يمكن دائما المقارنة بين الملوخية والسبانخ على اعتبار أنهما متشابهتين في شكل الأوراق وكل منهما أخضر، ويمكن مقارنة الأبيض بالرمادي، ولكن أبدا لا يمكن أن نقارن بين الأبيض والأسود، لا يمكن أن نضع المانجو والخيار في وضع مقارنة، ولا يمكن أبدا أن ينضح لنا السادة النشطاء السياسيين والخبراء الاستراتيجيين ببراز وبول فكرهم للتقليل من فرحة الأهلي وفرحة الناس جميعا لحصول الأحمر على لقب أفريقيا بأنه لا يجوز في ظل وجود القتلى الذين راحوا ضحية إهمال الحكومة وزبالة النظام السابق الذين مازالوا يعششون في الدولة..
كلنا حزانى على مقتل الأطفال الأبرياء في أسيوط، كلنا ثكلى للقتلى الذين يسقطون على يد الاحتلال الإسرائيلي في غزة، لكن ألا يجوز أن نفرح مثلما نحزن، أليس في كل يوم وفاة حياة تولد حياة جديدة، ألا يأتي عزاء عائلات وسط أفراح عائلا أخرى، حقيقة أرى النشطاء السياسيين والخبراء الاستراتيجيين والإعلاميين كلها كلمات تطلق على من لا شغلة له ولا عمل ولا مهنة، يحترف الرغي والهري دون سبب ويحاولون التنظير دائما للظهور بمظهر الفاهمين الواعيين وهم أبعد ما يكون عن الفهم والوعي هم مجرد بغبغانات تردد أي كلام فارغ في الهواء.. مبروك الأهلي ولنفرح وملعون أبو من يقلل من قيمة فرحتنا..
** أرى البدري يخرج ويرسل تليغراف أو باللغة الحديثة اس ام اس لنبيل معلول المدير الفني للترجي التونسي، يقول له فيها "شكرا لتعاونكم معنا"، على طريقة المخابرات الشهيرة، فالحقيقة ورغم تألق البدري وتفوقه على نفسه إلا أن دائما الانتصارات جزء كبير منها بسبب أخطاء الآخرين..
البدري نجح في اختيار التشكيل الأمثل، نجح في ضبط إيقاع فريقه بالشكل الأنسب، تألق وتفوق على نفسه في ضبط نفسه وكبت التغييرات لما بعد الهدف الثاني، برافو البدري ولكن أيضا شكرا لمعلول الذي أدى واحدة من أسوأ مبارياته فنيا وكان لقمة سائغة في فم البدري.
معلول دفع بالمساكني غير الجاهز فأضعف هجومه، أصر على الإبقاء على نيانغ غير الموفق والثقيل حركيا، وقف عاجزا عن التصرف أمام تحركات عبد الله السعيد وعندما حاول أن يتعامل مع السعيد متأخرا جدا ترك المساحة لوليد سليمان وفي الوقت نفسه لم يوقف السعيد.. كل تغييرات معلول وتصريفاته في الملعب كانت مجموعة أخطاء لإصلاح الكم الهائل من الأخطاء التي ارتكبها بتشكيل واستراتيجية وتكتيك البداية.. ولكن الأخطاء لم تعالج الأخطاء ولكن زادت الطين بلا!
أستطيع أن أهنئ حسام غالي مرة ثانية على تألقه، وأبارك للسيد حمدي على كونه سببا رئيسيا في اللقب بهدفه في القاهرة وتمريرته لجدو في رادس.. أشكر عبد الله السعيد رغم إضاعته لفرصتين إلا أنه كان مفتاح لعب رائع.. ألف مبروك للأهلي وأعتذر عن كتابة فنيات بدقة لأنني كنت أتابع المباراة مشجعا وهاتفا ومتعصبا فكلنا نشتاق لفرحة وكلنا احتجنا للقب مهما كره المتفلطحون ومدعو الفهم في السياسة وهؤلاء الجهلة الذين أخرجهم علينا إعلام الفلول.
** أبو تريكة أضاع ضربة جزاء وهدفا مؤكدا.. إذا هي النهاية كما قال شحاتة يا أبو تريكة.. أحقا ستعتزل كرة القدم نهائيا بعد التتويج؟ خسارة مازلت قادرا على العطاء ولكن عقلك ليس مع كرة القدم ويبدو أنك قررت الرحيل.. ربنا يوفقك ويهديك لما فيه الصواب.