"الحرية والعدالة": وقوع اغتيالات فى مصر يغرقها فى بحور من الدم
"الوفد": الخطر محتمل ومن الممكن أن يؤدى بالبلاد إلى حرب أهلية وضحايا بالملايين
"النور": نستبعد حدوث اغتيالات سياسية فى مصر على غرار تونس
د. مختار غباشى: تكرار سيناريو تونس فى مصر سيكون له انعكاسات خطيرة
محمد عبد الفتاح: لماذا لم يتحرك الإعلام ضد الفتاوى التى أطلقها بعض الشيوخ بالتحريض على قتل الإخوان
أثارت الفتوى التى أطلقها الدكتور محمود شعبان - الأستاذ بجامعة الأزهر - بإهدار دم قيادات جبهة الإنقاذ الذين يعارضون الرئيس مرسى، غضبًا شعبيًا كبيرًا سواء داخل الأوساط الإسلامية أو الليبرالية أو حتى الأزهر الشريف الذين عبروا جميعًا عن رفضهم لهذه الفتاوى التى تؤجج نار الفتنة فى مصر، وقد استند صاحب الفتوى إلى أنه لا يجوز للمعارضة الاقتتال لانتزاع الحكم بعد تولية ولى الأمر، وأن من يقاتل الحاكم الذى بايعه الشعب لانتزاع الحكم منه يجب قتله.
بعد صدور الفتوى قامت وزارة الداخلية بتشديد الحراسة الشخصية على قيادات جبهة الإنقاذ لحمايتهم، مما قد يحدث لهم من أية محاولة للقتل ودخول مصر فى دوامة جديدة من الفوضى والدم.
وقد صاحب فتوى إهدار دم قيادات الإنقاذ ظهور فتاوى أخرى تحرض على قتل الإخوان من جانب بعض الشيوخ أيضًا، ومنهم ذلك الذى ادعى أنه خطيب التحرير، ويدعى "الشيخ ميزو"، وتواكب مع ذلك اغتيال المعارض التونسى الشهير "شكرى بلعيد"، والذى أعاد تونس إلى نقطة الصفر منذ انطلاق ثورتها، وأدى إلى احتقان شديد بين النظام الحاكم فى تونس ومعارضيه، وعلى أثرها وجهت المعارضة أصابع الاتهام إلى النظام الحاكم وطالبت بحل الحكومة وتشكيل حكومة ائتلافية تضم كافة الأطياف.
فهل من الممكن أن يتكرر السيناريو التونسى فى مصر، وأن تؤدى رصاصة طائشة ومجهولة لأحد قيادات المعارضة فى مصر إلى مصير مجهول لمصر، وماذا يمكن أن يترتب على ذلك ؟.
القوى الإسلامية من جانبها أكدت على استبعاد سيناريو الاغتيالات السياسية فى مصر، فقد أكد حزب الحرية والعدالة على استبعاد حدوث أية اغتيالات فى مصر على غرار ما حدث فى تونس، لأن ذلك لو حدث بالفعل ستغرق مصر فى بحور من الدم بين جميع الأطراف، وأن المسئول عن هذا اللغط الدائر على الساحة السياسية هو الجهاز الإعلامى بصفة عامة الذى يقدم مادة إعلامية تبرر العنف، والعنف المضاد، وتهدم هذه المادة أركان الدولة، ويلقى أيضًا بالمسئولية فى هذا اللغط على الأجهزة السيادية التى لم تكشف حتى الآن عن من المسئول عن استمرار العنف فى مصر.
بينما أكد حزب النور على أن صدور مثل هذا النوع من الفتاوى ليس له أى معنى فى الوقت الحالى، وأن هذه الفتاوى هى تعبير عن آراء شخصية بحتة، وأنه هناك ارتباك فى المشهد السياسى المصرى وهذا ليس فى صالح مصر على الإطلاق مع استبعاد حدوث سيناريو الاغتيالات السياسية مصر.
وأشار حزب الوفد - أحد الأقطاب الرئيسية فى جبهة الإنقاذ - إلى أن الخطر محتمل فقد تتحرك اصحاب الضعيفة للاستجابة لهذه الفتاوى المغرضة، وهذا من الممكن أن يؤدى بالبلاد إلى حرب أهلية وضحايا بالملايين، وهذا لا يتمنى أحد حدوثه فى مصر سواء كان النظام الحاكم أو المعارضة، وأن صدور فتوى تحرض على قتل الإخوان هى رد فعل على الفتاوى التى تحرض على قتل قيادات جبهة الإنقاذ.
وفى إطار ذلك رصدت "المصريون" آراء القوى الإسلامية والليبرالية فى إمكانية تكرار سيناريو الاغتيالات الذى حدث فى تونس فى مصر، وما النتائج المترتبة على ذلك، وهل من الممكن أن تؤدى رصاصة طائشة بعد فتاوى القتل إلى حرق مصر.
