وصل الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، إلى مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، لمتابعة الموقف الأمنى هناك، والوقوف على آخر التطورات، التى شهدها ليل أمس السبت، بعد انسحاب الشرطة المدنية من أقسام الشرطة، وتركها مواقعها التأمينية بعد تنظيمهم وقفة احتجاجية، للاعتراض على سقوط 3 من بينهم على خلفية أعمال عنف لجماعات إجرامية مسلحة، تنتمى لبدو شمال سيناء أمس السبت، وبدأ الانسحاب من مختلف الأقسام، وتظاهر أفرادها أمام مديرية الأمن، وتولى الجيش الثانى الميدانى عمليات تأمين كافة المنشآت الحيوية فى سيناء.
والتقى وزير الدفاع بمحافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور، ومدير أمن شمال سيناء، لبحث سبل السيطرة على الموقف الأمنى هناك، والإجراءات الأمنية الواجب اتخاذها تجاه الوقفات الاحتجاجية، المقرر تنظيمها أمام المحافظة ومديرية الأمن، من أجل الاحتجاج على تسوية الأحكام المدنية الغيابية، الصادرة ضد بعض العناصر البدوية، خلال فترة ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وكشفت جهات أمنية رفيعة المستوى لـ"اليوم السابع" أن ما يحدث فى سيناء الآن من انفلات أمنى واضطرابات من قبل عناصر متطرفة، محاولة لابتزاز الدولة، من أجل إسقاط الأحكام الغيابية وتنحية دولة القانون وتغييبها، لافتا إلى أن كل ما يقال عن استقلال سيناء، أو انفصالها أو سيطرة أبنائها عليها، مجرد محاولات من جانب بعض الجماعات البدوية، للضغط على الحكومة للتغاضى عن تطبيق القانون، وإغماض أعينها عن كل ما يمارس من جرائم غير مشروعة من بينها الإتجار بالمخدرات والسلاح والتهريب.
كان أمناء الشرطة فى محافظة شمال سيناء، قد حاصروا مبنى مديرية الأمن بعد إخلاء مواقعهم، واحتجوا على تصرفات وزارة الداخلية تجاه العناصر المسلحة، الموجودة بمدن العريش ورفح والشيخ زويد، التى تمارس أعمال الشغب والبلطجة دون حساب، وتتعدى على أفراد وقوات الشرطة هناك، فى الوقت الذى لا تستطيع الشرطة مواجهتهم، أو التصدى لهم بناء على تعليمات صريحة من وزارة الداخلية بذلك.
من ناحية أخرى دفعت قيادة الجيش الثانى الميدانى فى مدن العريش ورفح، والشيخ زويد وبئر العبد، بعناصر مشأة ومدرعات، من أجل احتواء الموقف والسيطرة على أقسام الشرطة والمواقع الحيوية المستهدفة، من قبل العناصر المتطرفة، وبدأت فى تأمين الشوارع، كما كان يحدث خلال فترة ثورة الخامس والعشرين من يناير، إلا أن الأوضاع الأمنية فى شمال سيناء مازالت تشهد اضطرابا واضحا، خلال الساعات الفائتة، وحتى الآن، وتحاول القوات المسلحة استعادة الموقف الأمنى والسيطرة على الأوضاع.
وفى السياق ذاته أكدت مصادر بالجيش الثانى الميدانى لـ"اليوم السابع" أن عناصر من تشكيلات الجيش الثانى، بدأت فى تأمين أقسام الشرطة، بمدن العريش والشيخ زويد وبير العبد، لمواجهة أى أعمال إجرامية بعد انسحاب عناصر الشرطة، وتظاهر أفرادها أمام مديرية أمن شمال سيناء بالعريش.
وأوضحت المصادر، أن الوضع فى سيناء مستقر وتحت السيطرة، من رجال القوات المسلحة أبناء الجيش الثانى، الذين يؤمنون الشوارع والمنشآت العامة، لافتة إلى أن عناصر الجيش لم تترك مواقعها من شوارع مدن شمال سيناء منذ بداية الثورة وحتى الآن، وجارى الآن تكثيف التواجد، لحين تأمين الوضع بالكامل.
من جانبه أصدر المتحدث الرسمى للقوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد على، مساء أمس السبت، بيانا عبر موقعه الرسمى على شبكة التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لتوضيح ملابسات الأحداث، أكد خلاله أن هناك وقفة احتجاجية نظمها أفراد وعدد من مجندين الشرطة أمام مديرية أمن شمال سيناء، احتجاجاً على استشهاد 3 منهم صباح اليوم الأحد، واستمرار استهدافهم من قبل العناصر المسلحة، وجارى التفاوض معهم بواسطة مدير أمن شمال سيناء، لعودتهم إلى عملهم بالأقسام.
وأوضح المتحدث العسكرى، أن عناصر من القوات المسلحة قامت بإعادة الانتشار وتعزيز الإجراءات الأمنية بأقسام الشرطة، منعا لاستهدافها من قبل العناصر المسلحة الخارجة عن القانون، وتنشيط أعمال الكمائن الأمنية الثابتة والمتحركة.
بالتوازى مع ذلك قامت عناصر بدوية بقطع عدد من الطرق الرئيسية، وذلك للمطالبة بإسقاط الأحكام الغيابية المدنية التى صدرت بحق عدد منهم قبل ثورة يناير، والمنتظر البدء فى جلسات إعادة المحاكمة، اعتبارا من باكر 4 نوفمبر 2012.
وتمكنت القيادات الأمنية بمحافظة شمال سيناء من احتواء الموقف بعد تظاهرة استمرت لأكثر من 4 ساعات متواصلة، وتم احتواء أزمة أمناء الشرطة، الموجودين خارج مبنى المديرية وتم إقناعهم بضرورة فض اعتصامهم، خوفاً من الاستهداف من خلال العناصر المتطرفة.
من ناحية أخرى مازال أمناء الشرطة والأفراد يتواجدون الآن داخل مديرية الأمن، وتقوم عناصر الجيش الثانى الميدانى بحماية كل المبانى العامة والمنشآت الحكومية، لحين استقرار الأوضاع الأمنية هناك.
ووصلت إلى مبانى المحافظة ومديرية أمن شمال سيناء، عناصر إضافية من الجيش وطوقت المبانى والمنشآت العامة، لتنفى ما أِشيع حول اقتحام مبنى مديرية أمن شمال سيناء، كما تردد عدد من وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية، خاصة وأن عناصر الجيش الثانى الميدانى، تتابع الموقف بأكمله تمهيداً للسيطرة عليه، وتكثف جهودها لحماية المنشآت العامة وتؤمنها بكافة الأسلحة الثقيلة.