هو الشيخ محمد الخضر حسين، وُلد رحمه الله فى مدينة نفطة بتونس عام 1876، وأصل أسرته من الجزائر من عائلة العمرى من قرية طولقة وهى واحة من واحات الجنوب الجزائرى.
نشأ الشيخ الخضر فى بيئة علمية من جهتى الأب والأم، فدرس القرآن والعلوم الدينية واللغوية على يد عدد من العلماء ومنهم خاله الشيخ محمد المكى بن عزوز الذى كان يرعاه ويهتم به، ولقد حاول الشيخ منذ أن كان فى الثالثة عشرة من عمره أن يكتب الشعر ولقد برع فيه بعد ذلك، وانتقل الشيخ الخضر من الجزائر إلى مدينة الزيتونة بتونس حيث واصل تلقيه العلم عل يد مجموعة من العلماء ومن أبرزهم الشيخ سالم بو حاجب الذى كان من أعمدة الإصلاح فى تونس وقتئذ.
تولى الشيخ الخضر العديد من المناصب فى تونس وكان من أشهرها منصب القضاء، وبعد أن علا نجم الشيخ فى سماء العلم قام الاحتلال الفرنسى بالتضييق على الشيخ، مما اضطره للانتقال إلى الشام ولم يمكث الشيخ فى الشام وفقط، بل إن له العديد من الرحلات العلمية حيث زار ألمانيا واسطنبول وألبانيا وغيرها من البلاد العربية والأوروبية.
وفى نهاية المطاف استقر الشيخ الخضر فى مصر الذى عمل فيها مصححا بدار الكتب المصرية بشفاعة احمد تيمور باشا الذى عرف قدره، وكان الشيخ يُلقى دروس العلم فى المساجد ويكتب المقالات المتنوعة، من أبرز مواقف الخضر حسين هو اختلافه مع طه حسين عندما ألّف كتابه فى الشعر الجاهلى لِما بالكتاب من انحراف واتباع لأقوال المستشرقين من طعن فى القرآن.
تولى الخضر حسين فى مصر العديد من المناصب، ومنها رئاسة تحرير مجلة الأزهر، ورئاسة تحرير مجلة لواء الإسلام، وقد اختير عضوا بمجمع اللغة العربية الملكى واختير عضوا بهيئة كبار العلماء، ثم اختير الخضر حسين شيخا للأزهر الشريف بعد ثورة يوليو عام 1952، وهو الوحيد الذى تولى مشيخة الأزهر من خارج مصر، قام الشيخ بإرسال وعاظ أزهريين إلى السودان، ثم استقال بعد أقل من سنتين من توليه المشيخة.
توفى رحمه الله عام 1958 ودُفن بالقاهرة فى مقبرة أصدقائه من آل تيمور، هذا بعدما أهدى مكتبته العلمية الضخمة النادرة إلى زوجته المصرية.
رحم الله الشيخ وجزاه عنا خيرا.