وصف الفريق ، المرشح الرئاسى السابق، الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى بأنه «استعمار واحتلال إخوانى وهدم لمؤسسات الدولة»، لابد من مواجهته والتصدى له وإلا ستصبح مصر أمام رئيس الإخوان ودولة وشعب الإخوان، مضيفا: «خطاب (مرسى) أمام قصر الاتحادية استفزازى، وفيه تربص. وموجه إلى شعب الإخوان وبه سوء تقدير، ما يستوجب التراجع عن الإعلان الدستورى وتوجيه خطاب إلى الشعب يعتذر فيه عن الخطأ «وإلا فليعتبر نفسه فى مواجهة ثورة ستضعه وجماعته فى حجمهم الطبيعى».
■ما تعليقك على الأزمة التى تسبب فيها الإعلان الدستورى الأخير؟
- أزمة طبيعية، نتيجة الاتجاه العنيف للرئيس محمد مرسى وجماعته وحزبه نحو الاستحواذ والانفراد بالسلطة، ونتيجة متوقعة لغباء الإدارة الإخوانية وفقدانها الخبرة فى إدارة الدولة.
■ ما أسباب إقدام الرئيس على إصدار الإعلان الدستورى من وجهة نظرك؟
- الرئيس مرسى وجماعة الإخوان يريدون فك الحصار الشعبى المفروض عليهم، وضرب المعارضة القوية النشطة، وفرض الهيمنة والفكر المتطرف على الدولة ومؤسساتها، وهم فى الأساس قلة، لا يستطيعون تحقيق أهدافهم فى هذا الوقت، وما فعله «مرسى» سوء تقدير، ما يستوجب التراجع عن الإعلان وتوجيه كلمة إلى الشعب يعتذر فيها عن الخطأ، وإلا فليعتبر نفسه فى مواجهة ثورة ستضعه وجماعته فى حجمهم الطبيعى.
■ ما أبرز ملاحظاتك على الإعلان الدستورى؟
- الإعلان كله يكرس للفكر الديكتاتورى، والرئيس الإله، ويدعم الفاشية وملاحقة المعارضين تحت مظلة قانون حماية الثورة ،وادعاء مرسى بأن الإعلان مؤقت خديعة (متدخلش دماغ عيل فى ابتدائى)، مصر بهذا الإعلان اختفت، والهوية ستطمس، وسنصبح أمام رئيس الإخوان ودولة الإخوان وشعب الإخوان، والسبب واضح، أننا كشعب أمام رئيس جديد يدير دولة ولم يكن فى يوم من الأيام مسؤولا فى حياته، وطلع من الدار للنار.
■ ما رأيك فى خطاب الرئيس أمام قصر الاتحادية بعد صدور الإعلان الدستورى؟
- خطاب استفزازى، وفيه قصر نظر لرئيس فى سدة الحكم، وكل الرؤساء الديكتاتوريين يتهمون قيادات المعارضة بما اتهمهم به «مرسى»، بأنهم بلطجية ويديرون مؤامرة على الشعب واستقراره، ويعطلون عجلة الإنتاج كما فعل من قبله.. ومرسى كشف عن اتباعه سياسة سلفه فى التجسس والتنصت على المعارضة، من خلال الإشارات التى تحدث بها، ولو أننا فى دولة متحضرة لأجُبر هذا الرئيس على ترك موقعه فى نفس اليوم، لأنه كلام لا يصدر عن إنسان يعى مسؤولية الإدارة والسياسة، وقيام الجماعة بحشد أعضائها قبل خطاب الرئيس أمام الاتحادية يؤكد أن «مرسى» ليس له فى هذه الدولة نصير إلا شعب الإخوان «بتوع السمع والطاعة».
■ كيف تنظر إلى رد فعل نادى القضاة وتعطيلهم العمل ببعض المحاكم والنيابات؟
- رد فعل طبيعى على إعلان دستورى استبدادى، فلا يصح لمؤسسة عريقة أن تشاهد رئيساً يهدم ولا تحتج، وتعطيل العمل نوع من الاحتجاج، لكن دون أن يمس احتياجات المواطن الضرورية، والإخوان يكررون الاتهامات ويسبون القضاة فى البرامج والفضائيات دون محاسبة، وهم من أشرفوا على انتخابات برلمانية جعلتهم أغلبية.
