أكدت فرنسا أنها تنتظر من الائتلاف السوري المعارض سرعة تشكيل حكومة انتقالية فى أقرب وقت ممكن وذلك بعد إعلان مجموعة «أصدقاء الشعب السورى» خلال مؤتمرها الأخير بمراكش الاعتراف بالائتلاف.
وقال فيليب لاليو، المتحدث الرسمى باسم الخارجية الفرنسية، فى مؤتمر صحفى، الجمعة، إن هذا الاعتراف من جانب المجتمع الدولى بالائتلاف الذى كانت باريس من بين أوائل الدول التى دعمته، واعتبرته الممثل الشرعى والوحيد للشعب السورى يعد نجاحا كبيرا وهو ما عبر عنه وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس، بمراكش.
وعن رؤية فرنسا للخطوات القادمة الواجب اتخاذها فى مسار الائتلاف السورى المعارض، أشار «لاليو» إلى أن هذا الاعتراف لم يكتمل بعد إذ إن هناك بعض البلدان التي لم تقم بذلك حتى الآن «ونأمل أن تتحرك قريبا على خطوطنا».
وأضاف أن بلاده تأمل أن يشكل الائتلاف المعارض حكومته، وهو ما طالب به الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، منذ أغسطس الماضى، خلال المؤتمر السنوى للسفراء الفرنسيين حين دعا المعارضة السورية، قبل تشكيل الائتلاف، بذلك.
وعما إذا كان الائتلاف السورى المعارض يمكنه أن يمثل سوريا فى المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة وتلك الإقليمية كالجامعة العربية، أوضح «لاليو» أن الاعتراف الدولي بالائتلاف هو «إشارة سياسية»، أما مسألة التمثيل فى المنظمات فهي أمر قانوني إذ إن تلك المنظمات لا يمثل بها إلا الدول بموجب القانون الدولي «وهذا ليس الحال اليوم بالنسبة للائتلاف»، معربا عن أمله أن يحدث ذلك وبشكل سريع «لأنه يعني أن نظام بشار قد سقط».
وبشأن التصريحات التى أدلي بها ميخائيل بوجدانوف، المبعوث الروسى إلى الشرق الأوسط، والتى قال من خلالها إن «النظام السورى يفقد السيطرة على البلاد أكثر فأكثر»، اعتبر الدبلوماسى الفرنسي أن «التصريحات الروسية متناقضة بشأن الأزمة السورية حيث إنه تم إنكار تصريحات المبعوث الروسى».
وأوضح أن باريس لديها اتصالات وثيقة مع سلطات موسكو وتعمل على توصيل رسالة لها فيما يتعلق بالوضع فى سوريا مفادها أن «الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض يتزايد»، وهو ما يعنى نمو شرعيته في نظر المجتمع الدولي نظرا لتشكيلته وبرنامجه وجهوده من أجل توحيد الصفوف..فضلا عن المؤشرات التي تظهر على النقيض أن نظام بشار الأسد يفقد السيطرة على الوضع.
وتابع: «ما نقوله للجانب الروسي أن ننظر إلى هذين الأمرين والاستنتاج المنطقي الوحيد لهما يتمثل فى ضرورة الانضمام إلى المواقف التى ندافع عنها».
وفى سياق متصل، أدان الدبلوماسي الفرنسي العملية العسكرية التى قامت بها إسرائيل فى المنطقة «أ» بالضفة الغربية قبل أيام.
وقال: «هذه العملية استهدفت أحد مقار المنظمات غير الحكومية والتى تقع في وسط مدينة رام الله.
وأضاف أن تلك المنظمات المستهدفة التى تعمل فى مجالى العمل الانسانى وحقوق الإنسان بالضفة الغربية تقوم بعمل مهم وتتلقى الدعم المالي من فرنسا ودول أوروبية أخرى.
وتابع بقوله «نحث السلطات الإسرائيلية أن تعيد الممتلكات التى صادرتها خلال عملية المداهمات».