فى البداية أكد الدكتور مختار غباشى - نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية - أن الفتاوى التى يتم إطلاقها على ساحات الفضائيات تعتبر نوعًا من الهزل السياسى والإعلامى فلا يصح لمسلم أن يكفر مسلمًا آخر، وأن الكافر هو من يرتد عن الإسلام، وكل الفتاوى التى طرحت سواء بقتل معارضى الرئيس أو الفتاوى التى خرجت بقتل الرئيس مرسى كلها فتاوى تفتقر إلى الرؤية السياسية ولا تطرح حلولًا للمشكلات التى تعانى منها مصر فى الوقت الحالى.
وعن إمكانية حدوث اغتيالات سياسية فى مصر على غرار ما حدث فى تونس قال غباشى: "إنه من المستبعد حدوث ذلك السيناريو فى مصر ولو تم حدوثه سيكون له انعكاسات خطيرة على الوضع السياسى فى مصر، لأن الدولة المصرية الآن هى دولة رخوة لا تتحمل مزيدًا من الاحتقانات السياسية، فلا تستطيع الدولة الآن على سبيل المثال حماية المظاهرات أو أقسام الشرطة من الاعتداءات عليها".
وأشار غباشى إلى أنه يوجد طرف ثالث يمثله فلول النظام السابق هو من يؤجج الأزمات فى مصر بين القوتين الأساسيتين على الساحة السياسية فالقوة الأولى هى النظام الحاكم ويدور فى فلكه جميع الأحزاب الإسلامية الموالية له، والقوة الثانية هى القوى المعارضة والليبرالية وجبهة الإنقاذ والأحزاب الموالية لهم أيضًا، ومع انطلاق الفتوى من إحدى القوتين الأساسيتين كلاهما ضد الآخر يقوم الطرف الثالث بعمل تصرفات سياسية خطيرة، ويتم نسبها إلى النظام الحاكم أو المعارضة، فلو حدثت أية اغتيالات سياسية فى مصر، سيحدث نوع من الهياج السياسى، وسيتم نسب هذا الاغتيال إلى أحد القوتين الأساسيتين دون أن يكون لهما يد فى ذلك، ويكون الطرف الثالث من نفذ ودبر ذلك وتزداد حالات الاحتقان السياسى فى مصر بين النظام والمعارضة .
من جانبه أكد محمد عبد الفتاح - عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة - أن الدكتور محمود شعبان لم يقصد فى فتواه إهدار دم قيادات الإنقاذ بل قد تحدث عن الخروج على شرعية الحاكم على إطلاقه بصفة عامة دون تحديد شخص معين وتم أخذ كلامه بشكل سيئ، ولماذا لم يتحرك الإعلام على الفتاوى التى أطلقها بعض الشيوخ بالتحريض على قتل الإخوان، فهناك استغلال سيئ من جانب الإعلام لأية تصريحات تصدر عن أى شخص ينتمى للتيار الدينى.
واستبعد القيادى بالحرية والعدالة حدوث أية اغتيالات فى مصر على غرار ما حدث فى تونس، لأن ذلك لو حدث بالفعل ستغرق مصر فى بحور من الدم بين جميع الأطراف، وأن المسئول عن هذا اللغط الدائر على الساحة السياسية هو الجهاز الإعلامى بصفة عامة الذى يقدم مادة إعلامية تبرر العنف، والعنف المضاد وتهدم هذه المادة أركان الدولة، ويلقى أيضًا بالمسئولية فى هذا اللغط على الأجهزة السيادية التى لم تكشف حتى الآن عن من المسئول عن استمرار العنف فى مصر.
من زاوية أخرى أكد أحمد عودة - عضو الهيئة العليا لحزب الوفد - أنه من ضمن سلبيات ثورة 25 يناير كثرة الفتاوى فى المحطات الفضائية التى تسيء إلى الدين والوطن بصفة عامة، وهذه الفتاوى التى تصدر سواء كانت لصالح النظام أو ضده لا تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وهى تعتبر تحريضًا على ارتكاب جرائم القتل، ولابد من منع ذلك وعلى الأزهر أن يتصدر لهذه الفتاوى المغرضة، وأن يكون هناك عقوبات لهذه الدعاوى الهدامة.
وعن حدوث اغتيالات فى مصر على غرار تونس قال القيادى الوفدى: "إن الخطر محتمل فقد تتحرك أصحاب الضعيفة للاستجابة لهذه الفتاوى المغرضة وهذا من الممكن أن يؤدى بالبلاد إلى حرب أهلية وضحايا بالملايين، وهذا لا يتمنى أحد حدوثه فى مصر سواء كان النظام الحاكم أو المعارضة، وأن صدور فتوى تحرض على قتل الإخوان هى رد فعل على الفتاوى التى تحرض على قتل قيادات جبهة الإنقاذ".
من منطلق آخر أكد عبد الوهاب البدرى - عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور - أن صدور مثل هذا النوع من الفتاوى ليس له أى معنى فى الوقت الحالى، وأن هذه الفتاوى هى تعبير عن آراء شخصية بحتة، وأنه هناك ارتباك فى المشهد السياسى المصرى، وهذا ليس فى صالح مصر على الإطلاق، ونستبعد حدوث سيناريو الاغتيالات السياسية فى مصر.
وأشار النائب السابق عن حزب النور إلى أنه ينبغى على الجميع أن يتكاتف للعبور بمصر إلى بر الأمان وخروج مصر من أزمتها الراهنة.