"الانفلات الأمني – السوق السوداء – البلطجة – الزحام الشديد – تعطل الحركة .." كل هذه السلبيات هى حال هيئة السكك الحديدية قبل أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك، خاصة منذ إعلان الهيئة حالة الطوارىء، وبدء حجز التذاكر لقطارات العيد.
وبالرغم من إعلان هيئة السكك الحديدية الطوارىء في جميع محطاتها، وتشغيل 95 قطاراً إضافية، بالإضافة إلى تأكيد المهندس مصطفى قناوي رئيس هيئة السكك الحديدية، على وضع خطة لتشغيل القطارات الإضافية للعيد، عن طريق الاستعانة بـ52 قطارا مكيفاً و34 قطارا مميزاً و8 قطارات مميزة لأهالي النوبة، وتشغيل 432 عربة مكيفة.
إلا أن الزحام الشديد مازال مستمرا في جميع قطارات الوجهين "قبلي – بحري"، ولم يشعر الراكب المصري أي تغير في خفض الزحام أو انتظام حركة القطارات أو حتى وصول القطارات في ميعادها، كما رصدت" الدستور" صعود الركاب والجلوس في أماكن وضع شنط المسافرين؛ للهروب من زحام المارة بالعربات، بالإضافة إلى صعود الركاب فوق القطارات، الأمر الذي قد يودي بأرواحهم في حال ميل القطارات أو تزويد سائق القطار للسرعة، كما فعل سائق قطار قليوب الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى مقتل 6 ركاب و12 مصابا، عندما قام السائق بتزويد سرعة القطار عند دخوله محطة التخزين.
وحول إعلان الهيئة عن تكثيف التواجد الأمني على شبابيك التذاكر وداخل صالات الحجز؛ لمنع السوق السوداء التي تحدث، بالأخص في المناسبات؛ وذلك لإقبال المواطنين على السفر في الأعياد والمناسبات.
إلا أن "الدستور الإلكتروني" رصدت شراء عدد كبير من الركاب التذاكر من السوق السوداء بأسعار تضاعف السعر الحقيقي للتذكرة، بالإضافة إلى الاشتباكات العديدة التي تشهدها محطتي رمسيس والجيزة، بالإضافة إلى الانفلات الأمني الذي يعاني منه الركاب بالعربات أثناء ساعات السفر، سواء كان بالوجه القبلي أو البحري.
حيث تلقت الدستور عدد كبير من الشكاوى من موظفي وركاب الهيئة، مستغيثين من الانفلات الأمني، والذي لم تضع الهيئة حلا له، فجميع القطارات سواء كانت المكيفة أو قطار الركاب والمميز وخط المناشي تعاني من عدم وجود أفراد أمن داخل العربات، خاصة في تلك الأيام التي تشهد زحاماً وإقبالاً كبيرا على السفر؛ لقرب إجازة عيد الأضحى المبارك، وسفر الموظفين لقضاء إجازة العيد مع أهلهم.
أكد "حاملو الشنط ومهندسو التكييفات"، أن الهيئة غير مهتمة بتلك القضية نهائياً، ولم تضع أي حلول للقضاء عليها، مشيرين إلى إنه من المفترض وضع أكثر من 7 أفراد أمن داخل القطارات؛ لضمان سلامة الركاب والعاملين بالقطار، والحفاظ على القانون، والقبض على الخارجين على القانون، والرافضين لدفع التذاكر، والمحافظة على المال العام وممتلكات الدولة، وعدم تكليف الهيئة أعباء صيانة العربات والنظافة.
وأكد مصدر بالهيئة - رفض ذكر اسمه - :"إننا طالبنا أكثر من مرة أحد قيادات الهيئة بمطالبة الداخلية بعودة أفراد الأمن مرة أخرى إلى عربات القطارات إلا أنه رد قائلا"الأطباء بقالهم سنة ونص بيعملوا إضرابات واحتجاجات علشان يعملوا شرطة خاصة ليهم ولحمايتهم ولم يتم تحقيق مطالبهم حتى الآن والانفلات في كل أركان الدولة مش عندنا بس".
أضاف المصدر إن الهيئة دائما ما تواصل مع شرطة النقل والمواصلات ومكاتب الشرطة في جميع المحطات، إلا أن غياب الهيئة الرقابية على أفراد الأمن أثناء تأدية عملهم، ولكن دائما ما يتقاعصوا عن العمل لعدم وجود أدوات ردع للمتكاسلين عن أداء مهاهم في حماية الركاب وممتلكات الهيئة.
كما انتشرت تلك الأيام ظاهرة السرقة داخل العربات لغياب الأمن، حيث أكد أحد الركاب أن معظم السرقات تحدث قبل توقف القطار عند أي محطة، خاصة إن السارق يعلم تماما أن الراكب لكي يصل إليه والقبض عليه يحتاج لأكثر من 10 دقائق للوصول إليه لكثرة الزحام في العربات.
بالإضافة إلى البلطجية الذين يرفضون دفع التذاكر، ويقومون بضرب الكمسري وسبه وقذفه، وما على الركاب إلا الصمت والخوف من ما يحملونه من أسلحة بيضاء.
ويقول أحد عاملي السكة الحديد بالوجه القبلي، إن أفراد الأمن والضباط دائما ما كانوا يمرون على عربات القطار؛ للتفتيش قبل قيام ثورة 25 يناير، وكانت لدى الركاب حالة كبيرة من الطمأنينة، ولكن بعد قيام الثورة غابت تماما قوات الأمن والمخبرون التي كانت تسيطر على عربات القطارات خاصة قطارات الوجه القبلي.
وأضاف أن المخبريين وضباط الشرطة الذين كانوا يستقلون القطارات قبل الثورة لحمايتها، كانوا يقومون بتفتيش كل ما هو ملتحِ بأي عربة، وهذه كانت مهمتهم الأولى والأخيرة، وليست حماية الركاب من البلطجة، كما يردد البعض، قائلا" المخبرين كانوا بيركبوا مخصوص القطارات علشان يفتشوا على الناس الملتحية ويسألوهم عن أماكن سفرهم وغيرها من الأسئلة وكانوا يقومون بتبليغ أمن الدولة على الفور بأسمائهم وأماكن سفرهم، ولكن بعد الثورة بطلوا يركبوا أصلا وده يثبت أنهم كانوا بيركبوا علشان يدوروا على ناس طالباها أمن الدولة، وليست لحماية الركاب كما يردد البعض".
فيما تعددت حوادث القطارات بسبب مزلقانات السكك الحديدية والتي بسببها يموت العشرات سنويا بسببها، وعند سؤال الدكتور محمد رشاد المتيني وزير النقل عن أزمة مزلقانات السكك الحديدية، خاصة في أوقات الأعياد والمناسبات، والتي يحملها المواطنون والدولة مسئولية حوادث السكة الحديد، أجاب قائلا" إن المزلقانات ضرورية ليقوم المواطن بالمرور، لافتا إلى أن الحوادث التي تحدث على المزلقانات سببها سلوكيات الناس الخاطئة، ويجب عليهم أن يتخلوا عنها؛ للحد من الحوادث، مؤكداً أن هناك 1760 مزلقانا على خطوط السكة الحديد، ووقوع حوادث عليها، أمر سببه سلوكيات الناس.