ذكرت صحيفة "لوفيجارو"الفرنسية اليوم الاثنين أن روسيا تواجه حاليا "تعنت" الرئيس السورى بشار الأسد وتفشل فى فرض فكرة تشكيل حكومة انتقالية على جميع الأطراف الرئيسية للأزمة السورية.
وتحت عنوان روسيا فى مواجهة تعنت الأسد، أشارت الصحيفة إلى أنه وبعد اجتماعه فى موسكو مع المبعوث الدولى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى أمس الأول السبت.. قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف "إن فرص التوصل إلى حل سياسى لا تزال قائمة لإنهاء الحرب الأهلية"، كما أكد الإبراهيمى أمس الأحد من القاهرة أنه يطرح خطة للخروج من الأزمة "يرضى بها المجتمع الدولى".
وقالت لوفيجارو "إنه لا أحد يستطيع أن يلوم على الإبراهيمى أو لافروف فكليهما يقوم بمهمته الدبلوماسية، ولكن الدبلوماسيين الاثنين (المبعوث الدولى ورئيس الدبلوماسية الروسية) يعلمان جيدا أن ما يدور فى الغرف السياسية قد لا يستمر طويلا على الأرض "وفى غالبية الوقت يكون أقل عقلانية".
وأضافت "أن السيناريو الأمثل للجميع بالنسبة لحل الأزمة السورية يكمن فى وقف إطلاق النار ونشر قوات حفظ سلام لمراقبة تنفيذه، وتشكيل حكومة انتقالية تمثل فيها جميع الأديان والانتماءات السياسية وإعلان العفو العام ثم الانتخابات الرئاسية تحت إشراف دولى".
وأشارت لوفيجارو إلى أن تشكيل حكومة انتقالية فى سوريا يتطلب رحيل الرئيس السورى الأسد ونظامه عن السلطة"، فى حين أن لافروف اعترف مؤخرا بنفسه أنه من المستحيل أن يرحل الرئيس السورى دمشق طوعا.
ورأت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الرئيس السورى يرفض التخلى الآن عن السلطة فى البلاد لسببين "فالسبب الأول نفسى: هو أن بشار الأسد قد يشعر بالخيانة تجاه والده (الرئيس الراحل حافظ الأسد) بعدم قدرته على تحمل مسئولية البلاد بعد أن قرر الأسد الأب توليته إياها عقب وفاة أخيه الأكبر فى حادث فى عام 1994، والسبب الآخر هو سياسى حيث إن بشار الذى يتم عرض صوره فى كل مكان حتى على جدران المحلات التجارية الصغيرة، يرى نفسه الوحيد الذى يجسد النظام وأن محو صورته على الفور قد تتسبب فى انهيار الدولة، وهو أيضا حال السوريين الذين لا يزالون يؤيدون النظام، أو الذى يعتبر أن استمراره هو الخيار الأقل خطورة فى الوقت الراهن".
وذكرت لوفيجارو أن السوريين الذين لايزالون يؤيدون نظام الأسد هم الأقليات من العلويين والمسيحيين والأكراد والدروز، إلى جانب البرجوازية السنية التى تريد الحفاظ على سوريا العلمانية.
وأشارت إلى موقف موسكو من الائتلاف السورى المعارض الذى أعلن تشكيله بالدوحة فى الحادى عشر من نوفمبر الماضى، موضحة أن هذا الائتلاف الذى تهيمن عليه جماعة الإخوان المسلمين، يشعر بأن انتصاره قريب ويعتقد أنه قادر على التفاوض حاليا بشأن الانتقال السياسى.
وذكرت أن الائتلاف الوطنى السورى المعارض يتمتع بدعم مالى "غير محدود" من قبل كل من قطر والمملكة العربية السعودية، فضلا عن الاعتراف به كممثل شرعى ووحيد للشعب السورى من قبل القوى الغربية ومصر، وعلاوة على ذلك، حتى لو كان الائتلاف على استعداد لقبول وقف إطلاق النار وشكلا من أشكال التحول السياسى، إلا أنه يعلم جيدا أنه لا يستطيع فرض ذلك على "الكتائب" الإسلامية الأكثر تشددا والتى تشكل الآن العمود الفقرى لجميع الهجمات التى يشنها المتمردون.
وقالت الصحيفة "إن الجانب الروسى بدأ يدرك أنه فى العالم العربى - الإسلامى الذى يسيطر عليه الفكر الوهابى وأموال النفط، أنه أصبح جهة فاعلة عاجزة".