ألقت فضيحة «الكالشيو سكوميسى» الأخيرة والمتفجرة منذ فترة فى أوساط كرة القدم الإيطالية، الضوء بصورة مباشرة على أيادى المافيا التى تعبث بكرة القدم فى البلد المتوج بكأس العالم أربع مرات، بعدما أشارت الاتهامات لعدد من المسئولين عن اللعبة وإلى أنهم على علاقة مباشرة برجال المافيا الإيطالية، وأنهم هم من يتحكمون فى مصير كرة القدم الإيطالية.
البداية مع وجود اسم أنطونيو كونتى، المدير الفنى لفريق يوفنتوس الإيطالى، ضمن أسماء المشتبه بهم، وجاء ظهور اسم اللاعب السابق للسيدة العجوز والمدير الفنى الحالى ليلقى بالشكوك حول التوقيت الذى ظهر فيه على الساحة، خصوصاً أنه جاء عقب مشادة كبيرة بين المدرب وأدريانو جاليانى المدير التنفيذى لفريق الميلان، والتى نعت فيها كونتى جاليانى بـ«رجل المافيا»، ليدخل كونتى دائرة الاتهام ويصبح الاسم الأشهر فى القضية، علماً بأنها تفجرت فى صيف 2011، عندما تم إيقاف كريستيانو دونى قائد فريق أتلانتا كأول متهم فى القضية ومعه أندريا ماسيلو وفيليبو كاروبيو، والأخير هو من اعترف على كونتى بعد نحو خمسة أشهر من إدانته وإيقافه، وعقب مشادة «كونتى- جاليانى».
ولا يخفى على أحد دور المافيا فى كرة القدم الإيطالية، خصوصاً بعدما أعلن عدد من إداريى نادى نابولى أن لوتشيانو مودجى، المدير الرياضى السابق لفريق يوفنتوس، وبطل فضيحة «كالشيوبولى» التى أطاحت بيوفنتوس لدورى الدرجة الثانية، كان رجل مافيا من الطراز الأول، وأنه على علاقة وثيقة بعصابات المافيا فى نابولى، فى حين أن أدريانو جاليانى المدير التنفيذى للميلان منذ نحو 26 عاماً، نجا من عملية اغتيال دبرها له رجال المافيا فى عام 2006، وهو ما أكده جاسبر موتولو، أحد أكبر قيادات المافيا فى إيطاليا، والذى أكد أن جاليانى كان على علاقة وثيقة بالمافيا، وأن تدخل بيرلسكونى كان السبب الرئيسى فى إنقاذه.
وما يزيد من فضح تورط عصابات المافيا فى كرة القدم الإيطالية، الاعترافات التى قدمها عدد من الصحفيين ضد رجال كرة القدم فى إيطاليا، وأكدوا أنهم على علاقة بمكاتب المراهنات فى تايلاند والفلبين، وأنها هى التى تتحكم فى مصير المباريات، مشيرين إلى تورط عدد كبير من المسئولين فى علاقات المافيا، أبرزهم جاليانى ومودجى.
بجانب وجود لاعب مثل جيوسيبى سكولى، لاعب فريق جنوه، الذى ينتمى لأحد أكبر عائلات المافيا فى إيطاليا، وهو ما منحه حصانة خاصة فى الملعب، فهو اللاعب الأقل إيقافاً فى المسابقة، واللاعب الوحيد الذى لا تتعرض له الجماهير على الإطلاق، وأبرزها ما حدث فى واقعة القمصان الشهيرة فى ملعب جنوه فى الموسم الماضى.