■ ما رأيك فيما تضمنه الإعلان من إقالة النائب العام وما تردد عن أنه بسبب إحالته قضايا تزوير الانتخابات لوزير العدل تمهيدا للتحقيق فيها؟
- بالفعل هذا هو أهم الأسباب، وإصرار «مرسى» على عزل عبدالمجيد محمود والوقوف ضد السلطة القضائية هو اصطدام مع العقل والمنطق.. وأزمة «مرسى» أنه يرفض وجماعته احترام الدولة لأنهم يريدون الخلافة ودولة الفقيه وشعب يؤمن بالسمع والطاعة والإخلاص فقط، وأزمتنا أننا وضعنا مساجين فى سدة الحكم والنتيجة إعلان دستورى «فرعونى». وأطالب النائب العام باستكمال التحقيقات فى بلاغات «تزوير الانتخابات الرئاسية» والمطابع الأميرية وقضايا فتح السجون وهروب المساجين وتفجيرات خطوط الغاز والأعمال الإرهابية فى سيناء، إذا أراد أن يثبت أنه محام للشعب فعلا وليس نائباً عاماً معيناً من «مرسى».
■ وما نتيجة اتباع هذه السياسة؟
- أولاً أحب أن أقول إن «مرسى» أو أى عضو إخوانى، بدءاً من المرشد العام حتى أصغر عضو، كانوا ملفوظين من المجتمع على مدار عشرات السنين، ومطاردين من نظام أمنى كان لا يرحمهم، وبعد الثورة ظلمتهم بعض فئات المجتمع بالثقة الزائدة فيهم وبقدرتهم على إدارة الدولة، وهذا غير صحيح، «لأنهم ميعرفوش يديروا شركة بنجاح»، فهم يحتاجون إلى تأهيل سياسى، يحتاج إلى فترة من الوقت، لأن بهم عناصر معقدة وناقمة على الدولة والشعب من الأساس، فلا يصح أن نجد فى سدة الحكم الآن من كانوا فى السجون والمعتقلات، لأن النتيجة كما نرى أمراضاً وأزمات نفسية تخرج على جسد الدولة وتحطم طموحات الشعب بعد الثورة، فهم فى الحقيقة جسم غريب، وأريد أن أنوه بأن «الإخوان» رغم ذلك، كانوا جزءاً من النظام، يحققون رغباته ويعقدون الصفقات معه فى الانتخابات البرلمانية، و«مرسى نفسه» كان جزءاً من ذلك، فهو مسؤول عن الانتخابات فى الجماعة فى وقت سابق، ولكن للحق هناك عقلاء فى الإخوان دعوا الرئيس وقادة الجماعة إلى أن يجعلوهم يتصدرون المشهد بدلا من بعض النماذج المعقدة والمريضة، التى تسببت فى احتقان شعبى ضد الإخوان.
■ إلى أى مدى يمكن أن يصل الصراع الحالى بين القوى المدنية والإخوان؟ وهل تتوقع ثورة جديدة؟
- فى حالة إصرار «مرسى» والإخوان على فرض الإعلان وعدم التراجع عن هذه التصرفات الهوجاء فالثورة قادمة ضدهم وبسرعة الصاروخ وفى وقت قصير، والقوى المدنية لن تتراجع وستنتصر، أما لو تراجع «مرسى» واعتذر للشعب واحترم الدولة ومؤسساتها وعمل رئيساً لكل المصريين فإن الوضع سيهدأ، لأن الجرأة الجاهلة فى إدارة الدولة تدفع المجتمع بعد الثورات إلى صراع واستقطاب يمكن أن يتحولا إلى صراع دموى، والإخوان أقل علماً بفن الإدارة السياسية، وما حصلوا عليه من شعبية فى فترة ما بعد الثورة نتيجة لوجود فقر وجهل أو «بقزازة زيت وسكر».
■ هل تتوقع تدخل الجيش إذا احتدم الصراع بين القوى المدنية؟
- من يتكلمون عن الجيش ودوره فى أى صراع هم قادته، وما أعلمه وقت أن كنت منهم أن العسكريين مخلصون لتراب الوطن وولاؤهم للشعب، والدليل أن الجيش لم يطلق رصاصة على متظاهر فى عز قوة مبارك، وقد كان فى السلطة، وإذا تدخل سيكون الأمر الانحياز للإرادة الشعبية، والحرص على المصلحة العامة، و«محدش يقدر، لا للإخوان ولا غيرهم يقف أمام الدبابة».
