"ما العلاقة بين تسيبي ليفني ومراسل صحيفة "هاآرتس" وفضائح الموساد الجنسية؟".. تساؤل طرحه موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي بعد أن انتشر في الأيام الأخيرة خبرا على لسان وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، وزعيمة المعارضة السابقة، في الصحف المصرية.
"الإجابة بكل بساطة هي أنهم جميعا أبطال أخبار مثيرة نشرتها صحيفة "المصري اليوم" المصرية".. هكذا يجيب الموقع عن التساؤل الذي طرحه بنفسه، ويتابع: "عنوان الخبر الذي نشر أمس الأول في الصحيفة اليومية المصرية، كان: ليفني: مارست الجنس مع عرب للحصول على معلومات في سبيل إسرائيل"، وفي إطار الخبر نفسه، كشفت ليفني عن علاقات حميمية أقامتها مع عدد من الأمراء والحكام العرب مقابل الحصول على معلومات لابتزازهم بعد ذلك، وقت عملها بجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" سابقا".
وتابع "والا": "التقرير أكد أن ليفني لا تعارض ممارسة الجنس مع أي كان مقابل الحصول على معلومات تفيد إسرائيل. وأشارت الصحيفة المصرية إلى أن التقرير نقلا عن حوار أجرته ليفني نفسه مع صحيفة "التايمز" البريطانية، ونقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية".
الموقع الإسرائيلي يشير إلى أنه بالبحث السريع ودون التدقيق في أرشيف "التايمز"، يتضح أن الحوار كان في عام 2009، وأنها لم تقل هذا على الإطلاق، وهو ما يؤكد أن صحيفة "المصري اليوم" فبركت التصريحات.
>> فبركة تصريحات في الصحف العربية ليست جديدة.. ووسائل الإعلام العربية تستخدم الإسرائيليين لتصفية حساباتهم السياسية
وأشار "والا" إلى أن التساؤل عن المستقبل السياسي لـ"ليفني" دخل ضمن تقرير الصحيفة، التي "تعتبر من أكثر الصحف المصرية مهنية وصدقا"، ولكنها نشرت خبرا مر عليه أكثر من ثلاثة أعوام، وبشكل معكوس تماما.
وقال "والا": "الصحيفة المصرية نشرت خبرا ذكرت من خلاله أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نشرت مقتطفات للقاء مع تسيبي ليفني في وقت سابق مع "التايمز" البريطانية، ويتضح من خلال أرشيف الصحيفة البريطانية، أن ليفني قالت نصا: "لم يكن لدي أي علاقات عاطفية أو حميمية طوال فترة عملي في الموساد"، ومازالت عدم الدقة في الخبر المنشور على صفحات الجريدة المصرية مستمرة، حيث أنه ذُكر خلال الخبر اسم "الحاخام آري شفات"، وهو اسم غير حقيقي، فهو مراسل صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أما الصحيفة المصرية، فقد حولته لحاخام إسرائيلي من أبرز وأشهر الحاخامات في إسرائيل، كما أنها قالت إنه سمح لمجندات الموساد بممارسة الجنس مقابل الحصول على معلومات".
أما على الصعيد الرسمي، لم يكن لدى المقربين من ليفني سوى الضحك والسخرية مما نشرته الصحيفة المصرية، "هذه قصة سخيفة ولا يمكن القول عنها إلا إنها خيال جامح".. هكذا كان رد أحد أقرب المقربين إلى الوزيرة السابقة ليفني، في تصريح للموقع الإسرائيلي، والذي أكد أن ليفني نفسها قالت إن هذه التصريحات "مضحكة".
وأضاف المصدر الإسرائيلي لـ "والا": "على ما يبدو هناك مخاوف من أن تعود ليفني لذروة قوتها السياسية وتصل بإسرائيل لنقطة القوة، وتحولها لمركز قوى جديد في المنطقة وفي العالم أجمع، وهناك محاولات لنزع الشرعية عنها".
وأشار "والا" إلى أن التقديرات تؤكد أن وسائل الإعلام العربية استخدمت مصادر إسرائيلية في السنوات الأخيرة لنقل رسائل للدول العربية أو لتصفية حسابات سياسية، فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة "الجريدة" الكويتية، قبل عامين، سلسلة من القصص الحصرية التي كشفت فضائح مكتب رئيس الوزراء، إلا أن أغلبها نُفي بشكل قاطع ورسميا، واتضح أنها غير صحيحة على الإطلاق في نهاية الأمر.
وأنهى الموقع الإسرائيلي تقريره قائلا: "إن ماضي ليفني كعميلة للمخابرات الإسرائيلية، أرهب الكثيرين في الماضي، وأرهب وسائل الإعلام العالمية، وخلال حملتها الانتخابية الماضية، نشرت صحف عالمية مختلفة ملحقات يومية تناولت فترة عملها بالموساد، وعلى الأخص في باريس في الثمانينيات. وفي صحيفة "صنداي تايمز" نُشر تقرير مطول عن ليفني، أكدت من خلاله أنها شاركت في عمليات مطاردة واسعة لعدد من الإرهابيين العرب في باريس".