في اليوم الثاني من زيارته للجزائر، وبعد اعترافه أمام البرلمانيين بـ "المعاناة" التي تسبب فيها الاستعمار الفرنسي، زار الرئيس فرانسوا هولاند مواقع تاريخية في العاصمة الجزائرية وترحم على روح موريس أودان الذي توفي تحت التعذيب في 1957.
صادق أبو حامد (فيديو)
فرانسوا هولاند يعترف "بالمعاناة" التي تسبب فيها الاستعمار الفرنسي في الجزائر
خصص الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الثاني من زيارته للجزائر للمواقع التاريخية في العاصمة الجزائرية التي يعرفها جيدا بما انه سبق ان اقام فيها وحيث استقبل بحفاوة شديدة.
فقد وجد الرئيس الفرنسي في استقباله جماهير متحمسة واعلام جزائرية عملاقة معلقة في نوافذ وشرفات البنايات التي تعود الى العهد الاستعماري.
وترحم هولاند على روح المناضل الفرنسي من اجل استقلال الجزائر موريس اودان الذي توفي تحت التعذيب بعد توقيفه من طرف الجيش الفرنسي عام 1957.
هولاند يدعو إلى شراكة استراتيجية "على قدم المساواة" بين فرنسا والجزائر 2012/12/20
إعداد فرانس 24
وفي الساحة التي تحمل اسم موريس اودان، توقف هولاند طويلا اما اللوح التذكاري لهذا الشاب (25 سنة) الشيوعي الذي قتل ولم يتم العثور على جثته ابدا وان كانت ارملته تقلت مؤخرا وعودا بنشر الارشيف الفرنسي حول مقتله.
وخطى الرئيس الفرنسي بعض الخطوات برفقة رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال لتحية الجزائريين الذين اصطفوا على جانبي شارع ديدوش مراد الذي يعبر ساحة موريس اودان والذين ازدحمت بهم ايضا شرفات المنازل.
وتنقل هولاند وهو يصافح الايادي الممدودة اليه وخلفه الوفد المرافق له وسط هتاف الجماهير ودوي طلقات فرقة الخيالة، بينما كان الشباب يرددون "وان تو ثري فيفا لا لجيري" (1،2،3 تحيا الجزائر).
وعاد فرانسوا هولاند بذاكرته الى الايام التي قضاها في الجزائر في 1978، من خلال زيارة مطعم وحانة بالقرب من جامعة الجزائر.
وقال صاحب المطعم حسن فناك لوكالة فرنس برس "قال لي (الرئيس هولاند) ان المطعم جميل ويقدم سمكا جيدا".
واضاف "اكد لي انه كان من بين الاماكن المفضلة لديه في 1978 عندما كان يعيش في الجزائر" خلال تدريب اجراه في السفارة الفرنسية قبل تخرجه من المدرسة الوطنية للادارة بباريس.
وكان هولاند توجه في وقت سابق الى المقبرة الاوروبية في حي بولوغين المطل على البحر.
فرانسوا هولاند في الجزائر لطي صفحة الماضي
ويرقد في هذه المقبرة التي كانت تحمل اسم "القديس اوجان"، التسمية القديمة للحي، مئات الفرنسيين الذين قضوا في الجزائر وقنصل فرنسا خلال الحقبة العثمانية.
وحيا الرئيس الفرنسي النصب التذكاري للجنود الافارقة الذين حاربوا في الجيش الفرنسي الاستعماري المشكل من عناصر من المغرب العربي وغرب افريقيا.
وعند الخروج من المربع العسكري في المقبرة توقف الوفد في القسم اليهودي امام ضريحي اسحاق ابن الحاخام شرشات بارفات المولود في فالنسيا والذي توفي في الجزائر عام 1408 وسيمون ابن الحاخام سماح دوران المولود في برشلونة والذي توفي في 1444.
وقال رئيس الجالية اليهودية الصغيرة التي مازالت تعيش في الجزائر فريديريك بلعيش لوكالة فرنس برس "تم تدشين هذا النصب في 1909 عندما تم نقل رفاتهما الى المقبرة".
وتضمنت رحلة هولاند الى الماضي كذلك مئات الالاف من الجزائريين الذين قتلوا من اجل استقلال بلدهم. حيث وضع الرئيس الفرنسي اكليلا من الزهور ووقف دقيقة صمت امام "مقام الشهيد" وهو النصب التذكاري المخلد ل"شهداء" حرب استقلال الجزائر بعد 132 سنة من الاستعمار الفرنسي.
افتتاح مصنع لشركة رونو لصناعة السيارات بالجزائر2012/12/20
إعداد محجوبة كرم
ويبلغ طول "مقام الشهيد" 92 مترا ويتكون من ثلاث اوراق نخل ويمكن رؤيته من اي مكان في الجزائر العاصمة.
وبعدها توجه هولاند الى تلمسان عاصمة امبراطورية الزيانيين حيث استقبله الرئيس بوتفليقة وينهي زيارة استمرة 36 ساعة.