شهد عام 2012 عديدا من الفتاوى المميزة والمثيرة، اختلفت فتاوى 2012 عن غيرها من الأعوام السابقة حيث كانت تقتصر في الماضي على ارتداء الحجاب من عدمه أو كيفية الصلاة أو التدخين إذا كان حرام شرعا أم الإفتاء بجوازه.
اختلفت الفتاوى كليا في عام 2012، فلا تتعجب من إصدار فتوى لمنع برنامج بعينه أو تحطيم آثار مصرية بحجة أنها أصنام تُعبد أو تحريم الزواج من أبناء نظام مبارك، واللافت للنظر أن بعضا من هذه الفتاوى أثرت بشكل كبير على السياحة المصرية بل والاقتصاد المصري أيضا.
ومن أبرز الفتاوى التي مرت في عام 2012 وكانت سببا في جذب الانتباه:
فتوى تحطيم أبوالهول
شدد الشيخ مرجان سالم الجوهري، القيادي بالدعوة السلفية الجهادية، على ضرورة تحطيم الأصنام والتماثيل التي تمتلئ بها مصر، وإن المسلمين مكلفون بتطبيق الشرع، ومنها إزالة تلك الأصنام، وأضاف نحن حطمنا تماثيل بوذا في أفغانستان، ومكلفون بتحطيم الأصنام وسنحطم تماثيل "أبو الهول" و"الأهرامات" لأنهم أصنام ووثن تعبد من غير الله، ومن ثم فهم مكلفون بتحطيمها.
فتوى زواج القاصرات
قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن السلفيين في الجمعية التأسيسية مصرون على زواج الفتاة دون تحديد سن مثلما يتم النص عليه في الدستور وهو ما يعرف بـ" زواج القاصرات"، وأشار برهامي إلى أنهم في التأسيسية يرون أن المادة الخاصة بزواج القاصرات هي الحل للحد من حالات الزواج العرفي للبنات الصغيرات، مشددا على أنه يجب إقرار هذا النص الخاص بزواج القاصرات للحد من الزواج العرفي.
وحول تحديد سن الزواج، رفض الشيخ ياسر برهامي تحديد سن لزواج الفتاة قائلا: "تتزوج في أي وقت".
وقال برهامي إن آلاف البنات تزوجن عرفيا من شباب بحجة أن العائلة ترفض زواجها بمن ترغب لافتا إلى انه مصمم على أن تكون المادة الخاصة بالشريعة الإسلامية واضحة وصريحة قائلا إنه "يجب النص على ذلك بصراحة".
فتوى خداع الزوجة لزوجة للاستفتاء بـ"نعم" للدستور
أجاز الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، للزوجة الخروج للاستفتاء دون إبداء السبب الحقيقي للزوج، إن كان غير داعم للإسلاميين. جاء ذلك خلال رسالة من امرأة لموقع "صوت السلف"، الذي يديره الشيخ ياسر برهامي.
وقالت طالبة الفتوى: "زوجي لم ينتخب الإسلاميين في مجلس الشعب، والآن يرى أن الدستور غير صالح لأن نقبله، ولا يريدني أن أوافق عليه، فهل يجوز لي النزول يوم السبت للتصويت على الدستور دون إذنه؟".
وكان رد برهامي: "استأذنيه للخروج لأي سبب آخر دون ذكر الاستفتاء، ثم اذهبي إلى الاستفتاء".
فتوى إهدار دم المتظاهرين
أفتى الشيخ هاشم إسلام، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، فتوى تفيد بإهدار دم متظاهري 24 أغسطس، مشيرا إلى ضرورة محاربتهم وقتلهم، مؤكدا أنه لا دية لهم، فهؤلاء متهمين بجريمة الخيانة العظمى، مضيفا: "أن قاتلوكم قاتلوهم فإن قتلوا بعضكم، فقتلاكم في الجنة وأن قتلتموهم فلا دية لهم ودمهم هدر".
فتوى تحريم برنامج باسم يوسف
نسبت مؤخرا إلى دار الإفتاء، فتوى بتحريم مشاهدة برنامج باسم يوسف، الذي يسخر من المواقف السياسية لدعاة القنوات الفضائية الإسلامية.
وسرعان ما انتشرت هذه الفتوى، إلا أن المركز الإعلامي لدار الإفتاء المصرية نفت في بيان أن تكون دار الإفتاء قد أصدرت أي فتوى بتحريم مشاهدة برنامج "البرنامج"، والذي يقدمه الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف على إحدى القنوات الفضائية، وقال المركز إنه لم يصدر عن الدار أي فتوى خاصة بتحريم مشاهدة هذا البرنامج، ولا علاقة لدار الإفتاء المصرية بهذه الفتوى، مشيراً إلى أن الإفتاء لا تُقحم نفسها في مثل هذه الأمور.
