تفاوتت آراء الخبراء والسياسيين فيما يتعلق بالدور السياسى المتوقع للبابا الجديد، بين من يتمنى أن يواصل مسيرة الراحل البابا شنودة، ومن يستبعد ذلك باعتبار أن «الكاريزما» التى كانت لسلفه يصعب تكرارها، ومن يعتقد أن التطورات السياسية ومدى الحكمة التى ستتحلى بها مؤسسة الرئاسة ستعلب الدور الأكبر فى تحديد ذلك.
وتمنى الدكتور سعد الدين إبراهيم، الكاتب وأستاذ علم الاجتماع السياسى، أن يسير البابا الجديد على خطى البابا شنودة وأن يكون رمزا للوحدة الوطنية وحكيما وحريصا على إبقاء الأقباط نشطين فى الحياة العامة وأن يكون هو نفسه نشطا لأن المرحلة الجديدة تقتضى ذلك، على حد قوله، مضيفا لـ«الوطن»: «نحن أحوج ما نكون لمشاركته مشاركة نشطة عن أى وقت مضى، وأن ينص الدستور الجديد على نسبة مشاركة للأقباط فى كل المجالس المنتخبة لا تقل عن 15%».
فى المقابل اعتبر الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، أن تكرار صورة الأنبا شنودة صعبة جدا، بشكل مؤقت، لأن شنودة أسس لكاريزما دينية وروحية وسياسية ووطنية عبر عديد من السنين أصبحت بالنسبة لجمهور الأقباط المصريين والمصريين بعامة بمثابة شخصية تكاد تكون أسطورية. وأضاف السعيد: «البابا الجديد مهما كان سيحتاج لفترة من الوقت حتى تتكون له هذه الكاريزما، لكن فى كل الأحوال نتمنى أن تكون الكنيسة تحت قيادته رافدا للوطنية المصرية وإضافة باتجاه تقدم مصر».
أما الدكتور عماد جاد، نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، فأشار إلى أن الدور السياسى للبابا الجديد سيعتمد على طبيعة التطورات التى ستشهدها مصر، مشيرا إلى أن البلد لو سار فى اتجاه مزيد من التطورات الطائفية، فإن ذلك سيفرض على البابا لعب دور سياسى، أما لو اتجه ناحية الاستقرار فإن نخبة مدنية وسياسية هى التى ستقوم بهذا الدور.
وأشار جاد إلى أن مدى الحكمة السياسية لدى مؤسسة الرئاسة والحكومة ستتدخل أيضا فى تحديد دور البابا الجديد وشكل العلاقة، لافتا إلى أنه حتى الآن لا توجد مؤشرات على ذلك، فى الوقت الذى توجد فيه إشارات على تصاعد الطائفية، وهو ما قد ينذر بمواجهات قوية مثل تلك التى حدثت بين البابا شنودة والرئيس الراحل السادات فى بداية السبعينات.