لم يكن السكندريون يتوقعون أن رحلتهم للحصول على الخبز سوف تسقط منهم 6 قتلى خلال شهر واحد، إذ أدى تأخر رد فعل المسؤولين لحل تلك الأزمة بعد سقوط قتيلين بمنطقة المأوى غرب الإسكندرية، منذ نحو 20 يوما، إلى تكرار حوادث "قتلى الخبز" تباعا حتى وصل العدد إلى 6 قتلى.
وكانت الإسكندرية تعاني باستمرار من أزمة خبز لكنها لم تسفر عن سقوط قتلى بشكل ملحوظ ليشكل ضحايا الخبز ظاهرة جديدة بالإسكندرية.
فبعد سقوط القتيل الخامس للخبز منذ أيام بمنطقة توشكى، تلقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية اللواء خالد غرابة بلاغا بمصرع أحمد عبد الفتاح أبو العلا 24 سنة، بجرح نافذ في الصدر في مشاجرة بأحد المخابز بمنطقة القلعة شرق الإسكندرية.
بالتحري والفحص، تبين نشوب مشاجرة بين المجني عليه ووالده عبد الفتاح أبو العلا ويعملان بخبز بمنطقة القلعة "طرف أول"، وكل من إبراهيم عبد السلام، ومحمد سيمر سلامة، وإسلام سعيد عبد السلام "طرف ثاني".
أفران الخبر في الأسكندرية
وتبين نشوب مشاجرة بين الطرفين بسبب أولوية الحصول على الخبز قام خلالها الثالث بالتعدي على المجني عليه بسلاح أبيض كان بحيازته محدث إصابته التي أدت لوفاته.
وأشارت المعلومات الأولية لتحريات المباحث بإشراف العميد شريف عبد الحميد رئيس المباحث إلى نشوب مشاجرة بين المجني عليه وعامل بالمخبز بسبب أولوية الحصول علي الخبز.
تم تشكيل فرق بحث للتحري حول الواقعة ولتحديد هوية الجاني، والاستماع للشهود.
ويعد قتيل القلعة هو السادس بالإسكندرية خلال شهر، إذ كانت إحصائيات مديرية أمن الإسكندرية قد سجلت سقوط 5 قتلى في مشاجرات بسبب الخبز خلال شهر في مناطق غرب الإسكندرية، وذلك بعد تكرار نشوب المشاجرات بالأسلحة النارية بين المواطنين بسبب أولوية الحصول علي الخبز.
وقال اللواء خالد غرابة مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية "تم تكليف إدارة البحث الجنائي لتعقب الجاني وضبطه وتم تشكيل فرق بحثية وكمائن متحركة وثابته لضبط القاتل".
وأضاف "سوف يتم القبض عليه خلال ساعات وجار تأمين المنطقة والتحقيق مع الشهود من قبل ضباط مباحث قسم شرطة الرمل ثاني".
ويقول أحمد السيد أحمد سكان منطقة القلعة "إن منطقة القلعة منطقة شعبية والجميع فيها يعتمد على الخبز في الطعام بشكل أساسي، في الوقت الذي تقوم فيه المخابز بالمنطقة بإنهاء عملها مبكرا، كما يقوم العديد من أصحاب المخابز ببيع كميات كبيرة من حصص الدقيق المخصصة لهم في السوق السوداء".
أفران الخبر في الأسكندرية
وأضاف "أنا لا أعرف القتيل ولا كيف قتل، لكني أعرف جيدا أنني قد ألقى نفس مصيره في يوم من الأيام إذا أستمر الوضع على ما هو عليه". وتابع أحمد "يا سيادة الرئيس، إنزل شوف الناس بتقف في طوابير العيش إزاي، عشان تعيد تقييم برنامج المائه يوم".
وكان إسلام مصطفى، المنسق الإعلامي لملف الخبز بحملة ال100 يوم للرئيس الدكتور محمد مرسي بالإسكندرية، قد طالب الجهات المعنية بفتح تحقيق موسع حول الإهمال الذي تسبب في توقف أسطول شاحنات النقل الخاصة بالمحافظة، والتي كان من المقرر لها أن تكون منافذ متنقلة لتوزيع الخبز المدعم على المواطنين بمختلف أنحاء الإسكندرية. وتساءل مصطفى عن سبب تعطل 26 سيارة مخصصة لهذا الغرض عن العمل.
ويعد القتيل السادس هو أول ضحية لطوابير الخبز بمنطقة شرق الإسكندرية، إذ وقعت كافة الحوادث الأخرى للخبز في مناطق غرب الإسكندرية.
ووقعت الحادثة الأولى في منطقة المأوى غرب الإسكندرية، وتسببت في ضجة نتيجة مصرع إمام مسجد يدعى محمد محمد عبده 46 سنة، وأحمد علي صالح 29 سنة مسجل وهو نجل عايدة "ملكة الأجرام"، حيث أصيب الأول برش خرطوش بمنطقة الوجه والصدر وجرح طعني بالصدر، والثاني بجرح طعني بالصدر وتوفيا بسبب أولوية شراء الخبز بأحد الأفران بالشارع المشار إليه.
وتسببت تلك الواقعة في هروب "عايدة" من منطقة المأوى إلى العامرية ثان خوفا من بطش أهل المنطقة الذين تعاطفوا مع إمام المسجد القتيل والذي لقى مصرعه على يد نجلها.
وسقط قتيلان في حادثة ثانية في غرب الإسكندرية، إذ وقعت مشاجرة بشارع 9 بمنطقة نجع العرب بدائرة قسم شرطة مينا البصل أسفرت عن قتل كلا من عيد عباس ربيع 22 سنة، والطفلة فايزة بلال إسماعيل 9 سنوات تصادف وجودهما بمكان المشاجرة، وإصابة خمس اخرين.
أما القتيل الخامس، فهو هاني إبراهيم عباس 25 سنه مقيم بمساكن توشكى بالعامرية، والذي لقي مصرعه إثر نشوب مشاجرة بينه وبين عامل بمخبز بمنطقة مساكن توشكى بالعامرية، إذ قام الثاني بإطلاق أعيرة نارية عليه لعقابه على دخول المخبز لطلب الخبز.
ويقول محمد خلفية، القائم بأعمال وكيل وزارة التموين "أنا أتعجب من كثرة تلك الجرائم أمام المخابز بالإسكندرية على الرغم من قيام المديرية بالتأكد على توفير كميات مناسبة من الدقيق لتكفي المواطنين بشكل يومي".
واستبعد خليفة أن يكون السبب في تلك الحوادث وجود نقص في كميات الدقيق المخصصة لكل مخبز، مؤكدا أنه "يتم يوميا الإشراف على عملية توزيع الخبز والمرور على المخابز للتأكد من أنها تعمل في الساعات المحددة، ولضمان عدم بيع الدقيق في السوق السوداء".