فتوى تحريم تحية العلم
أفتى عبد الآخر حماد، مفتي الجماعة الإسلامية، فتوى حرّم فيها تحية العلم والنشيد الوطني في المراسم، لأن الوقوف فيهما تعظيما لمن لا يرضى الشرع بتعظيمه، وأن الاستماع للموسيقى محرما بإجماع الأئمة الأربعة.
وعلى الفور أصدرت دار الإفتاء فتوى نصها: "إذا كانت تحية العلم في المحافل العامة علامة الاحترام وتركه يؤكد على عدم الاحترام فهذا أمر جائز، والسلام الوطني هو مقطوعة موسيقية ملحنة وعزف في الحفلات العسكرية والمناسبات العامة، الموسيقى لا حرمة في سماعها فهو صوت حسنه حسن وقبيحه قبيح وما ورد في تحريمها صريحه غير صحيح وصحيحه غير صريح".
فتوى تحريم الزواج من أبناء الفلول
حرّم الشيخ عمر سطوحي، أمين عام اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، الزواج من أبناء "الفلول"، مشيرا إلى أن هؤلاء أفسدوا الحياة السياسية في مصر وأضروا بالاقتصاد المصري، ولا يجوز الزواج إلا برجل "تقي" أما هؤلاء فلم يتخلقوا بأخلاق الإسلام.
معارضة الرئيس
هاجم خطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، الشيخ أحمد المحلاوي، من ينتقدون الرئيس محمد مرسي، مفتيا بأن انتقاد الرئيس أصبح الآن مُحرّما لأن الشعب هو من اختاره، وأصبح يندرج تحت قول الله "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".
وقال إن طاعة الرئيس فرض أيضا حتى على من لم ينتخبه، لأن المبدأ واحد في الإسلام طبقاً للآية، وعلى الجميع طاعة الرئيس طالما أمر بما أمر به الله ونهى عما نهى عنه.
فتوى صندوق النقد الدولي
أفتى الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بأن فوائد قرض صندوق النقد الدولي، المقدم إلى مصر، "ليست ربا محرمًا" كما قال البعض، لأن «فائدته (1.1%) يقبلونها في الصندوق كمصاريف إدارية، ومن ثم يعتبرونه منحة، وأما القروض الربوية فهي عندهم ذات فائدة متفاوتة قد تصل إلى (16%) و(20%)، والفائدة المخفضة من (2%: 6%)، والمتوسطة بين ذلك».
تحريم معاهدة كامب ديفيد
صرح الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بالتحريم الشرعي لاتفاقية كامب ديفيد، باعتبارها مخالفة للشريعة الإسلامية والمادة الثانية من الدستور المصري، مؤكدا أنها معاهدة تحتاج إلى مراجعة ودراسة.
واستندت الفتوي إلى قوله تعالى "فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ"، فهناك فرق بين الهدنة وبين الاعتراف بالعدو وبين معاهدة الخزي والعار "معاهدة السلام"، إذ كان المصريون هم الغالبون وكان الأولى أن يأتي السلام من جهة الفريق المغلوب لا الغالب، والمعهود أن اليهود لا ميثاق لهم.
تحريم الانضمام لحزب الدستور
أفتى الشيخ محمد نظمي الأثري، عبر الموقع الإلكتروني "فرسان السنة"، بتحريم الانضمام لحزب الدستور، الذي يرأسه الدكتور محمد البرادعي، مبررا فتواه بقوله إنه "من المعروف بما لا يدع مجالا للشك أن البرادعي أحد أكبر العلمانيين في مصر وأنه من المعادين لتطبيق شريعة الله"، معتبرًا أن مناصرة حزب الدستور والانضمام له "من التعاون على الإثم والعدوان"، على حد وصفه.
تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم
أفتت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بتحرّيم تهنئة المسيحيين بالمناسبات الدينية حيث جاءت الفتوي تؤكد أن مشاركة وتهنئة النصارى وأهل الملل في المناسبات الدينية غير محللة باتفاق الأصل، وأشارت الفتوى إلى أن هناك من طوائف النصارى من لا يهنئ الطوائف الأخرى، وذلك لما اختصت به من أعياد بحسب معتقداتهم ولا يشاركهم فيها، والمسلمون الذين لا يعتقدون في صلب السيد المسيح عليه السلام لا يحل لهم بحال التهنئة بقيامته المدعاة. أشهر فتاوى 2012.. تحطيم الأهرامات ومنع الزواج من الفلول وضرورة خداع الزوجات لأزواجهن للتصويت بـ"نعم"