البداية كانت عادية ضيف سياسى مؤثر وكبير تم الإعلان عن استضافته فى محطة "سى بى سى" الفضائية ببرنامج ممكن، الضيف هو السياسى الكبير والمرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى والنهاية غير العادية كانت فى ظهور الإعلامى الكبير خيرى رمضان على الهواء مباشرة ليعلن انسحابه من المحطة والعمل بسبب ضغوط وأوامر صدرت من إدارة المحطة بمنع السيد حمدين صباحى من الظهور إعلامياً.
اللحظات التى أعلن فيها خيرى رمضان استقالته بسبب منع حمدين صباحى من الظهور التليفزيونى جاءت عقب خطاب الرئيس محمد مرسى الذى جاء ركيكاً وضعيفاً وظهر فيه الرئيس خائفاً من الحشود التى تطالب برحيله فدفعه ارتباكه إلى تهديد معارضيه بالسجون، وأعقب الخطاب الذى أثار غضب الجماهير ودفعها لحرق المزيد من مقرات الإخوان أخباراً عن تحرك قوات الأمن للقبض على عدد من المعارضين على رأسهم حمدين صباحى الذى ظل لدقائق داخل محطة السى بى سى يدرس أمر عدم ظهوره وتطورات خطاب الرئيس وتهديد المعارضة فى حضور الإعلامى خيرى رمضان وعماد الدين أديب، ونجح أنصار حمدين ومرافقوه فى الخروج به من أحد أبواب المدينة تفاديًا لأى مفاجآت أمنية، وفى ظل محاولات كثيرة لمعرفة مصير صباحى وهل تم القبض عليه أم لا وعدم إجابته على اتصالات هاتفية من مساعديه خرج بعض المقربين ليأكدوا أن حمدين صباحى نجح فى الخروج من مدينة الإنتاج الإعلامى وهو الآن فى مكان أمين.
أزمة منع حمدين صباحى من الظهور على شاشة "السى بى سى" كشفت عن سياسة جديدة لمؤسسة الرئاسة وجهاته الأمنية وهى سياسة منع معارضى الرئيس الكبار من الظهور الفضائى والسعى لفرض عزلة إجبارية عليهم ومنعهم من الاتصال مع الجماهير والأنصار، حيث أكدت مصادر مطلعة على أن إدارة السى بى سى تلقت اتصالات تهديدية من الرئاسة بمنع حمدين من الظهور فى إعلان وصريح على لجوء مؤسسة الرئاسة المعذورة إلى تهديد معارضيه على طريقة مبارك القمعية وهى اللغة التى كانت واضحة فى تصريحات المستشار محمود مكى نائب الرئيس الذى ردد أكثر من مرة عبارة البقاء للأقوى وفى تصريحات السفير رفاعة الطهطاوى رئيس ديوان رئيس الجمهورية الذى اتهم السياسيين من معارضى الرئيس باستئجار بلطجية للاعتداء على مؤيدى مرسى أمام الاتحادية فى تزوير واضح للحقيقة.