جلس المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، علي كرسيه داخل قاعة اجتماعات التأسيسية بمجلس الشورى أمس، وأمامه جلس الدكتور عمرو دراج الأمين العام للجمعية التأسيسية، وبجواره جلس ''رجل غامض''، يرتدي نظارة سوداء يبدو علي ملامحه كبر السن، ثم يناديه الغرياني قائلا: ''اتكلم يا مولانا''.
ثم يتحدث ''مولانا'' ليتلو مواد الدستور علي أعضاء الجمعية التأسيسية، الحاضرين في تلك الجلسة، لتصويت الأعضاء على المسودة النهائية للدستور والتي ستعرض علي الشعب المصري في استفتاء عام.
لكن من هو هذا ''الرجل الغامض'' الذي يتلو الدستور علي أعضاء التأسيسية ويلقبه الغرياني بـ''مولانا''...
هو الدكتور حسين حامد حسان رئيس لجنة الصياغة المصغرة بالجمعية التأسيسية للدستور والذي قال عنه المستشار الغرياني إنه كتب 4 دساتير من قبل؛ حيث ولد في 25من شهر يوليو لعام 1932م بمحافظة بني سويف، وحاصل علي ليسانس حقوق من جامعة القاهرة عام 1959، ثم حصل منها على دبلوم القانون الخاص ودبلوم الشريعة الإسلامية في عامي 1961، 1962م.
ثم حصل علي الدكتوراه من كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر لعام 1965م، وتخرج في كلية الحقوق جامعة نيويورك (المعهد الدولي للقانون المقارن وحصل منها على دبلوم القانون المقارن عام 1963م والماجستير في القانون المقارن عام 1965م.
عين ''حسان'' محاميا بإدارة قضايا الحكومة عام 1959م، ثم معيدا بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، فمدرسا فأستاذا مساعدا فأستاذا فرئيسا لقسم الشريعة بها، وأعير لليبيا حيث شغل منصب رئيس الدرسات العليا بجامعة محمد بن علي السنوسي الكبير، وأعير رئيسا للدراسات العليا الشرعية بمكة المكرمة جامعة الملك عبد العزيز، ومديرا لمركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بكلية الشريعة بالجامعة، ومستشارا لمدير الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والتعاون بين الجامعة والجامعات الأخرى، ورئيسا للجنة الدائمة لترقية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
كما تمت إعارته لإنشاء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد عام 1979م، عقب إعلان باكستان تطبيق الشريعة الإسلامية، وعين عضوا في مجلس أمناء هذه الجامعة، وتولي رئاستها لمدة أربعة عشر عاما،وعاون في إنشاء جامعة نور سلطان مبارك الإسلامية بكازاخستان وعين عضوا بمجلس أمنائها.
وفي مجال العمل الاستشاري عمل ''حسان'' مستشارا قانونيا واقتصاديا لرئيس جمهورية كازاخستان وعمل مستشارا اقتصاديا لرئيس وزراء جيرجستان، وكلف بعمل خريطة استثمارية للدولة، وكلف بإعداد دراسات جدوى لأهم مشاريع التنمية بها تمهيدا لعقد مؤتمر استثمار دولي كما عمل مستشارا لرئيس جمهورية باكستان الإسلامية لشئون الجامعة الإسلامية العالمية وعمل مستشارا لأمين عام رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة كما عمل مستشارا لرئيس مؤتمر العالم الإسلامي بجدة وعمل مستشارا لهيئة إحياء التراث بالإمارات العربية المتحدة وعين مستشارا لرئيس جامعة القاهرة.
عمل ''حسان'' رئيسا لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية ببنك دبي الإسلامي، ورئيسا لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية ببنك الشارقة الوطني الإسلامي، ومشرفا على تحول البنك إلى مصرف إسلامي، عضوا لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية بالبنك الإسلامي للتنمية، ورئيسا لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية بمركز إدارة السيولة بالبحرين.
أعد ''حسان'' مشروع قانون الأحوال الشخصية بليبيا على الراجح من مذهب الإمام مالك وساهم في إعداد دستور جمهورية كازخستان وفي القوانين المكملة للدستور وساهم في برنامج الخصخصة في كازخستان.
''مولانا'' كما يلقبه الغرياني، أشرف أيضا على مشروع ترجمة 200 كتاب إسلامي من اللغة العربية والإنجليزية إلى اللغة الروسية، وقام بطبع وتوزيع هذه الكتب داخل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وهو المشروع الذي مولته جمعية ''أقرأ'' الخيرية، وقامت أكاديمية الدعوة بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، أثناء رئاسته للجامعة، بتأليف وترجمة ما يزيد على 400 كتاب إسلامي إلى ما يزيد على 20 لغة.