■ هل تؤيد قرارات البرادعى وصباحى وموسى بتشكيل جبهة «إنقاذ وطنى»؟
- بكل قوة، لأن البلد فى خطر حقيقى، وعلى كل وطنى أن يقول كلمته فى مواجهة السلطان الجائر، فالصمت لم يعد ممكناً، «واللى بيحصل ده حرام، هو إحنا ناقصين بلاوى والله العظيم البلد أفلس ودمر بسبب المزايدات، والاقتصاد انهار ولا هنشم ريحة الاستثمار الأجنبى بالطريقة دى»، ومن يحكمون مستهترون، يلهون البلد فى الحرام والحلال وتطبيق الشريعة، وتناسوا مسؤوليتهم عن 90 مليون نفس، سيقتلهم الفقر الذى بدأ يزحف على المنازل بعنف.
■ ما رأيك فى الاتهامات التى وجهها مرسى وقادة الإخوان بأن الاحتجاجات ضد الإعلان الدستورى وراءها بقايا النظام السابق؟
- ده كلام عبيط، «ويقوله الكسلان اللى حجته مسح السبورة»، أولا يقوم مرسى بما عليه من واجبات كرئيس، والجماعة والحزب يقومون بما يجب عليهم كحزب للأغلبية، ومن التفاهة الحديث عن تصدير هذا التبرير فى مواجهة قوى ثورية حقيقية، فالنظام السابق خلف القضبان وفى السجون، وتكرار الحديث بهذا الشكل خيبة قوية ويؤكد أن من فى السلطة لن يتعلموا من سقطات النظام السابق، وأبرزها التعامل الجدى مع الأزمات ورفض نظرية المؤامرة وعدم تشويه المعارضة.
■ ما رأيك فى قانون حماية الثورة وإعادة المحاكمات؟
- أولا قانون حماية الثورة وتخصيص نيابات للتحقيق يدل على أن عصر الاضطهاد للمعارضين قادم وتحت غطاء الشرعية الثورية وحماية الثورة، والقول بإعادة محاكمات النظام السابق الذين قتلوا وسرقوا ونهبوا، كما يدعى الإخوان، وتخصيص معاشات لأسر الشهداء والمصابين هو خديعة تهدف إلى التغطية على قرارات استبدادية إخوانية.
■ ما تخوفاتك بعد سقوط قتيلين وأعمال عنف وتخريب وحرق مقار للإخوان بالمحافظات؟
- التدمير مرفوض تحت أى ظرف، وأدين بكل شدة من يظن أن حرق مقار الإخوان سيسقط الحكم، ولكن ما يفعله مرسى والجماعة دون أدنى شك يجعلنا نقول بقوة إننا أمام دولة استعمار واحتلال إخوانى لجسد الوطن، يحتاجون معالجة وتأهيلاً سياسياً، كما قلت، حتى يعمل بروح المسؤولية والوطنية وليس بفكر متطرف.
■ ما رأيك فى ردود الفعل الدولية على الإعلان الدستورى؟
- «إحنا مفضوحين، ومش محتاجين نعرف ردود الفعل، والفضيحة علنى ونعيش انتكاسة ثورية».
■ لكن البعض يقول إن رد الفعل الدولى ضعيف نتيجة علاقات الإخوان بأمريكا.. ما رأيك؟
- «ده كلام فاضى»، أولا اتفاق التهدئة فى غزة نجح بفضل علاقات الإخوان بحماس، لأنها علاقة جماعة بأحد فروعها فى دولة أخرى «مش إنجاز ولا حاجة»، ولو أى رئيس جمهورية كان موجوداً كان سينجح، لأن الضرب الإسرائيلى أجبر حماس على التراجع والتهدئة، وإنما حكاية إنها نجاح لمرسى وللجماعة فأرد عليه وأقول: أين الداخل وقضاياه: العيش وأنبوبة البوتاجاز وغلاء الأسعار وأزمات البنزين؟!.. هذا هو ما ينتظره المواطن من حلول والاهتمام من الرئيس وحزبه.
■ تتحدث عن عودتك قريبا منذ خروجك، فمتى؟
- صدقنى فى أقرب وقت، والفرصة أصبحت مهيأة لذلك