توجهت أنظار الإعلام العالمي إلى الاستقبال الكبير لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في قطاع غزة الجمعة، الأمر الذي وصفه الكثيرون بأنه وجه ضربة فتحت بها مواجع العملية الفاشلة لجهاز لاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد"، الذي خطط لاغتياله عام 1996.
وفيما يلي تفاصيل هذه العملية بحسب ما أوردته صحيفة دايلي تيلغراف البريطانية.
أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وخلال فترة قيادته للحكومة الإسرائيلية قبل 15 عاما، لجهاز الموساد بالشروع بعملية اغتيال مشعل في العام 1996 أي بعد عام على تولي مشعل منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في عملية خطط لها أن تتم في العاصمة الأردنية عمان.
وبالفعل توجه خمسة عناصر من الموساد إلى العاصمة الأردنية بجوازات سفر كندية ويحملون صفة السياح، وتمكنوا من نصب كمين لمشعل حيث قاموا بالانقضاض عليه ورشه بمادة سامة أطلقوها من بخاخ على أذنه اليسرى الأمر الذي يسبب شللا فوريا والموت بعد انقضاء 48 ساعة.
ما لم يكن في حسبان الموساد الإسرائيلي هو ردة الفعل السريعة من قبل قوات الأمن الأردنية التي تدخلت في هذا الهجوم الذي حصل في أحد الشوارع وفي وضح النهار، الأمر الذي أدى إلى اعتقال عنصرين من المجموعة التي نفذت العملية في الوقت الذي فر الثلاثة الآخرون للاحتماء بالسفارة الإسرائيلية التي تم محاصرتها من قبل الأمن الأردني.
دفع هذا التطور المفاجئ للأمور بإرسال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدد من المبعوثين إلى ملك الأردن، الحسين بن طلال، يناشده فيها إطلاق سراح العناصر، الأمر الذي تم الموافقة عليه بشروط كان أولها تزويد الأطباء الأردنيين بالترياق الذي أوقف تأثير السم في أذن مشعل اليسرى، وبالتالي إنقاذ حياته.
الشرط الأصعب الذي وافق عليه نتنياهو كان الإفراج عن تسعة معتقلين أردنيين في السجون الإسرائيلية بالإضافة إلى 61 سجينا فلسطينيا آخرين كان على رأسهم الأب الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين.
أما في ما يتعلق بنشأته، ولد خالد مشعل العام 1965 في قرية سلواد بالضفة الغربية، والتي كانت عندها تحت الحكم الأردني، وببلوغه 11 عاما، أصبح لاجئا بعد أن قامت القوات الإسرائيلية بدخول مناطق في الضفة إبان حرب الأيام الست.
وتنقل مشعل للعيش بين الأردن والكويت حيث ساعد على إنشاء وتأسيس حركة حماس، تعرض خلال هذه الفترات إلى العديد من محاولات الاغتيال التي باءت بالفشل، ليصبح بعدها أحد أكبر الأعداء لإسرائيل.