قال حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي والمرشح الرئاسي السابق، إنه لا يرغب في السلطة، وأن هدفه هو إرجاع الحق للمواطنين، وأن يعيش المواطن حياة بها كرامة، مؤكداً على احترام الرئيس محمد مرسي، الذي أتى به الصندوق الانتخابي منذ توليه أمور البلاد، وأن لا أحدا الآن يرغب في إسقاطه إلا إذا قام بأمور تؤدي إلى ذلك، مثل استمراره في الاستعلاء على شرعية الشعب، والانفراد باتخاذ القرارات، خاصة أن حمل مصر أكبر من فصيل واحد.
مخطط خطف مرسي "نكتة" وإذا كان حقيقة سأكون أول من يكشفه
وأضاف صباحي، في حواره مع الإعلامي خيري رمضان، في برنامج "ممكن" على "سي بي سي" مساء الأربعاء، "أتمنى أن يصدِّق الرئيس أننا لا نرغب في إسقاطه". وتابع "إن كلا من جبهة الإنقاذ المعارضة لمرسي، وجماعة الإخوان المسلمين المؤيدة له، أقلية في المجتمع المصري، بالمقارنة مع الشعب المصري".
وأشار إلى أن الديمقراطية هي أن تحكم الأغلبية، ولكن في نفس الوقت لابد أن تحترم الأقلية، مؤكداً أن الديمقراطية ليست مجرد طريقة للوصول للسلطة عن طريق الصندوق الانتخابي، مضيفاً "أن الديمقراطية هي طريقة ممارسة السلطة والاستماع لكل الناس حتى الأقلية". وأوضح أن الاستقالة التي تقدم بها المستشار زغلول البلشي، أمين عام اللجنة العليا للانتخابات، من منصبه، تعد موقفا سياسيا وليس قضائيا.
وتابع، بشأن الاستفتاء على الدستور، أنه لا يثق في هذا الدستور، حيث إنه يكرس هيمنة طرف على حساب الآخر، ويفتح الباب أمام الغلاء على الفقراء، مشيرا إلى أنه لن يحقق الاستقرار، كما أشيع.
وقال: "إن الرئيس محمد مرسي انتماؤه للجماعة والتنظيم أكثر من الشعب، مؤكدا أن الطريق الذي تذهب إليه مصر هو الطريق غير الصحيح، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور لم تشهد إشرافا قضائيا كاملا، خاصة في اللجان البعيدة.
وأضاف "لدي قائمة بأسماء موظفين إداريين طلب منهم الإشراف على الاستفتاء في المرحلة الثانية"، مشيراً إلى أن جبهة الإنقاذ الوطني طلبت من اللجنة العليا للانتخابات وجود مندوب مؤيد وآخر معارض للدستور لمتابعة عملية الاستفتاء.
استقالة البلشي سياسية وليست قضائية
وحول الاتهامات التي تواجه جبهة الإنقاذ، قال "إن القيادة الميدانية وجبهة الإنقاذ الوطني لهم هدف محدد هو النهوض بمصر. وتابع إن الرئيس محمد مرسي، الآن يفرق المصريين ولا يعمل على خلق التوافق بينهم في وقت يحتاج الوطن للتوافق والتوحد صفا واحداً، مؤكداً أن إراقة الدماء هي مسؤولية سياسية يتحملها الرئيس.
سننافس على مقاعد البرلمان.. وعلى الجماعة أن تعلن مصادر تمويلها
وأضاف "إن الرئيس محمد مرسي، يملك معالجة المشهد السياسي الراهن من خلال خطاب للأمة، يشمل مبادرة من ثلاث نقاط"
هي أن يعلن أنه رئيس لكل المصريين وليس لجماعة الإخوان المسلمين، وأن يعترف بخطأ إصدار الإعلان الدستوري، والذي كان السبب في إراقة دماء الشهداء، ويطلب من المصريين إعانته على تصحيح أخطائه، وثالثا أن يدعو لحوار وطني حقيقي بمشاركة كافة القوى السياسية لبناء البلد والنضهة وللاتفاق على جميعة تأسيسية جديدة، يتم التوافق عليها.
ووصف صباحي، الدعوة إلى الحوار مع أعضاء الجميعة التأسيسية للدستور، الجمعة المقبلة، بأنها دعوة ليس لديها صفة. وتابع إنه يتوقع أن التيار سيكون قادرا على المنافسة على مقاعد البرلمان المقبل. وأشار إلى أنه لم يعارض الرئيس محمد مرسي بشكل جاد إلا عندما أصدر الإعلان الدستوري، موضحًا أنه قبل ذلك كان يقدم نصائح واقتراحات فقط، مشيراً إلى أن شرعية الرئيس القانوينة باقية ولكن شرعيته الأخلاقية والاجتماعية اهتزت في الشارع المصري.
وأضاف أنه إذا كان السؤال الموجه الآن لجبهة الإنقاذ الوطني، من أين تأتي بالأموال، فلابد من سؤال جماعة الإخوان المسلمين "ما هي مصادر أموالهم منذ أعوام مضت؟".
وأدان صباحي، محاصرة مقار الأحزاب والصحف، وكذلك محاصرة مقر التيار الشعبي، كما أدان محاصرة الشيخ أحمد المحلاوي بمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية. وعلق على مخطط خطف الرئيس محمد مرسي، بأنه "نكتة"، مشيرًا إلى أنه إذا كان هناك مخطط يحاك ضد مرسي، فإنه سيكون أول من يفضحه.
وأعلن صباحي أن جبهة الإنقاذ الوطني قبلت دعوة القوات المسلحة من أجل "لم الشمل"، خاصة أن القوات المسلحة هي ملك الشعب المصري.