي أحزاب سياسية ليس لها وزن حقيقي في الشارع السياسي وتظهر أحزاب أخرى لها دور مؤثر في الشارع السياسي وهذه ظاهرة طبيعية في المجتمعات التي تحبوا تجاه الديمقراطية فالبلاد تمر بمرحلة تحول ديمقراطي وكثير من البلاد ظهر بها أكثر من مأتى حزب ثم بعد ذلك تقلصوا إلى ثلاثة أحزاب فقط لها فاعلية على الساحة السياسية ,وهذا ما تمر به مصر الآن.
من جهة آخري أشار حسين عبد الرازق القيادي بحزب التجمع إلى أنه لا توجد قواعد ثابتة في لعبة الانتخابات أحيانا يكون الاندماج ناجحا وأحيانا أخرى يكون عدم الاندماج الأفضل ,فمثلا حزب النور الذي أعلن عدم دخوله الانتخابات البرلمانية القادمة مندمجا مع أي حزب أخر لأنه قوى وأحتل المركز الثاني في البرلمان المنحل بعد حزب الحرية والعدالة وبالتالي يفكر في الإنفراد.
وأكمل حديثه بأن بالنظر للأحزاب الليبرالية التي أعلنت تكوين تحالف فهي ليس لها ثقل في الشارع المصري والدليل على ذلك نتائجها المحدودة في الانتخابات البرلمانية السابقة ويؤكد عبد الرازق أنه لا يمكن التنبؤ بخريطة الانتخابات البرلمانية القادمة لان الحسابات السياسية تختلف من وقت لأخر.
وعن الأحزاب التي تم تأسيسها مؤخرا ومنها حزب الدستور يشير عبد الرازق أنه رغم أن الحزب يضم شخصيات محترمة ولها مشوار طويل في العمل السياسي إلا أنه يصعب التكهن بما يستطيع إحرازه من مقاعد داخل البرلمان القادم.